خاص – nextlb.com
اللقاء مع الفنان الكبير أيمن زيدان فرصة مهمة كانت غير متوقعة في “ملتقى الإعلام العربي” الذي عقد في بيروت وافتتح أمس ويتابع نشاطاته ويختتم اليوم ، لم يكن الفنان زيدان كريماً باللقاءات الصحافية واعتبر أن الوقت الآن لا يسمح بالحوارات المطولة مؤجلاً اللقاء الى وقت لاحق ، الا أن النقاش معه توسع الى بعض الذكريات والمحطات المهمة في تاريخه وفي تاريخ الدراما السورية تحديداً ، وكان المجال مفتوحاً لسرد بعض الذكريات من أحد أهم المسلسلات الدرامية العربية التي تطرقت بقوة وعمق الى فترة سيطرة الدولة العثمانية التي صارت في نهاياتها تركية – طورانية ، وكانت تكن العداوة والكره للعرب من رعايا السلطنة العثمانية المتأخرة التي كانت تسيطر على معظم الدول العربية .
ومسلسل وملحمة “أخوة التراب” عمل درامي كبير للمخرج المعروف نجدة إسماعيل أنزور، ومن إنتاج شركة الشام الدولية للإنتاج السينمائي والتلفزيوني، والذي تم إنتاجه في عام 1996 أثارجدلا كبيراً على المستوى العربي وكنا من الشهود على تأثيره داخل المجتمع الكويتي عندما عرض في الكويت وبخاصة مشاهد التعذيب للجنود العرب الذين كانوا يخالفون الأوامر أو يتمردون على سلطة جنرالات الجيش التركي ، وأسوأ نماذجه” الخازوق” الذي كان يخترق أجساد المعذبين من الجنود والثائرين على الدولة التركية حينها وتعليق الثوار على أعواد المشانق في عام 1915 في دمشق وبيروت ، وتأثير هذه المشاهد الدموية على المجتمع العربي عامة والكويتي خاصة ، وما تأتى من حالة احتجاجية في عام 1996 من قبل السفير التركي في الكويت الذي اعترض لدى وزارة الإعلام الكويتية على عرض المسلسل بحجة أنه يوقظ الحقد والكراهية بحسب السفير التركي في الكويت آنذاك ، ما أدى الى وقف عرض المسلسل مؤقتاً حتى هدأت عاصفة النقد حينها ، ومن ثم أعيد عرضه في فترة لاحقة .
واكتفى الفنان زيدان ببعض الملامح والخطوط العريضة للصعوبات والمشاكل التي تعترض الدراما العربية عامة والسورية بشكل خاص .
واعتبر زيدان في مداخلة له ضمن الدورة ال 21لـ”ملتقى الإعلام العربي” الذي عقد في بيروت تحت شعار “الإعلام والتنمية المستدامة شركاء الحاضر – حلفاء المستقبل”، برعاية رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وحضوره ، وبالتعاون مع وزارة الإعلام اللبنانية ، في مركز التدريب والمؤتمرات في مبنى الإدارة العامة لـ “طيران الشرق الأوسط أن “فترة تسعينيات القرن الماضي كانت مرحلة مميزة في المشهدين الإعلامي والإنتاجي و كنا من المحظوظين بوجود ثقافة رأسمالية واعية آنذاك، أما مشكلتنا اليوم فهي أن الفن أصبح محكوما بثقافة رأس المال، وهي التي تكرس اتجاهات معينة وتتحمل مسؤولية إعادة تشكيل المشهد الدرامي والإبداعي.”
وأضاف :”في الحقيقة، المشهد الإعلامي والفني العربي اليوم لا يعكس الطموح الذي كنا نحمله في تلك الحقبة، ولم نصل إلى المكان الذي حلمنا به.”
وتابع ” اليوم، أصبحت المسألة الإقتصادية أكثر تعقيداً ، وصار الإنتاج الفني بحاجة إلى إمكانات هائلة. لذلك باتت الدراما رهينة لثقافة رأس المال ولشروط القنوات التلفزيونية التي تعد المحطة الأخيرة لجهد الفنان”.
وختم : “علينا أن نعترف بأن المشهد الإعلامي العربي مؤلم وموجع، لقد تسللت إليه مفاهيم غريبة شوهت صورته، سواء من خلال وسائل التواصل الإجتماعي أو من خلال الإعلام التجاري”.







