أبيات وجدانية معبرة للمربي والمعلم محمد حسين الورداني (أبو رئبال) يوجز فيها الوضع العام الذي يعاني منه الشعب والوطن وصولاً الى تفشي وباء كورونا في العالم ، والحجر المنزلي وقد اختار لها عنواناً تشاؤمياً بعض الشيء :
” آخر الزمان”
كم للإلهِ على الخلائقِ منّةٍ ×××× فالرزقُ مكفولٌ ومنهُ نوالُ
كفرَ الأنامُ بربِّهم و تعمقوا ×××× في الكفرِ حتى ساءَت الأحوالُ
تاهَ العوامُ عن الطريقِ غوايةً ×××× وتطاولَ الأقزامُ والأقيالُ
أضحى الحرامُ مشرَّعاً بوقاحةٍ ×××× حيثُ الفجورُ تطورٌ وحلالُ
صار التشبه بالأجانب عادة ×××× والنقَدُ لا يُخشى ولا العُذّالُ
في عالم المتبرجات تصوّرٌ ×××× يوحي بأن العُري فيه جمالُ
بإسمِ الحضارةِ للنساءِ مهابةٌ ×××× ولهن يخضعُ في البيوتِ رجالُ
مثليَّةٌ فيها القرانُ توافقٌ ×××× لا الدين يقبلُها ولا العُقّالُ
فِسقٌ و خمرٌ و الرذيلةُ عيبةٌ ×××× شاعَت و يُغري الفاعلين خبالُ
سفُـلَ الرعاعُ بلاهة و تفاهةً ×××× متخيلين بأنهم أبطالُ
و لقد عتا الحكامُ في سلطانِهم ×××× بسجونهم لا تُفتحُ الأقفالُ
حبسٌ و تعذيبٌ و كيلُ شتائمٍ ×××× كم من بزيغٍ صفَّدَت أغلالُ
القيمون على السياسةِ جلهم ×××× حكموا البلاد وبالتعسف غالوا
صارَ القويُّ يصولُ جوراً تائهاً ×××× وعلى الضعافِ تسلطُ الأرذالُ
ف ترمبُ هددَ منذراً حلفاءَه ×××× بالويلِ إن لم تُدفع الأموالُ
تركَ الشعوبَ كليمةً و غنيمةً ×××× للطامعين بها فذاك ضلالُ
بوتينُ دبٌ هائجٌ متوحّشٌ ×××× بسلاحه يُشتشهدُ الأطفالُ
قطبانِ من صنعِ اليهودِ تلاقيا ×××× متشابهانِ كلاهُما دجّالُ
و الصين عملاقٌ يريد مكانةً ×××× فنظامُه متكتّمٌ مُحتالُ
دولٌ تصارعُ بعضها بشراسةٍ ×××× وإلى الفناء يقودنا الجُهّالُ
عبثوا بقانون الطبيعةِ عنوةً ×××× فتتالت الأخطاءُ و الأعطالُ
يتعذّر الإصلاح ما من خبرةٍ ×××× فكأنه مستبعدٌ ومحالُ
اللهُ يمهلُ مجرماً و يمدُّه ×××× في ظلمِهِ حيث الجحيمُ مآلُ
أما السلاحُ فبات شراً مهلكاً ×××× وعليه حرصاً يكثرُ الإقبالُ
لكنْ لمحتكريهِ فرضُ إرادةٍ ×××× فيها الخنوعُ وَ طيُّها الإذلالُ
و لنا على هذا التعنُّتِ شاهدٌ ×××× فهناك في شتى العهودِ مِثالُ
العلمُ شذّ عن الصوابِ مضيّعاً ×××× ما يشتهي الأعلامُ وَ الأبدالُ
فالإقتصادُ العالميُّ مكبَّلٌ ×××× بمصيرِهِ يتلاعبُ الأنذالُ
و الجوُّ أصبحَ بالتلوثِ مفعماً ×××× لتكاثر الفيروسِ ثَمَّ مجالُ
المكروباتُ إلى الهواءِ تسربَت ×××× و على المراجعِ يغلبُ الإهمالُ
جرثومةٌ بطشَت فقامَت ضجّةٌ ×××× والرعبُ دبَّ فخافَت الأجيالُ
“كورونُ” في كلِّ البلادِ تغلغلَت ×××× تلك الخبيثةُ فعلُها قتّالُ
كلٌّ يفرُّ من الوباءِ تقيَّةً ×××× فالحجر فيه وقايةٌ و وَآلُ
جُلُّ المناطقِ أغلقَت محجورةً ×××× و توقّفَت في ساحها الأعمالُ
إذ أقفلَت عبر الحدودِ معابرٌ ×××× حتى استغاثَ لفتحِها العمالُ
الأرضُ أُفسِدَ ماؤها و ترابُها ×××× فطغى الدمارُ وعمَّت الأطلالُ
فيها نفاياتُ البريَّةِ ألقيَت ×××× فبخارُها متصاعدٌ جوّالُ
أشجارُها قطِعَت بغير تبصُّرٍ ×××× فتقلصَت غاباتُها وظلالُ
علماؤها لو أنهم زعماؤها ×××× ما قطِّعت أو أُحرقت أدغالُ
فكأن هذا الكونَ حانَ رحيلُهُ ×××× من أجلِ ذلك تحدثُ الأهوالُ
تتكاثر الأمراض في أرجائه ×××× فكأنها للكائنات وبالُ
فيهِ الكوارثُ تستبيحُ وجودَهُ ×××× ويطيحُه الإعصارُ و الزلزالُ
رحماكَ ربّي إن مقتَك ماحقٌ ×××× وعلى حنانِك تُعقَدُ الآمالُ
المُربي محمد حسين الورداني
المنارة في :29/3/2020