أحيا الشاعر مارون أبو شقرا أمسية شعرية متميّزة في حضن جبل الشيخ، في بيت ثقافة وفنون – شبعا.
استهلّ الفنان سليم علاء الدين الأمسية مرحّبًا بالحضور من المثقّفين والفنّانين والشعراء والصحفيين، قبل تقديمه للشاعر أبو شقرا، قائلًا “لا أحد يجرؤ على اعتلاء منبر الشعر إذا غرّد الأخير فوقه بقصائده التي تخاطب الأرواح قبل الآذان، وتصل إلى عمق المشاعر الإنسانية، وتستقرّ في الذاكرة لتأخذ الإنسان بين طيّات الكلمات إلى أبعد مدًى من الوجدان.”
ثمّ كانت قراءات للشاعر باللهجة العامية من قصائده القديمة والجديدة التي أخذت السامعين إلى عالم الخيال، حيث رقرقة أمواج البحر وهي تعانق الأفق وترفل بالأمل الذي تذهب إليه حاضنةً إيّاه… وكان في قراءاته يحمل خيرات سهل البقاع وعنفوان جبل الشيخ ، وتدفّق نهر العاصي ، وشجن صوت فيروز وألحان العصافير التي تنقد حبّات الغلال على البيدر، وعبق الورد والياسمين والحبق على “السطيحة”، ورائحة التراب بعد أول “شتوة” ودفء وجاق الحطب أيام الثلج…!
لم يكن موضوع قصائد الشاعر أبو شقرا واحدا، بل منوعاً بين الوطن والغزل والفلسفة والوجود والأب والأم… ومن أجواء قراءاته :
فجأة انتلى وكان القمر جايي
فاضي، حزين منشّف بهالجوّ
حلمتو بإيدك صار كِبّايه
وجرّة حلا يانسونها حكايه
ومن لون جسمك عم تعبّي الضو
وأيضا:
هي دعستك بخّة شتي بكّير
هِي فَيّقت تمّوز
هَي نعستِك لِم تنعسي بيصير
صوت الحلم: فيروز
وأيضاً :
عدّي معي عدّي ع إيديكي
شو كتار عينيكي
وكان في الختام بيت شعر ارتجالي – وبالعامية أيضاً – قدّمه وليد حسين الخطيب للشاعر، حيث قال:
قلمك قلم النثر وكاتب معانيه
إنتَ بحر الشعر ونحنا النقط فيه
شو بخبرك عن بيت من لبنان !
يقول الفنان وديع الصافي في رائعة من أجمل أغانيه ” بيتي ما برضى يسيب بيتي أنا سلاحو .. ما بتركو للديب ولا بعير مفتاحو” من المؤسف القول أن بيوت العديد من اللبنانيين اليوم “تركت للديب” وضاعت مفاتيحها … وما أدراك ماذا فعل بها ” الديب” ؟ يعرف البيت اللبناني الأصيل ليس من حجارته المقصوبة فحسب
Read More