عبد الحليم كركلا مكرماً في “جامعة بيروت العربية”

مبدع من لبنان، من مدينة الشمس والتاريخ، مدينة بعلبك حلّ الفنان عبد الحليم كركلا ضيفاً في لقاء ” قصة نجاح” الذي نظمته إدارة العلاقات العامة في جامعة بيروت العربية للسنة السابعة على التوالي بحضور رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور عمرو جلال العدوي وبمشاركة دولة الرئيس حسين الحسيني ومستشار رئيس مجلس الوزراء الدكتور عمار حوري ومجموعة من الفنانين وأصدقاء المكرم وعائلته الى جانب أسرة الجامعة وطلابها وحشد كبير من الاعلاميين.
وككلّ عام كان اللقاء مناسبة ليضيء على نجاحات شخصيات مميزة، فكان الخيار هذا العام الفنان عبد الحليم كركلا الذي حاز على أوسمة تقدير وثقافة عدة، فشارك الحضور تجاربه وخبراته الفنية التي تخطى فيها الذات منطلقاً من التراث هو الأرض الأولى ومصدر العطاء باحثاً عن المضمون وأبعاده لخلق شكل فني يتلاءم مع الموضوع، معتبراً ان المضمون يبقى مع الزمن، أما الشكل فيتغير في كل زمن ومع كل جيل جديد وضوء جديد.


وبعد مقدمة شعرية من الشاعر طلال حيدر وصف فيها صديقه كركلا بأنه صديق العمر، أتينا من رائحة تراب بعلبك وحصدنا مواسم التراث معاً، صغاراً كنا نتجول كركلا وانا بين الهياكل، كان يقلقه جسد تجذبه الأرض اليها فلا يرتاد الهواء ولا يتناثر في الفضاء فراح يكتب بالجسد لغة لا تجيدها الا جسد يسير على الماء “.
وتابع حيدر ” جلس عبد الحليم كركلا مع قدره ورسما معاً مسيرته الإبداعية في المسرح الغنائي الراقص عبر نصف قرن من الزمان من القفز بالزانا نحو الأعلى الى القفز فوق المراحل نحو المستحيل.
جاء اللقاء على هيئة حوار تلفزيوني على مسرح قاعة جمال عبد الناصر، أدارته وقدمته مديرة العلاقات العامة السيدة زينة العريس التي استهلت اللقاء بكلمة ترحيبية عرضت فيها أبرز الاعمال الناجحة لكركلا مشيرة الى أن المكرم ” سقى من عرقِه وجهده المسارح كافة ليسطع نجم لبنان عاليًا في سماء العالمية.”
وتابعت العريس ” الكلام عنه أشبه بعطرٍ من فخرٍ نتسلَّح به ونذهب الى أيِّ حدث فني وثقافي متباهين بمبدعٍ من لبنان روى مسرحه كما يروي الوفاء الأرض الطيبة، فوقف على مسرح الحياة اسمًا لبنانيًا مرموقًا وعلمًا خفَّاقًا بين نسائم الإبداع”.
ثم أجاب كركلا على الأسئلة التي طرحتها العريس فعرّج على بدايته حيث سطع نجمه في عالم الرياضة، إذ حاز بطولة لبنان في لعبة القفز على «الزانا» مرات عدة ثم انتقل لدراسة علوم المسرح الراقص وتاريخه في مدرسة «مارتا غراهام» في لندن، والرقص التعبيري في ديجون في فرنسا (مدرسة Hahie Lemon ) ، حيث كانت الانطلاقة الأولى للفرقة على أدراج معبد جوبيتير في بعلبك.
وعن اعماله وكيف يستوحيها قال كركلا ” من التراث ومن التاريخ العربي وحكايات الشرق من مسيرة بدوي في الصحراء، حيث الموسيقى الفطرية تنبعث من أقدام جمل أو فرس على رمال الصحراء، حيث رعى الملك حسين ملك الأردن الراحل، الجولات التي قامت بها الفرقة في أوروبا وأميركا، وكانت رعاية الملك حسين لهذه الجولة نتيجة تأثره بعمله ‘الخيم السود’ الذي يتحدث عن الحياة البدوية.
وتابع كركلا” إذا كنت فناناً تستطيع الدخول إلى ذاتك لأن ما من أحد غيرك يستطيع أن يدخل إلى الذات لتطرق باب الإبداع من خلال تراثك، من خلال هويتك، ومن خلال موقعك. إذا الفن لم يكن يشبهنا فلا قيمة له، أي يجب أن نستحضر فنّاً يشبهنا وننقله إلى العالم كي نعرّف العالم به”.
وعن انتقال فرقة كركلا الى العالمية أجاب ” مهمّ كثيراً أن ننقل إلى العالم حضارتنا ولكن بصيغة معاصرة، أي حواراً ما بين الماضي والحاضر. علينا أن نبحث في التاريخ عن الموضوع الذي يؤثّر في العالم، عن الموضوع الذي يحتوي عِبر إنسانية، فأبرزت وجه لبنان المشرق في الحضارة العربية وفي مسيرة المعرفة.
وعن عائلته تحدث كركلا كيف نمّا في ابنه وابنته روح التراث والأرض وان العائلة تعمل مجتمعة على خلق العرض الراقص، حيث يتولى كل منهم أدواراً أساسية في الفريق الفني. فتأخذ ابنته اليسار على عاتقها مسؤولية تصميم الرقص ويضع الابن إيفان جميع العناصر في قالب مسرحي إخراجاً.
وعن طموحه ورسالته في المستقبل أشار كركلا يجب ان لا اتوقف احب ان انتج المختلف وغير المألوف؛ فالطموح بلا معرفة لا قيمة له. صاحب الرسالة الفنية يجب أن يحمل مضموناً إنسانياً حتى في تشكيلاته وبنيته المسرحية الموسيقية الراقصة. فأرغب أن أتخطّى ذاتي في كلّ عمل وأبحث عن آفاق جديدة في المواضيع والألحان والتوزيع الموسيقي.
واختتم اللقاء بتقديم رئيس الجامعة درع الجامعة الى الفنان كركلا عربون وفاء وتقدير لجهوده وعطاءاته.
[email protected]

لمشاركة الرابط: