بصمت رحل الفنان القدير أحمد راتب حاملا هموم الوطن والإنسان إثر إصابته بأزمة قلبية عن عمر يناهز 67 عاماً.
دهمته أزمة قلبية ، ومنعته من تقديم أحد العروض المسرحية ، أدخل المستشفى حيث توفي .
منذ سنوات عشر سنحت لي الفرصة بأن التقي بهذا الفنان الإنسان المتواضع حتى النهاية ، المقل في كلامه إلا عند اللزوم . أسترجع شريط الذكريات مع هذا الفنان الملتزم بقضايا شعبه وأمته ، إذ تسنى لي مواكبته خلال أسبوع كامل في أحد الأحداث الرياضية الفنية ، رالي اكتشف سوريا عام 2007حيث شارك بدماثة خلق ، وتواصل مع الإعلاميين والمتسابقين ، عاش أسبوعا كشخص عادي ، لعب وسابق وأكل . طلب منه أن يلبس زي بائع الآيس كريم ، لبس الزي دون تردد في سوق الحميدية التاريخي وسط إعجاب المارة والزبائن .
ولد الفنان الراحل في حي السيدة زينب بالقاهرة في عام 1949، وظهرت موهبته التمثيلية على مقاعد الدراسة ، التحق بكلية الهندسة ثم تركها، وفضل الالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية ، وحصل منه على درجة البكالوريوس.
كانت بدايته في التلفزيون، ثم عمل في المسرح والسينما وشارك في عدة أعمال سينمائية ، لكنه كان القاسم المشترك في عدة أفلام مع الفنان عادل إمام
.
قدم عشرات الأفلام في الأدوار المساعدة منذ السبعينيات وحتى وفاته ، وأهمها مشاركة الفنان عادل امام في العديد منها مثل : الإرهاب والكباب، بخيت وعديلة، عمارة يعقوبيان، كما تميز في العديد من المسلسلات ، وكان أحد نجوم مسرحية الزعيم التي عرضت طويلا على المسرح .
قد يكون لحقه بعض الظلم لأنه بقي في الظل ، ولم ينل في حياته بطولة مطلقة أو دورا رئيسيا ، بالرغم من إمكانياته وموهبته الفذة في التمثيل ، يحدث أن تقسو الظروف على البعض فيعيش في الظل ، ويغادر خشبة المسرح وحيدا . هذا هو الفنان الملتزم أحمد راتب ، يرحل كما الكبار في صمت …!
عاطف البعلبكي