برعاية سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، أقامت جمعية الإرشاد والإصلاح ومؤسسة أسامة شقير الخيرية حفل توزيع جوائز “مسابقة نزار وسهام شقير القرآنية” في قاعة مؤسسات الدكتور محمد خالد الاجتماعية.
حضر الحفل إلى جانب رئيس الجمعية المهندس جمال محيو وأعضاء الجمعية، دولة الرئيس فؤاد السنيورة، النائب نبيل بدر، الدكتور خالد قباني، محافظ جبل لبنان القاضي محمد مكاوي، أمين الفتوى في الجمهورية اللبنانية الشيخ أمين الكردي وممثل سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري، ممثل النائب أشرف ريفي، رئيس تحرير جريدة اللواء صلاح سلام ورؤساء ورئيسات جمعيات وهيئات ومراكز إسلامية وعلماء وإعلاميين وعائلة شقير وشخصيات.
استُهِل الحفل بتلاوة من القران الكريم مع الشيخ زكريا طرابلسي، تلاها كلمة رئيس الجمعية المهندس محيو رحَّب فيها بالحضور جاء فيها “كم يسعدني ويشرفني اللقاء بكم اليوم، يسعدني اللقاء بهذه الوجوه الطيبة من أهل الخير والعطاء والوفاء، وسعادتنا أكبر أن نتلاقى جميعاً احتفاءً بأبنائنا حفَظة القرآن العظيم، الأمر الذي يحبه الله ورسوله، الأمر الذي يُحيي في مجتمعنا وبيوتنا شعائر الله ويضيء شعلة أملٍ في زمنٍ ضاقت به الدنيا على أهل بيروت وأهل لبنان بمعيشتهم وصحتهم ومستقبل أولادهم،
تطاول على القيم الإسلامية
في زمنٍ يتجرّأ فيه مَن يتطاول على ديننا وقيَمِنا الإسلامية بالترويج لشبهاتٍ باطلة ضد دين الله الحق وآخرون ينشرون قِيَماّ تخالف الفطرة النقيّة ويدْعُون لاتباع شهوات وغرائز تشمَئِزّ منها النفوس بدعوى الحرية، وكلنا ثقة بمرجعيتنا الدينية دار الفتوى، وعلى رأسها صاحب السماحة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، وعلماؤنا الأفاضل هم السد المنيع بوجه أي تحريف أو تطاول على قِيَمِنا وفطرتنا، وفوق ذلك كلنا ثقة بالله وحفظه ورعايته، وكلنا يقين أننا سنخرج من هذا الضيق وسيبقى هذا الدين صافياً نقياً بحفظ الله وسيذهب الزبد جفاءً”. وأشار أن الجمعية تعمل على تحريك قضايا إحياء الشعائر في المجتمع، إحياء فريضة الزكاة، إحياء روح الصلاة بين الناس، إحياء ثقافة شعيرة الوقف، إحياء طريق الإيمان في العقل والقلب في زمن التشكيك، وقضية إحياء المناعة الأخلاقية المجتمعية في زمن التفكك. ثم توجّه إلى المتسابقين ناصحاً باختيار الصحبة الصالحة والتمّسك بأوامر الله والابتعاد عن الحرام والاستمرار بحفظ كتاب الله، وإلى آل شقير الفضلاء الكرام الوالد نزار شقير والفاضلة الوالدة سهام قليلات شقير وابنهما البار الناشط في خدمة مجتمعه وأهل بلده شريك جمعية الإرشاد والإصلاح الاستراتيجي في كثير من مشاريعها وخدماتها الأستاذ الكريم أسامة شقير شاكراً دعمهم ورعايتهم لهذه المسابقة القرآنية والتي نرجو توسعتها وستمرارها ودوامها.
