بعد ثلاثة أيام على تعيين العميد إدغار لاوندس مديراً عاماً لأمن الدولة، غادر اللواء طوني صليبا الأراضي اللبنانيّة متوجهًا نحو قبرص التُركية، ولم يتبيّن بعد مصير جلسة استجوابه المحددة يوم غد الجمعة، أمام المحقق العدلي في قضية تفجير المرفأ طارق البيطار.
ومع إعادة تعاون النيابة العامة التمييزية مع البيطار، أوكلت مهمة تبليغ المدعى عليهم للضابطة العدلية، وتحديدًا لرئيس المباحث الجنائية المركزية العميد نقولا سعد، الذي بات مسؤولًا عن تبليغ كل المطلوبين للتحقيق خلال الأيام المقبلة من قادة أمنيين وشخصيات سياسيّة وقضاة. وانتقل سعد على رأس دورية من قسم المباحث إلى منزل صليبا الكائن في مار تقلا الحازمية، ليتبيّن أنه سافر إلى قبرص في 16 من آذار الماضي ولم يعلن بعد عن تاريخ عودته إلى لبنان.
الاستماع إلى الشهود
يتحرك ملف المرفأ بوتيرة سريعة، وإلى جلسة استجواب صليبا، تم تحديد جلسات للاستماع إلى ثمانية شهود في يوم واحد، وحسب مصادر قضائيّة لـ”المدن”، فإن الشهود هم: ضابط حالي في جهاز الأمن العام، ثلاثة عناصر من جهاز الأمن العام، عنصر من الجيش اللبنانيّ، ضابط متقاعد في الجمارك، مدير شركة نقل بحري، وشخص آخر.
وابتداءً من اليوم تبدأ المرحلة الأخيرة والأكثر حساسية في ملف المرفأ، وهي تلك المخصصة لإستجواب القادة الأمنيين، الشخصيات السياسية ومن ثمّ القضاة. وحسب معلومات “المدن” ففي هذه المرحلة سيتم استجواب حوالى 13 شخصية.
سيبدأ البيطار بإستجواب صليبا، يليها تحديد جلسة لإستجواب المدير العام السابق للأمن العام عباس إبراهيم. ومن المفترض أن تُحدد جلسات لإستجواب كل من مدير المخابرات السابق كميل ضاهر، وقائد الجيش السابق جان قهوجي، في حال قرر المحقق العدلي عدم الاكتفاء بالمعلومات التي سبق وأن قدموها أمام القضاء في المرحلة الماضية.
وينتقل بعدها لإستجواب الشخصيات السياسيّة وهم: رئيس الحكومة السابق حسان دياب، الوزير السابق غازي زعيتر، الوزير السابق نهاد المشنوق، إضافة إلى الوزيرين السابقين علي حسن خليل ويوسف فنيانونس في حال تقدما أمامه بطلب استرداد مذكرات التوقيف الصادرة بحقهما مقابل تعهدهما بالمثول أمامه.
وينهي البيطار آخر جلسات الإستجواب مع القضاة الأربعة قبل أن يختم التحقيقات ويطلب من النيابة العامة التمييزية إبداء المطالعة تمهيداَ لإصدار القرار الاتهاميّ وتحويله للمجلس العدلي.
إرجاء الجلسة؟
توضح مصادر قضائية لـ”المدن” إلى أن “صليبا لم يتبلغ رسميًا بموعد جلسته بعدما تبين أنه خارج لبنان، ما يقتضي إرجاء الجلسة لموعد آخر وإعادة تبليغه مجدّدًا وفي حال لم يكن متواجدًا أيضًا، يتم تبليغه لصقًا”.
وغياب صليبا يطرح تساؤلات عديدة، عما إن كانت محاولة مقصودة لعدم المثول أمام القضاء، أم أنها زيارة قصيرة لقبرص وسيعود إلى منزله خلال الأيام المقبلة. واكتفت المصادر بالقول إن “الصورة ستتضح أمام البيطار خلال الأيام المقبلة، ولا يمكن التنبؤ بما قد يحصل اليوم ، إذ من الممكن حضور وكيله القانوني وتقديم معذرة، وهذا يعني أن صليبا يرغب بحضور جلسة استجوابه، ومن الممكن عدم حضور وكيله القانونيّ، وبالتالي يتخذ البيطار الخيارات التي يراها مناسبة، ومن المتوقع أن تؤجل الجلسة لموعد آخر وأن يكتفي بالاستماع إلى الشهود”.
المصدر : المدن







