إكرام صعب
أن تكتب إمرأة فهذا يعني انها ترسم الكون بحروفها ، أن تعبر ، أن تدون كلماتها للزمن ..فكيف إذا كتبت إمرأة لإمرأة وعنها ، عن الظلم والعدل للمواساة والقهر لكل ما يلامسها !!..تكتب
نسرين سمير عريقات، “فتاة مقدسية الدم أردنية الهوية ” هكذا تعرف عن نفسها ” ولدت ونشأت في دولة الكويت ، وولجت عالم الأدب من عالم الإقتصاد” فهي التي لم تتخصص بالأدب والشعر لكنها وجدت نفسها بين أحضانه ، فأتته من علم اختصاص إدارة المستشفيات لتجد ذاتها بين القلم والورقة ، تهمس بكلمات أخذها عشق الحرف الى عالمه حتى غدت كاتبة مؤلفة منجرفة خلف هوايتها دون ملل أو كلل .
عن هوايتها الجميلة تقول”صادقت ورقة وقلماً ومكاننا السري خربشات تبدأ بلحظة الإنفصال التام عن الواقع وعن اللحظة التي أعيشها أيا كانت” وتتابع ” فتأتي الكلمات بلا إدارك مني ولا فكر محددة ، وحتى حينه لا أضع نصا وأبني عليه الفكر… أدع الفكرة تزورني بلحظة تجليها ثم أجملها وأزينها على طريقتي فتكون سلسة أكثر لأنني استقبلتها ولم ألاحقها فأنا لا أطارد إلا أحلامي.”
لمن تكتب عريقات؟ “أكتب للمرأة وعنها ،أكتب للظلم والعدل أكتب للمواساة والقهر ، أكتب لكل ما يلامسني ، أصف حدثا عبر أمامي لفتني ولم يلتفت إليه أحد، أراه بقلبي لا بعيني ، أجدني أصف نجمة مظلمة لا تكاد ترى في ظل التفات العالم لقمر منير الوصول له سهل… أحب التفاصيل لأننا نحن تفاصيل كونت هيأتنا….أحب الصعب ” توضح نسرين .
جديد عريقات كتاباً تستعد لتوقيعه في المملكة الأردنية الهاشمية ، البلاد التي أحبتها فأهدتها حروفها، واليه تستعد نسرين عريقات من الكويت لتوقيع مولودها الأدبي الجديد في الأردن ” كما الصبارة “وهو عبارة عن مجموعة خواطر شعرية عنه تقول “إن صح القول أنا لا أتبع نمطا او مدرسة معينة فأنا هاوية لا محترفة.”
وتضيف ” أما السبق فيه فكان اشتمال الجزء الأخير منه على خمس قصص قصيرة سردتها على طريقتي وتركت الصفحة المقابلة لتعبير من يقرأ وليجرب الإحساس بالحرف… فمن قبلي منح الحق للقارىء بأن يضع بصمته على أحلامه.”
تلفت الكاتبة الى مسألة مهمة فتروي ” بحسب سير الخطة فإن القصة التي سيردني عليها أكبر تعليق وردود فعل هي من ستكون بطلة المرحلة القادمة وعلى الأرجح بت أعرف من هي.”
إذاً نحن أمام نمط جديد من الكتابة ، نمط تحاول الكاتبة من خلاله اشراك بصمة القارئ لعل ذلك من شأنه ان يساهم بإسترجاع زمن حب القراءة الأدبية من جهة ومن جهة أخرى بتقريب الحرف المطبوع على الورقة من انامل القارئ .
