أبو ظبي_ هناء حمزة
هو لا ليس هو ..لا بل هو …والقاعة هي لا ليست هي..وانا هنا او هناك…غريب كيف استطاع ان يجعلني هنا وهناك في ان معاً…في مكانين معاً وفي زمانين معاً…عمر الصبي النحيل يلعب البيانو في قاعة الرابطة الثقافية في طرابلس ..وعمر رجل الاعمال الناجح يفرغ جنى العمر على مفاتيح البيانو في قاعة متحف اللوفر في ابوظبي…وانا احتار اين انا..في قاعة الرابطة بين اهلي واصحابي ثلاثون عاما مضت اصفق للصبي عمر او هنا في الامارات وسط عالم من عالم عمر الجديد,اعلاميون عالميون,كبار شخصيات فرنسيةو كبار شخصيات خليجية وعائلة عمر وعائلتي وبعض من اهل طرابلس من من يقيم في ابو ظبي واستطاع ان يحجز له مقعدا في تلك القاعة الصغيرة في المتحف الفرنسي في العاصمة الاماراتية.. اصفق للموسيقار العالمي ورجل الاعمال عمر حرفوش…كل شيء تغير ولا شيء تغير..عمر هو عمر ..نفس الملامح..نحيل يكاد لا ياكل.. نفس التواضع.. ونفس الخجل..لم أكن اتخيل ان رجلاً ناجحاً كعمر خجولاً متواضعاً مثله ..هو نفسه..لم تغيره الايام ولم يغيره النجاح..يجلس على الارض في بيتي في دبي ..كل جسده على الارض ..لم “يبوخره” المال ولم تطير عقله قمم النجاح .يتربع حول طاولة الطعام في جلسة اردتها عربية كما كنا نتربع حول نار المخيم , عين على ابنته التي تنام في حضن امها وعين يتفحص بها كل تفصيلة .وعقل يعمل ولايهدأ..يفكر في حفل اللوفر..يريد ان ياتي بطرابلس الى ابو ظبي..يريد ان يمزج بين عتاقة طرابلس ورقي فرنسا وابتكار الامارات..نجح..لا لا برع ..لا لا تالق..لا لا لا اجد كلمة تصف ما قام به عمر ..كيف لعب..كيف حرك اصابعه..كيف احضر طرابلس خلفه..ساعة التل امامي..سوف الصاغة امام عيني..انا في قلب اسواق طرابلس انا في ازقتها وزوجته امام قلعتها وقلعتها هنا في قلب القاعة…يا لعبق طرابلس في متحف اللوفر في ابو ظبي… يسقط عمر رقي باريس على مفاتيح البيانو تتحرك اصابعه كما تتحرك دقات القلب ليصدر عنها احلى ما يمكن ان يسمعه القلب… يبتكر عمر في اداء وحضور وانتاج يليق بالامارات..يليق به في الامارات..يليق بطرابلس بالامارات….فرغ جنى عمره من احاسيس وخبرة في معزوفتين استطاعت ان توقف شعر بدني ولم تنجح في وقف دمعة فخر واعتزاز بعمر فخر طرابلس…
نصفق له يحيينا نحن الجمهور ..عيني بعين عمر ..صبي الرابطة الثقافية و الموسيقار العالمي ورجل الاعمال وهو هو ..لا شيء تغير غير ان عمر كرس فخر طرابلس به
خاص _nextlb