حاملاً وسلاحه ومرتدياً جعبة عسكرية، هكذا استشهد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحي السنوار، حارماً إسرائيل من صورة نصر بحثت عنها طوال سنوات، وسعت تحديداً لاغتياله بكل قوتها خلال السنة الآخيرة، بعدما اتهمته بأنه الرأس المدبر لهجمات “طوفان الأقصى”، في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
ختم السنوار اليوم 17 تشرين الأول/أكتوبر، مسيرة جهادية استمرت منذ شبابه لأكثر من 40 عاماً، مثبتاً السردية التي يعرفها الفلسطينيون عنه قائداً محارباً وموجوداً في الميدان، ومحطماً السردية الإسرائيلية التي حاولت دائماً تصويره على أنه هارب ومختبئ في الأنفاق.
سيرة السنوار
ولد يحيى إبراهيم حسن السنوار في مخيم خان يونس للاجئين جنوب قطاع غزة، في 19 تشرين الأول/أكتوبر 1962، ونزحت أسرته من مدينة مجدل شمال شرقي القطاع، بعد احتلالها من قبل إسرائيل عام 1948، حيث تم تغيير اسمها إلى “أشكلون” (عسقلان).
درس السنوار في مدرسة خان يونس الثانوية للبنين، ثم التحق بالجامعة الإسلامية في غزة، وتخرج منها بدرجة الباكالوريوس في شعبة الدراسات العربية.
وفي 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2011، تزوج السنوار، وأنجب إبناً واحداً يدعى إبراهيم.
النشاط الطلابي
وخلال فترة دراسته، كان السنوار أميناً عاماً للجنة الفنية، ومن ثم للجنة الرياضية في مجلس الطلاب بالجامعة الإسلامية بغزة. بعد ذلك، تقلد منصب نائب رئيس المجلس، وأصبح فيما بعد رئيساً للمجلس.
عام 1986، أسس مع خالد الهندي وروحي مشتهى، بتكليف من مؤسس الحركة أحمد ياسين، جهازاً أمنياً أطلق عليه منظمة الجهاد والدعوة، ويعرف باسم “مجد”.
وكانت مهمة هذه المنظمة الكشف عن عملاء وجواسيس الاحتلال الإسرائيلي وملاحقتهم، إلى جانب تتبع ضباط المخابرات وأجهزة الأمن الإسرائيلية، وما لبثت أن أصبحت هذه المنظمة، النواة الأولى لتطوير النظام الأمني الداخلي لحركة حماس.
فترة الاعتقال
اعتقل يحيى السنوار لأول مرة عام 1982، بسبب نشاطه الطلابي، وكان عمره حينها 20 عاماً، حيث وضع رهن الاعتقال الإداري 4 أشهر، وأعيد اعتقاله بعد أسبوع من إطلاق سراحه، وبقي في السجن 6 أشهر، من دون محاكمة. وعام 1985، اعتقل مجدداً وحكم عليه بـ8 أشهر.
وفي كانون الثاني/يناير 1988، اعتقل مرة جديدة، وحوكم بتهم تتعلق بقيادة عملية اختطاف وقتل جنديين إسرائيليين، وقتل 4 فلسطينيين يُشتبه في تعاونهم مع إسرائيل، وصدرت في حقه 4 مؤبدات (مدتها 426 عاماً).
وحاول السنوار الهروب من سجنه مرتين، الأولى حين كان معتقلاً في سجن المجدل بعسقلان، والثانية وهو في سجن الرملة، إلا أن محاولاته باءت بالفشل، وقد حرم خلال فترة سجنه من الزيارات العائلية، وصرح شقيقه غداة الإفراج عنه، أن الاحتلال منعه من زيارته 18 عاماً، كما أن والده زاره مرتين فقط خلال 13 عاماً.
وأطلق سراح السنوار عام 2011، وكان واحداً من بين أكثر من ألف أسير، حرروا مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، ضمن صفقة “وفاء الأحرار”.
فترة ما بعد السجن
وبعد الخروج من السجن، انتخب السنوار عضواً في المكتب السياسي لحركة حماس، خلال الانتخابات الداخلية للحركة سنة 2012، كما تولى مسؤولية الجناح العسكري كتائب عز الدين القسام، وشغل مهمة التنسيق بين المكتب السياسي للحركة وقيادة الكتائب.
وعام 2015، عينته حركة حماس مسؤولاً عن ملف الأسرى الإسرائيليين لديها، وكلفته بقيادة المفاوضات بشأنهم مع الاحتلال الإسرائيلي. وفي السنة نفسها صنفته الولايات المتحدة الأميركية في قائمة “الإرهابيين الدوليين”، كما وضعته إسرائيل على لائحة المطلوبين للتصفية في قطاع غزة.
انتخب السنوار يوم 13 فبراير/شباط 2017، رئيساً لحماس داخل قطاع غزة، خلفاً لإسماعيل هنية. وفي آذار/مارس 2021، انتخب رئيساً لحماس في غزة لولاية ثانية، مدتها 4 سنوات، في الانتخابات الداخلية للحركة.
طوفان الأقصى
بعد عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، أصبح يحيى السنوار المطلوب الأول لدى إسرائيل، إضافة إلى محمد الضيف، القائد العام لكتائب عز الدين القسام.
وأصبح التخلص من زعيم حماس أهم الأهداف الإستراتيجية للعملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، والتي أطلقت عليها اسم “السيوف الحديدية”، إذ يعتبره مسؤولون إسرائيليون العقل المدبر لهجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وبتاريخ 31 تموز/يوليو 2024، أعلنت حركة حماس أن إسرائيل اغتالت رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، في مقر إقامته بالعاصمة الإيرانية طهران، وذلك بقصف الشقة التي كان فيها مع مرافقه.
وبعد دفن هنية في العاصمة القطرية الدوحة، بدأت الحركة انتخابات داخلية لاختيار خلفية لهنية، وأعلنت في 6 آب/أغسطس 2024، أن هيآتها الشورية اختارت بالإجماع يحيى السنوار رئيساً جديداً للمكتب السياسي للحركة.
المصدر : جريدة المدن الإلكترونية
شو بخبرك عن بيت من لبنان !
يقول الفنان وديع الصافي في رائعة من أجمل أغانيه ” بيتي ما برضى يسيب بيتي أنا سلاحو .. ما بتركو للديب ولا بعير مفتاحو” من المؤسف القول أن بيوت العديد من اللبنانيين اليوم “تركت للديب” وضاعت مفاتيحها … وما أدراك ماذا فعل بها ” الديب” ؟ يعرف البيت اللبناني الأصيل ليس من حجارته المقصوبة فحسب
Read More