“خرجت من قاعة المحكمة وأنا ألتفت يمينا ويسارا وكأني أبحث عن من أخبره بأنني مطلقة إستعدت حياتي وحريتي وعدت ملكة كل ما أريده الآن أن أحتفل مع الأصدقاء بهذه المناسبة السعيدة” .. تصف لي صديقة لحظة خروجها من المحكمة في دبي وحصولها على ورقة الطلاق .. والطلاق في دبي كما في غالبية العالم اليوم أصبح حالة إجتماعية عادية منتشرة بكثرة حتى بات عدد المطلقات يتقارب مع عدد المتزوجات .. المجتمع تغير كليا وأصبح الطلاق أشبه بباب حياة جديدة يفتح للمطلقة على مصراعيه .
“أريد أن أبدا حياتي من جديد .. أركز في عملي ، أرعى أولادي ، أبني مستقبلي وأنطلق الى حياة إجتماعية ناضجة قد تفتح لي المجال لأن ألتقي شريك عمر جديد نترافق العمر سوياً بأسلوب آخر يرتكز على تجارب الماضي فلا نكرر الأخطاء بل نتعلم منها “.. تتابع الصديقة حديثها و في عينيها بريق إفتقدته في السنوات الأخيرة من حياتها الزوجية الكئيبة .. تخبرني عن والدتها التي طلقت منذ اكثر من 45 عاماً وأخبرها عن صديقات وقريبات طلقن وحققن بعد الطلاق نجاحات مهنية وشخصية بارزة .
منذ جيل أمها والطلاق لم يعد” حكما بالوحدة ولم تعد ألسنة الناس تحيك مشنقة على المطلقة” حتى أن لقب مطلقة أصبح حالة إجتماعية طبيعية مثل المتزوجة .
” توجز صديقة أخرى كلمات أغنية “مطلقة لكارول سماحة وهي تضحك ..
لا أعتقد أن الفنانة اللبنانية أو كاتب الكلمات قصداً عن سابق إصرار وتصميم إهانة المراة المطلقة بهذه الأغنية التي تصلح مقطعاً من فيلم عربي بالأسود والأبيض ولا تصلح لوصف حالة إجتماعية عادية في أيامنا هذه غالبا ما تحمل كثيرا من التحدي ورغبة بالنجاح .
“إمراة مستعملة، زورق بأشرعة ممزقة ” تقول الأغنية مكرسة النظرة الدونية للمرأة المطلقة بدلا من أن تحمل رسالة جريئة عن المراة العصرية نراها تعود بها الى زمن بائد، زمن كانت المراة ” للإستعمال السريري فقط مع شهادة خبرة مصدقة ” .. أين نحن ؟ في أي مكان من هذا العالم تعيش كارول سماحة في أي عصر كتب الشاعر كلماته التي هي أقرب الى الإبتذال منها الى الشعر .
“إمراة مستعملة، زورق بأشرعة ممزقة يراني الرجال سريراً أو كوب رغبة يريدون منه ملعقة “.
هذه ليست جرأة …أشعر بالغثيان، لا الرجال غريزة متنقلة ولا المطلقة كوب رغبة …
عززت كارول سماحة نظرة دونية للمراة المطلقة بأغنيتها هذه، أخطأت سماحة عن غير قصد فخفضت من مستواها الفني والثقافي بالقدر الذي خفضت فيه مستوى المراة المطلقة ونزعت عنها حقها بولادة جديدة واختزلت صورتها بكوب رغبة و Second hand.
هناء حمزة *
إعلامية لبنانية مقيمة في دبي
الأراء الواردة في النص تعبر عن رأي كاتبها
شو بخبرك عن بيت من لبنان !
يقول الفنان وديع الصافي في رائعة من أجمل أغانيه ” بيتي ما برضى يسيب بيتي أنا سلاحو .. ما بتركو للديب ولا بعير مفتاحو” من المؤسف القول أن بيوت العديد من اللبنانيين اليوم “تركت للديب” وضاعت مفاتيحها … وما أدراك ماذا فعل بها ” الديب” ؟ يعرف البيت اللبناني الأصيل ليس من حجارته المقصوبة فحسب
Read More