“كما الصبارة” هو المولود الأدبي الثاني للكاتبة فقبله كان ديوان “همسات ذاتي” وهو أول اسم طرح للكتابة عن الاول تقول” اخترته لأنني لم أكن لأفكر أن امتهن الكتابة أو الحرف أنا فقط شغوفة لأكتب لنفسي لِغَدي لأرى حالي بعد حين ، ولم يكن الهدف يوما مادي أو ربحي فمعظم نسخ الإصدار الأول تم اهداؤها ،هدفي إرسال فكرة ، أما فكرة التواصل مع الجمهور فلم تكن بالحسبان.. فجاء الإسم مطابقا لحديثي مع نفسي لنفسي وبفترة الإعداد والتحضير للكتاب ”
وتضيف “ذات يوم زار حياتي حدث من واقع قدر قديم لم يكن بالبال فشعرت بأن القدر قرر منحي الهدايا … أولا بنشر حرفي وثانيا بعطاياه فتم أضافة مقطع “هدايا قدر.” لتخرج “همسات ذاتي هدايا قدر” للنور فكان المحتوى بالمختصر مختلف عن كل ما قرأت طوال حياتي وهكذا كانت ردود الأفعال فقد احتوى الفهرس عدة عناوين … حكم كتبتها، صورة وحكاية وثم توالت الخواطر تفصيلات كثيرة بكتاب حجمه صغير. ”
وعن موعد التوقيع للكتابين والمكان ” تواجدي بمعرض عمان الدولي للكتاب 17 في الأردن هو حلم يتحقق مجددا سأكون في المملكة الأردنية الهاشمية يوم الجمعة الموافق 5 أكتوبر 2017 ما بين الساعة السادسة والنصف مساء وحتى التاسعة للتواصل مع من أعتبرهم جيشي الفكري ووقود تغيير رؤيتنا للحياة.” تقول عريقات
عن طموحاتها المستقبلية تروي “طموحي تحقيق وتجلِّي حلمين…للتحقيق وأتمنى من خلال مقابلتي معك أن أضع موطىء قدم على أحدهما ….
الأول أن تصل رغبتي للقيصر كاظم الساهر برغبتي التواصل معه فقصيدتي ” في مدينتنا ” أكاد أرى وجهه كلما قرأتها فهي المحببة لقلبي وددت لو ألقاها شعرا أو نثرا أو بمقطع موسيقي هي مني له وددت لو يعلم.
والثاني حين الكشف عن بطلة شخصيتي القادمة بالإصدار الثالث أن تتحول قصتها لمسلسل أراه واقعا وأسمعه فرحا… أود لو أتمايل انتصارا هذا العام”.
ريع الكتاب
تؤمن الكاتبة “بأننا برحلة الحياة مسيرين ومخيرين كل بحسب نظرته للأمور” فهي ترى ” بأننا لم نخلق لنلعب دورا واحدا وأن الحياة رحلة بمسار واحد واليوم الذي مضى لن يعود بجماله أو سوءه فـلِنُقدِّر شروق الشمس…لنُحْصي النِّعم. ” عن ذلك تقول” …لنتمرد ونجعل كل يوم هو يومنا الأخير فليكن العطاء بأقصى حالاته ليكن الحب ، ليكن الإهتمام لذلك كل من يعرفني على كثب يكرر بأن الحب والإهتمام لا يطلبان هم خارج كل ، وأي قائمة… ليست حاجات لنحيا هم الحياة…
ترك الأثر له بخاطري الكثير وأنا أحب المساعدة بطبعي وبفطرتي ، وهي صفة يعرفها المقربون مني كما البعيدين… أرى أن الأحلام هي حق الجميع .. وأن المرض يسرق الأحلام….وبما أن كتبي هي أحلام باتت واقعا فلم لا أهب جزءا من حلمي ليصبح واقعا أفضل لمن يستحق…اخترت “مركز الحسين للسرطان”لما له من ثقل بمجتمعي وأدوار حيوية بمساعدة الآخرين لعبور الرحلة بأكبر قدر من السلام…. طالما ساهمت بزياراتي برحلات فردية للتبرع بالدم ولا أعتبرها عمل خير بقدر ما هي واجب ومسؤولية فالكل منا معرض ونسأل الله السلامة وندعو لهم بالشفاء….فقررت أن يكون ريع نصف العمل لهذا المركز .