تقديرا للمثال الذي تقدمه في مجتمعها، منح قداسة البابا فرنسيس رئيسة مؤسسة “MCF” الدكتورة مي شدياق ميدالية القديس غريغوار الكبير “Dominam Ordinis Sancti Gregorii Magni” قلّدها إياها غبطة البطريرك بشارة الراعي خلال حفل رسمي في الصرح البطريركي في بكركي يوم الثلاثاء الواقع فيه 15 أيار الساعة الثانية عشرة ظهراً في حضور الوزير ميشال فرعون ممثلاً دولة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، القائم بأعمال السفارة الباباوية في لبنان مونسينيور إيفان سانتوس ممثلاً البابا فرنسيس، الرئيس السابق للجمهورية ميشال سليمان، دولة نائب رئيس مجلس الوزراء غسان حاصباني وعددٍ من الوزراء والسفراء والنوّاب ورجال الدين والاعلاميين والأصدقاء والأهل.
خلال الحفل، أشاد المطران بولس مطر بالدكتورة مي شدياق بكلمات مؤثرة مركّزا على المثال الذي تقدمه بعشق الحرية والروح الوطنية الصادقة صدق الدماء. المطران مطر الذي طلب هذا الوسام لميّ، ابنة ابرشيته المستحقة عن جدارة تقدير الكنيسة والتي تخطت حدود الوطن لتصبح عالمية القدر والحضور، حيّا فيها ايقونة للوطن الذي لم تبخل عليه بشيء حتى حياتها ورمزا من رموز ارادة التحدي وطيرا من طيور الفينيق واسطورة بين اساطير المجد الوطني.
بعد تقلدها الميدالية، ألقت الدكتورة شدياق كلمة وسط إعجاب وتصفيق الحضور الذي ملأ القاعة، عبرت فيها عن اعتزازها بالانضمام الى مجموعة الشخصيات العالمية التي تحمل وسام البابا غريغوار الكبير شاكرة الحبر الاعظم على هذا الشرف الذي منحه لها والذي رأت فيه رسالة اكثر منها مكافاءة. شدياق التي استرجعت كلمات شفيعها مار شربل يوم تعرضها لمحاولة الاغتيال قالت انها ستظل صوتا صارخا بوجه الظلم والباطل وستواصل النضال من اجل الحق من أي موقع وجدت فيه.
شدياق قالت: ” لن اتقلَّد ميدالية القديس غريغوار لأساند الكرسي الرسولي من على صهوة جواد كما هو التقليد، لكنني سأمتشقُ كلَّ يومٍ شجاعتي واتّكِئُ على عصاي وأتقلّدُ ايماني الراسخ لأُدافعَ عن الارض التي وطأها المسيح ومنها أَعلنَ نفسَه للعالمِ كلِّه بُشرى خلاص.
وكما لم تُرهبني محاولةُ الاغتيال وظلَّ صوتي مرتفعاُ في مواجهة الاستبداِد والقمع، هكذا سأظلُّ صوتاُ صارخاً بوجه الظلمِ والباطل، “فمن يصبُرُ الى المنتهى يخلُص”. ومهما اشتدت الصعاب لا بُد للحق أن ينتصر ولا بُدَّ للظلماتِ أن تنقشع.
فمتل ما صرتوا كلكم بتعرفوا: صار بدّا… لأن ما بيصحّ الا الصحيح !!!
يوم اللي تعرضت لمحاولة الاغتيال كان اسهل شي الاستسلام وبلا هالوجع والعذاب. يومها مار شربل اللي كنت راجعة من عندو قللي: “قومي يا بنتي!” فهمت انو المشوار ما خلص بعد. لملمت حالي وكفيت الطريق بعزم اكبر. اليوم كمان ربنا بعتلي رسالة بهالميدالية تيقللي بعدو المشوار مكفي، بعد بدّي ياكي تشهدي للحق.
وانا مكملة المسيرة مع مار شربل شفيعي الدائم ومع شفيعي الجديد القديس غريغوار اللي منو رح استلهم روح الاصلاح والخدمة والدفاع عن المظلومين من أي موقع كنت. وما رح خاف/ لأن المسيح قال لنا “لا تخافوا! انا معكم”.
في الختام بارك غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي باسم البابا والحضور جميعا للدكتورة شدياق بالوسام الذي منحها اياه قداسته معتبرا أنه وسام لكل اللبنانيين تحيّة لهم على ارادة الصمود التي يتميزون بها والتي تعبر عنها مي شدياق خير تعبير. البطريرك اعتبر في كلمته ان هذا الوسام يأتي بعد الوسام الالهي الذي منحه الرب لمي يوم نجاها من الموت فكانت ولا تزال الشهيجة الحيّة والشاهدة للحق. الراعي شكر مي على الامثولة التي تعطيها للجميع بأن نكون اكبر من المصيبة والا ننهزم، مشيرا ان الانسان هو قلب وعقل وارادة، قلب يحب الجميع وعقل منفتح يشه للحق وارادة حياة وهذه هي مي شدياق اقوى من الآلام اقوى من الاعتداء، حلقة لا تنكسر كما هي بكركي، عنوان لقول الحق وللمحبة لا تنكسر.
تجدر الاشارة أن تقليد منح وسام القديس غريغوريوس الكبير “Dominam Ordinis Sancti Gregorii Magni” أعتمده الكرسي الرسولي (الفاتيكان)، في 1 سبتمبر 1831 من قبل البابا غريغوريوس السادس عشر تكريما للبابا القديس غريغوار (590-604) وهو يمنح بصفة مدنية او عسكرية لشخصيات استثنائية تقديرا لبسالتها في الدفاع عن الكنيسة أو لتقديمها خدمات مميزة للكرسي الرسوليأ، او تقديرا للمثال الذي تعطيه لمجتمعاتها كالدكتورة مي شدياق التي تعتبر رمزا للشجاعة والشهادة للحق.
و تلا الإحتفال مأدبة غداء في الصرح البطريركي تكريما للحضور.
خاص