وفي كلمته، شكر أسامة شقير المفتي على رعايته للحفل كما شكر جمعية الإرشاد والإصلاح على تنظيم المسابقة وعلى أعمالها في المجتمع اللبناني كما تعاونها الدائم معه، وقال “إن القران طعام الروح وهو أولوية في هذه الأزمة أكثر من أي يوم لأن الناس بحاجة إلى الأمل، والقوة، صفاء الذهن، والى الراحة النفسية والشعور بالطمأنينة، والى الصبر، والقدرة على تجاوز المخاوف والهموم، وهذا يتحقق بكلام الله عز وجلّ من خلال كتابه الكريم”. وعدَّد المشاريع الخيرية والتعليمية والاستشفائية التي تقوم بها المؤسسة من خلال تعاونها مع 14 جمعية أساسية، وخططها للمرحلة المقبلة. وختم كلمته بشكر والديه ودعمهما الدائم له.
دريان
والقى المفتي دريان كلمة جاء فيها “إن مسيرة القرآن الكريم في الإسلام هي مسيرة الإسلام بعينها، كيف لا والقرآن الكريم هو الدستور الأول، والمصدر الأساس للتشريع الإسلامي، إن أول آيات كريمات نزلت من القرآن الكريم كانت تحث على العلم، وأول العلوم وأشرفها هو ما يتعلق بهذا الكتاب الكريم حفظاً وتلاوة وتفسيراً وفقهاً وعملاً. مِن هنا أقبل المسلمون الأوائل وحتى يومنا هذا إلى قيام الساعة إن شاء الله تعالى على الإقبال على مائدة القرآن الكريم كي ينهلوا من هذا المَعين الذي لا ينضب”. وأضاف “إننا في دار الفتوى ومؤسساتها حرصاء كل الحرص على النهوض بمراكز خدمة القرآن الكريم على مساحة الوطن، حرصاء على تشجيع أبنائنا وبناتنا على ضرورة الإقبال على المراكز، وقد أصبح لدينا في لبنان والحمد لله العدد الكبير من مراكز خدمة القرآن الكريم، كما أصبح لدينا أيضاً الكثير من حُفّاظ وحافظات كتاب الله، ولدينا شيوخ وقرَّاء لهم مكانتهم في لبنان، ولهم حضور ومشاركة فاعلة وفعالة في مسابقات حفظ وتلاوة القرآن الكريم في العالمين العربي والإسلامي”. وأكّد أن “لا أحد يستطيع أن يُهمِّش المسلمين السُّنّة في لبنان أو ينهش شيئاً من حقوقهم”، مُطمئِناً أن “أهل السُّنة والجماعة في لبنان بخير رغم كل ما يتعرضون له من أزمات متلاحقة وسيبقى دورهم ومكانتهم وموقعهم الشعبي والدستوري والأساسي في المجلس النيابي وفي الحكومة ورئاستها في الدولة اللبنانية”، معلناً أن “دار الفتوى المُؤتَمَنة على الوجود والتاريخ والعقيدة لما فيه مصلحة المسلمين واللبنانيين جميعاً مواقفها ثابتة وصلبة لا تزعزعها التحديات وستواجه بقوة وحزم كل الأفكار والطروحات المريبة والمشاريع المشبوهة التي تنال من الشريعة الإسلامية السمحاء، فلن تسمح بتشريع المثلية الجنسية ولا بتمرير مشروع الزواج المدني المخالف للدين الإسلامي ولكل الشرائع، ويخالف أيضاً أحكام الدستور اللبناني في ما يتعلق بوجوب احترام قانون الأحوال الشخصية المعمول به في المحاكم الدينية العائدة للبنانيين في المادة التاسعة منه. هذه ثوابت دار الفتوى والمسلمين جميعاً في لبنان ومعنا رؤساء الحكومات والرئيس فؤاد السنيورة الموجود بيننا”. وتوجّه بالشكر والتقدير لمؤسسة أسامة شقير ولجمعية الإرشاد والإصلاح على جهودهما في خدمة كتاب الله وتحفيظه، وبالتهنئة للفائزين وأهاليهم.
ثم جرى توزيع الجوائز المالية القيّمة على الفائزين، كما حصل كل فائز على هدية تقدمة محلات باتشي .
المصدر : خاص