من باب السراي الحكومي، اكد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة “ان لا أزمة دولار”. هي ليست المرة الاولى التي يطمئن فيها “الحاكم” الى استقرار الليرة وامساك “المركزي” بزمام المال والنقد بإحكام، فقد دأب على ارسال اشارات الاطمئنان في كل مناسبة واغتنم كل فرصة متاحة وكثّف اطلالاته اخيرا لدحض شائعات طالت الواقع المالي اللبناني. التأكيد كان يفترض ان يبدد هواجس اللبنانيين القلقين على نقدهم وعملتهم ومصيرهم، غير ان الخشية من تكرار سيناريو الـ1985 حينما قفز الدولار الى اعلى مستوياته، تبقى حاضرة ومشروعة، ما دام الاستقرار السياسي المفترض ان يحصن الاقتصاد والمال ما زال تائهاً بين رسائل طهران اللبنانية للمجتمع الدولي وطبيعة لقاءات نيويورك اللبنانية والمواقف الرئاسية “المثيرة للجدل الداخلي” فيما المطلوب عودة الى “نأي لبناني بالنفس” يفتح ابواب المساعدات لا سيما المتأتية من فرنسا التي فقدت اليوم احد ابرز رؤسائها الاقرب والاوفى للبنان جاك شيراك.
أصحاب المحطات: وفي انتظار عودة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من نيويورك المرتقبة غدا، بقي الملف الاقتصادي – المالي في الواجهة، حيث تتوجه الانظار الى ما سيقرره اصحاب محطات الوقود في شأن الاضراب او عدمه بسبب ازمة شح الدولار، علما انهم امهلوا رئيس الحكومة سعد الحريري الاثنين الماضي 48 ساعة للتدخل وايجاد حل.
روكز واللا دولة: وقد برز على هذا الصعيد، موقف لافت للنائب شامل روكز، وهو صهر رئيس الجمهورية، قال فيه “حتى الساعة لا جواب واضحاً عن موضوع العملة والصرف، مطالبا بمعطيات واضحة بالأرقام وتحديد المسؤوليات، ومشيرا إلى أن “الأزمة تؤكد أن في لبنان لا دولة ولا من يسألون عن الشعب”. واعتبر في بيان، أن “تصريحات المسؤولين بالجملة تطمئن زوراً الى الاستقرار، بينما الواقع مغاير: قلق في الشارع، مصارف تتحكم بالمواطنين، صيارفة يستغلون الوضع… واللبنانيون وحدهم ضحية لا يعرفون الى اين يتوجهون ولمن يشكون وكيف يدفعون سنداتهم… حتى إن شركات الخلوي، التابعة للدولة، باتت تروج للتعامل بالدولار”، متسائلا: “لماذا يصعب ضبط السوق؟ وما صحة الكلام عن مؤامرة وتواطؤ بين بعض مدراء المصارف وبعض شركات الصيرفة؟ وأكد أن “هذه الأزمة تؤكد مرة جديدة أن في لبنان لا دولة ولا من يسألون عن الشعب”، منبها إلى أن “ما يحصل شكل من أشكال الفساد، وتفريط بالسيادة اللبنانية عبر التفريط بعملتنا الوطنية والمسّ بمكتسبات اللبنانيين وحقوقهم وأمنهم النقدي”.
5 اقتراحات: في غضون ذلك، وفي وقت اجتمعت الحكومة مجددا في الرابعة، في السراي، لاستكمال البحث في مشروع موازنة 2020، رأس الرئيس سعد الحريري اجتماعا للجنة الوزارية لدراسة الاصلاحات المالية والاقتصادية على المدى القصير والمتوسط والبعيد في حضور الوزراء غسان حاصباني، علي حسن خليل، محمد فنيش، منصور بطيش، وائل ابو فاعور، كميل ابو سليمان وعادل افيوني، محمد شقير وصالح الغريب. بعد الاجتماع قال شقير: “جرى البحث في خمس نقاط هي تجميد زيادة الرواتب، زيادة الحسومات التقاعدية، زيادة ضريبة القيمة المضافة على الكماليات وفرض رسوم على الدخان والبنزين، ولم يتم اتخاذ أي قرار بشأن هذه النقاط بعد”. وفي التفاصيل، أفيد ان اللجنة ناقشت تجميد الأجور لمدة ٣ سنوات وزيادة الحسومات التقاعدية وزيادة ال tva على الكماليات وفرض رسم حد أدنى على البنزين ورفع الرسوم على الدخان. ومن المتوقع ان تعقد اللجنة اجتماعا ثانيا يوم الاثنين المقبل.
