إنجاز طبي عالمي جديد للبنان: إنقاذ طفل من الشلل الكلي

الاغتراب اللبناني يشهد إنجازات كبيرة، ليس فقط في المجال الاقتصادي والإستثماري والعقاري، وجمع الثروات المالية، في مختلف أصقاع العالم، بل أيضاً في المجال الطبي والصحي، حيث برزت أسماء لامعة وكبيرة في هذا القطاع، منها البروفسور فيليب سالم، إبن بلدة بطرام، والدكتور الجراح مايكل دبغي، إبن بلدة جديدة مرجعيون، ومؤخراً برز إسم الطبيب اللبناني إيلي مفيد شوفاني، إبن بلدة رميش، ليحقّق النجاح في طبع بصمته، في إنجاز طبي جديد، هو الأوّل من نوعه في العالم، فرفع إسم لبنان عالياً، من خلال إنقاذ طفل إيطالي، عمره 3 سنوات، كان يعاني من تشوّه خلقي، في عموده الفقري، مهدّداً بالشلل الكلي، فأجرى له عملية جراحية، حيث انتزع 3 فقرات من عموده الفقري.
د. شوفاني
لتسليط الضوء، على هذا الحدث الطبي الجديد، لاسيما أنّ المغتربين اللبنانيين يستحقون لفتة محقة، تجاه ما يحقّقونه من إنجازات طبية وصحية، تُرفع لهم القبعات، تواصلت «اللـواء» مع الدكتور شوفاني من مركز عمله في فرنسا، وهو خرّيج كلية العلوم الطبية، في جامعة القديس يوسف (اليسوعية) في بيروت، باختصاص طب عام (دورة العام 2000)، وخرّيج (دورة العام 2005) باختصاص جراحة العظام والعمود الفقري، وقد غادر لبنان قبل 13 عاماً، ليعمل في فرنسا، في مستشفى La Timone Enfants المتخصصة بالأطفال، في مدينة مرسيليا الفرنسية.. فكان الحوار الآتي:
{ بداية، ماذا تخبرنا عن العملية الجراحية؟
– «لقد قمتُ بإجراء عملية جراحية، هي الأولى في فرنسا والعالم، بواسطة «السكانر» الطبقي، لطفل من إيطاليا، عمره 3 سنوات، كان يعاني تشوّهاً خلقياً، في عموده الفقري، وكانت حالته حرجة جداً، بسبب خطورة إصابته بالشلل، في حال لم يتم التدخّل الطبي السريع، فانتزعتُ 3 فقرات من عموده الفقري، ونشكر الله أنّ العملية الجراحية نجحت، بعدما استغرقت 5 ساعات، دون أي مضاعفات سلبية، كونها كانت عملية جراحية دقيقة جداً، وقد أجريتها في مستشفى La Timone Enfants، المتخصص بالأطفال، في مدينة مرسيليا الفرنسية. واليوم، باستطاعتي تأكيد أنّ الطفل يتمتع بصحة جيدة».
{ ألم تكن هناك أي خطورة في حال إجرائها؟
– «كانت العملية الجراحية خطيرة جداً على حياة الطفل، حيث رفض الأطباء الإيطاليون إجراءها في بلدهم، لذلك تمَّ نقله إلى فرنسا، والكل يعرف من الناحية الطبية، أنّ جهاز «السكانر» الطبقي، لا يستقبل أي مريض، يكون وزنه أقل من 50 كلغ، بينما كان وزن الطفل الإيطالي لا يتعدى الـ 10 كلغ، ما حتم عليّ، أخذ الإذن المباشر، من المسؤولين عن هذا الجهاز الطبي، بتغيير وتطوير المقاييس فيه، وإجراء المناسب مع عمل ماكينة «السكانر» الطبقي، بما يتلاءم مع وزن الطفل المنخفض جداً، وقالوا لي حرفياً: «تقوم بإجراء العملية الجراحية على مسؤوليتك، وتتحمّل نتيجة ما يحصل مع الطفل، خلال مرحلة إجراء العملية الجراحية، التي تكللت بالنجاح الباهر».
هجرة الأدمغة
{ ما الذي دفعك للهجرة من لبنان؟
– «إنّ الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية السيئة في لبنان،هي التي تدفعنا للهجرة، ولا تزال تساهم في ارتفاع معدلات هجرة الأدمغة والشباب اللبناني، وأصحاب الكفاءات العالية، إلى خارج الوطن، خصوصا أنّهم يُظهِرون إبداعات مميّزة، ويحلّقون في سماء تحقيق نجاحات كبيرة، في بلاد الاغتراب، حيث تحتضنهم هذه الدول المتقدّمة والحديثة، التي توفر لهم كل الإمكانات المادية والمعنوية، من أجل تحقيق ما يصبون إليه، في الميادين والحقول والقطاعات، التي يعملون فيها».
المصدر- اللواء

لمشاركة الرابط: