حملت النّسخة الثانية لمهرجان بيروت الدولي لسينما المرأة بصمة مميّزة إذ كرّمت الممثلة القديرة وفاء طربيه التي تعدّ أحد أبرز القامات الفنية التي كتبت اسمها بحروف ذهبية على سجّل الفنّ.
وانطلاقًا من إيمان مجتمع بيروت السينمائي بدور السّينما في صناعة التغيير الإيجابي في المجتمع وبأهمية نشر هذه الثقافة في العائلات وبين الأطفال ، استمرّ بتنظيم مهرجان بيروت الدولي لسينما المرأة ، موسّعًا نطاق نشاطاته بإطلاق النّسخة الاولى لمهرجان بيروت الدولي لسينما الطفل والعائلة.
حفل الافتتاح والتكريم احتضنه مسرح كازينو لبنان الذي اكتظّت سجادته الحمراء بالمشاركين من فاعليات رسمية وفنية واجتماعية وإعلامية .
الاحتفال ،الذي تولّت تقديمه الممثلة إلسا زغيب، استهلّ بالنشيد الوطني اللّبناني، فمحطّة موسيقيّة مع الفنانة ليال نعمة التي قدّمت باقةً من أعرق أغاني الزمن الجميل ، ثمّ كلمة لرئيسة مجلس الأمناء السيدة منى فريد الخازن ، وكلمة لمؤسس مجتمع بيروت السينمائي ومدير المهرجان سام لحود، ليعتلي بعدها الاستاذ سهيل مطر المنبر مقدّمًا الضيفة المكرّمة . كما تخلّل التكريم تقديم مجسّم “تانيت” وعباءة للمكرّمة. وكان عرض وثائقي عن مسيرة وفاء طربيه المهنية وأبرز محطاتها، ومجموعة فيديوهات ترويجية للأفلام وتعريفية بلجنة التّحكيم والداعمين، والفيلم البرازيلي Culpado
الخازن
رئيسة مجلس الأمناء السيدة منى فريد الخازن تطرّقت في كلمتها إلى سحر السّينما واصفةً إياها برحلة السفر ، إذ نعلّق على مدخل صالاتها همومنا ونجلس في العتمة، نتابع القصة ونتفاعل معها.
عى قضايا المرأة تصبح الكاميرا تحب الغزل والحب والصداقة وتنبض كالقلب
وتضحك مثل الطفولة وتبكي مثل عيد الأمهات، مؤكّدةً أنّ مهرجان بيروت الدولي لسينما المرأة ليس تمييزًا عنصريًّا ولا محاولة لإثبات الأنوثة أو دور المرأة، بل إنّه ، ببساطة لتأكيد جمال المرأة كما ظهّرتها الكاميرا: الأم
، الأخت، الصديقة، الجَدِّة،الزوجة، العشيقة، الحبيبة، والمرأة العامِلة.
وأينما رأينا امرأةً، نرى فيلمًا ونراها البطلة.
وعن تكريم وفاء طربيه ، رأت الخازن فيه تقديرًا لفراشة من فراشات السينماوالتلفزيون والمسرح،فراشة
عرفت ألاّ تحترق تحت الضّوء ، متواضعة مثل الصلاة، عميقة مثل السكوت.
وأملت الخازن في الأعباء من شأن المهرجان سنة بعد سنة مستبشرةً بموسم واعد. فرغم كل الظروف السياسية والإقتصادية، يبقى بلدنا ملتقى للمواهب
وعنوان للمبادرات المبدعة.
لحود
مؤسّس ومدير المهرجان سام لحود شكر بدوره فريق العمل على تفانيه ونوّه بدعم المساهمين مؤكّدًا انّ السّينما تحمل القيم والتقاليد والأفكار والثقافات وتشاركها مع كل شعوب العالم، فتقرّب المسافات بين الحضارات وتعزّز التفاهم والحوار بين الشعوب، وترفع مستوى التسامح وتقلّص العنصرية.
