هو عالم المرأة العالم الغامض، والمقفل بأسراره وحكاياته وقصصه التي لا تنتهي..
عالم واسع لا يبدأ بنظرة ولا ينتهي بابتسامة او خيبة، بانكسار او انتصار، بالم او امل.. عالم موصد بمشاعر واحاسيس مضمرة وغير ظاهرة..
في مجتمعاتنا تعودنا ان ننظر الى المرأة باعتبارها ايقونة للحب والعطاء والجمال والاحساس والامومة والتضحية والتربية فقط لا غير..
“انثى” يغلب عليها الدلال في صغرها، والاغراء في صباها، والحنان في منتصف عمرها، والطيبة على مشارف موتها..
لكن..ماذا عن الازمة التي تعيشها في اربعيناتها، عندما تخفت هرموناتها، وتتبعثر مشاعرها ساعية لتغيير واقعها بالتخبط بين ماضيها وحاضرها ومستقبلها؟..
شهير ادريس في كتابها #الحديقة_الخلفية تفتح ابواب هذا العالم. تدسّ مفتاحا في جيبك وترشدك الى ما وراء المرآة التي يقفن النسوة خلفها لساعات طويلة كل صباح وبعد كل ليل مرهق.
إنها الإعلامية اللبنانية شهير إدريس، عن تجربتها الأولى في الكتابة من خلال كتاب الحديقة الخلفية، والذي يتناول أربعين قصة قصيرة لأربعين إمرأة تخطين عمر الأربعين.تقول”إن الكتاب هو تجربة شخصية ويحكي عن المرأة بعمر الأربعين، أشبه بقصص صغيرة مرّت بها المرأة في هذا العمر، فهناك الكثير من الأشياء تتغيّر عن المرأة من الناحية الفيزيولوجية والصحية، وهو بمثابة صحوة في عمر معيّن نتيجة خيانة أو علاقة فاشلة، حتى نظرة للمجتمع بطريقة مختلفة وللمحرّمات خصوصاً تجاه المرأة.
تلخص الكاتبة في هذا الكتاب الفريد من نوعه أنواعًا من النساء، فنرى الحالمة برضى “شهريار”، وتلك الحائرة التي تشتعل تارة وتنتظر طورًا، وتلك المتمردة التي لا يعجبها أحد.
الحديقة السرية أو السحرية، حيث الخطايا تنادينا نحن النساء. خطايا مغرية، مخلّصة، مقدسة خطايا، لا بد منها للاستمرار. لا بد منها لنشعر أننا هنا، جميلات بعد الأربعين، بل خطرات وأكثر إغراءً. لنشعر أننا نحن أسياد اللعبة، نحن من يحرك آدم تقول غدريس وتتابع “آدم المضحك الذي يظن أنه يعبث بنا، بمزاجه ويسجّل أهدافاً في مرمى مجتمعات مضحكة هي الأخرى. فلا هو يدرك، ولا مجتمعاته أيضاً، إننا نستغبيهما معاً، كي نشعل مزاجنا نحن. مزاجنا الممنوع إعلانه، والذي نغلّفه بالسذاجة، لصالح نجاح مغامرات لا أحد يديرها غيرنا.”
وتضيف”هو في الحقيقة، جوانب مختلفة من امرأة واحدة، إن أردتُ أن أفضح بصدق و”أنشر” بحب هي حاضرة، وكل امرأة في الكتاب هي وهو حبيبها، الذي موّهت الكثير من ملامحه. هو حاضر أيضًا يحبها، تنتظره يهجرها، تنتظره يحيها، تنتطره يقتلها، تنتظره يرحل، تنتظره يعود… تنتظره.”
في” الحديقة الخلفية”، نبحث عن ذواتنا مهما كان الثمن، حتى لو كنا سنخسرها نتيجة البحث المسموم.