لجنة الكهرباء: أما بعد الظهر، فرأس الحريري، اجتماع اللجنة الوزارية لدراسة دفاتر الشروط في موضوع الكهرباء، وحضر نائب رئيس الحكومة ، والوزراء خليل، فنيش، يوسف فنيانوس، ابو فاعور، جمال الجراح، ندى بستاني، ابو سليمان وافيوني.
الحفر في كانون: من جانبها، أعلنت وزيرة الطاقة أن لبنان يدخل الخارطة النفطية، قائلة “نسعى لحفر اول بئر في كانون الاول”. واضافت من “منتدى بيروت الدولي للطاقة “نشجع على ربط لبنان مع الدول المجاورة الصديقة عبر توقيع اتفاقيات تلحظ البنى التحتية المشتركة والتعاون التقني وتبادل الخبرات، وقد وقّعنا اتفاقية مع مصر ونعمل على تحضير اتفاقية مع قبرص”. وأكدت بستاني أن “الوزارة وهيئة البترول طبقتا اعلى معايير الشفافية عبر نشر معايير تأهيل الشركات، دفاتر الشروط، العقود الموقعة مع الشركات العالمية”.
G5 و public WiFi في المطار: في مجال آخر، تم اليوم إطلاق خدمة G5 وفي public WiFi في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، التي تؤمّن خدمة الإنترنت للمسافرين عبر المطار، في حضور وزراء ونواب وشخصيات معنية. وتم الإطلاق رسمياً بعد تجارب على الخدمتين من قبل تقنيين في “أوجيرو”. وقال الوزير شقير في المناسبة: التوسعة التي شهدناها في المطار لا بد لنا أن نشكر وزير الأشغال عليها وعلى الجهد الجبّار الذي قام به، واليوم أصبح مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت من أول المطارات التي تتمتع بخدمة G5 واليوم شاهدنا السرعة وأصبح في إمكان أي مسافر ينتظر رحلته أن يتصل مع العالم كله.
سفير الامارات: على صعيد آخر، استقبل الرئيس الحريري سفير دولة الامارات العربية المتحدة حمد سعيد الشامسي الذي أوضح ان “اللقاء كان بهدف التحضير للزيارة التي سيقوم بها الرئيس الحريري الى دولة الامارات للمشاركة في المؤتمر الاستثماري اللبناني -الاماراتي الثاني الذي سيعقد في ابو ظبي في السابع من شهر تشرين الاول المقبل”.
محاولة اميركية لتعميم تصنيفها للارهاب: الى ذلك، وفي سياق استراتيجية الولايات المتحدة في تضييق الخناق على ايران وحزب الله، لفت مصدر دبلوماسي عبر “المركزية” الى ان الاميركيين سعوا امس عبر نائب وزير الخارجية دايفيد سوليفان خلال الاجتماع الوزاري العام العاشر للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب الذي عُقد على هامش الجلسة الرابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الى تعميم التصنيف الاميركي للارهاب من منطلق التهديد الذي حذا بالادارة الاميركية الى فرض عقوبات على حزب الله ووضعه على قدم المساواة مع المجموعات الارهابية كـ”داعش” و”النصرة” والقاعدة. وسعى سوليفان الى جمع اصوات المجتمعين للتصويت على مبادرتين الاولى تمحورت حول جمع المعلومات من الدول لتحديث قوائم اسماء الارهابيين المعروفين والمُشتبه بهم، وتمثّلت الثانية في منع سفر الارهابيين عبر البحر.
خامنئي يصعّد: اقليميا، وغداة اقتراح الحكومة الايرانية تعديلات على الاتفاق النووي مقابل رفع واشنطن العقوبات عن طهران، استبعد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي اليوم أن تساعد الدول الأوروبية إيران في مواجهة العقوبات الأميركية. وأضاف أنه يجب على طهران “أن تتخلى تماما عن أي أمل” في هذا الصدد. وتابع خامنئي وفقا لموقعه الإلكتروني الرسمي “رغم وعودهم، التزم الأوروبيون عمليا بعقوبات أميركا، ولم يتخذوا أي إجراء، ومن غير المرجح أن يفعلوا شيئا لإيران في المستقبل. وقال: “ينبغي لإيران ألا تثق أبدا في أميركا والقوى الأوروبية المعادية لإيران، لذا على المرء أن يتخلى تماما عن أي أمل” في الأوروبيين.
شو بخبرك عن بيت من لبنان !
يقول الفنان وديع الصافي في رائعة من أجمل أغانيه ” بيتي ما برضى يسيب بيتي أنا سلاحو .. ما بتركو للديب ولا بعير مفتاحو” من المؤسف القول أن بيوت العديد من اللبنانيين اليوم “تركت للديب” وضاعت مفاتيحها … وما أدراك ماذا فعل بها ” الديب” ؟ يعرف البيت اللبناني الأصيل ليس من حجارته المقصوبة فحسب
Read More