أمّا عمّا يحكى حول تشجيع السينما اللبنانية أو المسرح الوطني”، فيشير ، بحسب لحود، إلى عدم المعرفة، وبعض الفوقية؛ لأن السينمائي أو المسرحي أو الفنان، لا يستجدي التشجيع؛ إنما هو حافظ لذاكرة الوطن وثقافته، وشريك أساسي بتكوين المفاهيم الإجتماعية.
“لا نريد من أحد تشجيع السينما والمسرح، إنما نريد شعبًا يحترم الأعمال الفنية، مثقفًا على إحترام الملكية الفكرية، ويقدر الأجيال التي سبقت وأعطت، ويحارب القرصنة، ويميز بين المقبول والممتاز، وبين المنقول والمبتكر، وبين الرخيص والقيم…
ويضيف لحود أنّ المهرجانات السينمائية تهدف إلى تقديم الأفلام الأفضل لجمهورها ، وتشرّع أبواب التعاون بين صانعي الأفلام من كل الدول، وتأسس لحوار حول تحديات المهنة، وتعمل على تثقيف الجمهور السينمائي…
ومهرجانا بيروت الدولي لسينما المرأة وسينما الطفل والعائلة، ليسا لسينما المستضعفين، إنما يسعيان لتحقيق مجموعة أهداف تصبّ في مهمة مجتمع بيروت السينمائي الذي يسعى إلى:
التشجيع على صناعة السينما المسؤولة التي تطرح حوارًا حول القضايا الإنسانية والوطنية والبيئية، والقضايا المتعلقة بالإنسان ككل، لأن حقوق المرأة وحقوق الطفل هي في جوهر حقوق الإنسان؛ وفريق العمل في المهرجان Humanist وليس Feminist.
مطر
عرّف سهيل مطر بالمكرّمة ، ابنة تنورين ، وفاء طربيه كبيرة من الزمن الجميل مشيدًا بحضورها وأعمالها قائلاً: “أشعر بوجع ، برعشة حنين، أمعن النظر أقرأ في وجهها حكاية الطفولة والمراهقة والصبا ، أبحر في الذاكرة : فايق يا هوا وقت لكنّا سوا”
طربيه
أبدت الممثلة وفاء طربيه تأثّرها خلال التكريم معربةً عن تقديرها للوفاء لمسيرتها المهنية في القطاع الذي قدّمت له الكثير متمنيّةً أن يعزّز دور المرأة وحضورها كونها ليست نصف المجتمع بل المجتمع بأسره ، مسترجعةً أجمل الذّكريات التي طبعت سجّلها الحافل بالنجاحات، معوّلةً على صدق النوايا والجهود للنهوض بالثقافة . وأشارت الى انّ كلّ ما قدّمته خلال ٦٠ عامًا في المسرح والتلفزيون والسينما والإذاعة ، أغناها بمحبّة الجمهور ووفائه.
وعلى هامش الحفل ، عرض شريط تعريفي ببرنامج Girls for Change وهو كناية عن مجموعة دورات تدريبية أقامها مجتمع بيروت السينمائي بالتعاون مع وزارة الدولة لشؤون النازحين ووزارة الدولة لشؤون المرأة بدعم من اليونيسيف وبتمويل من حكومة الولايات المتحدة الاميركية .
وسيتمّ عرض الافلام التي أنتجتها دورات Girls for chance نهار الأربعاء ١٣ آذار عند الساعة ٣:٣٠ ظهرًا في صالات Grand cinemas -Dbayeh
يذكر انّ المهرجان بجناحيه يستمرّ لغاية ١٥ آذار في صالات Grand cinemas -Dbayeh مع مجموعة أفلام مميّزة ، وحلقة خاصّة لمشروع “فتيات من أجل التغيير” وجلسة حوارية حول التحديات اليومية للنساء في السّينما.
شو بخبرك عن بيت من لبنان !
يقول الفنان وديع الصافي في رائعة من أجمل أغانيه ” بيتي ما برضى يسيب بيتي أنا سلاحو .. ما بتركو للديب ولا بعير مفتاحو” من المؤسف القول أن بيوت العديد من اللبنانيين اليوم “تركت للديب” وضاعت مفاتيحها … وما أدراك ماذا فعل بها ” الديب” ؟ يعرف البيت اللبناني الأصيل ليس من حجارته المقصوبة فحسب
Read More