ولا تنكر الإعلامية إدريس أن الكتاب يحتوي على تجارب شخصية مرّت بها، لكنها كتبتها بقالب أدبي وأضافت اليها من مخيلتها، بالإضافة الى تجارب لنساء تعرفهم وأيضاً تجارب لصديقاتها.
تجزم إدريس أن لا دور أو علاقة للتجربة الصحافية السياسية في كتابها، فهو تجربة مختلفة، وقالت: “أنا ومنذ صغري، كنت أحلم أن أكتب بهذه الطريقة، وعندما قررت أن أكتب تحوّلت القصص الى كتاب”.
تؤكد الكاتبة أن أسلوب الكتابة وخبرتها الصحافية واللقاءات التي أجرتها مع أهم السياسيين في لبنان والعالم العربي، وأيضاً التجارب التي عاشتها مع أشخاص قريبين لها، أعطوا دفعاً للقصص في الكتاب، حتى أنها أخذت أفكاراُ من بعض النساء.
وتشير الى أنها حاولت في هذا الكتاب جعل الناس وخاصة الرجال يفكرون بطريقة أخرى عن المرأة وعدم الحكم عليها في هذا العمر بالتحديد، (الأربعين)، لأن المرأة في هذا العمر تتبدّل أحوالها وقد تثور على المجتمع ويصير لديها تغييرات فكرية ونفسية وفيزيولوجية، فحتى المرأة لديها:” جهلة الأربعين”، وليس الرجل فقط!!. فالكتاب أسلوب أدبي وليس قصة إبتدعتها الأحداث، لأن كل قصة لها رمزيتها وشخصيتها.
وتردف” إن للرجل دور في هذا الكتاب، لأنه يحكي عن علاقة المرأة والرجل أيضاً ونظرة الرجل للمرأة، بمعنى أن لا يحكم عليها إذا مرت بعلاقة فاشلة سابقاً، فلهذا الأمر أسباب كثيرة، وعليه أن يداري شعورها إذا ما حاول أذيتها. حتى ان بعض الرجال طلبوا مني أن أكتب عنهم”.
تختم إدريس بالقول:” إن الكتاب كان تجربة فريدة، وإذا قررت أن أكتب مرة جديدة، فسوف أكتب عن تجربتي في العمل الصحافي السياسي، لكن بقالب مختلف كلياً عن الكتب السياسية التي تسرد تاريخاً فقط، سأكتب قصصاً عايشتها في كواليس العمل الصحافي والسياسي.
اختارت شهير ادريس فندق <البريستول> في العام الماضي للاحتفال بتوقيع كتابها الجديد الحديقة الخلفية لتترك بصمة جميلة من خلاله في عالم الكتابة عن المرأة دائمة مدى الحياة امس واليوم وبعد غد .
شهير ادريس دخلت مجال الإعلام من أوسع أبوابه شاشة التلفزيون، هي ابنة الصحافة منذ ما يزيد على عشرين عاماً، والإنطلاقة كانت من قناة المستقبل كمُعدّة ومُقدّمة في برنامج عالم الصباح، ومن ثم مراسلة ميدانية في نشرات الاخبار، شاركت في تغطية العديد من الأحداث السياسية والأمنية وحضرت الكثير من المؤتمرات والقمم العربية، وأجرت عدداً كبيراً من المقابلات مع شخصيات عربية وأجنبية، فبعملها التراكمي هذا حققت الكثير من النجاحات، ما جعل إسمها يلمع في سماء الإعلام اللبناني
[email protected]
شو بخبرك عن بيت من لبنان !
يقول الفنان وديع الصافي في رائعة من أجمل أغانيه ” بيتي ما برضى يسيب بيتي أنا سلاحو .. ما بتركو للديب ولا بعير مفتاحو” من المؤسف القول أن بيوت العديد من اللبنانيين اليوم “تركت للديب” وضاعت مفاتيحها … وما أدراك ماذا فعل بها ” الديب” ؟ يعرف البيت اللبناني الأصيل ليس من حجارته المقصوبة فحسب
Read More