مئة وتسعة متخرجاً ومتخرجة، اعتلوا غروب أمس الخميس، المنصّة الخاصة في باحة مبنى الليسيه عبد القادر التراثي، في بيروت، في حفل أقيم برعاية رئيسة «مؤسسة رفيق الحريري» السيدة نازك رفيق الحريري، ممثلة بالسيدة هدى بهيج طبارة ،فيما مثّل الرئيس سعد الحريري في الاحتفال النائب باسم الشاب وحضره وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة، النائب خالد زهرمان، المديرة العامة لـ»مؤسسة رفيق الحريري السيدة سلوى السنيورة بعاصيري، مستشارة الشؤون الثقافية في السفارة الفرنسية فيرونيك أولانيون، وممثلون عن البعثة العلمانية الفرنسية.
استهل الحفل بدخول موكب الخريجين وترحيب من مدير المدرسة دانيال باستوري الذي شكر الطاقم التعليمي والأهالي على جهودهم ودعمهم للتلامذة في مسيرتهم المدرسية التي يختتمونها لينطلقوا بعدها في مرحلة جديدة ومحطة مهمة لبناء المستقبل.
واستذكر باستوري الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورسالته التعليمية والقيم التي عمل لتحقيقها كالاعتدال وقبول الآخر والانفتاح على الثقافات.
وهنأت أولانيون الخريجين الذين يمثّلون النموذج الأمثل للعلاقات الفرنكوفونية التي تقوم على التنوع وتمتين العلاقات بين فرنسا ولبنان.
واعتبرت أن الانتقال من المرحلة المدرسية الى المرحلة الجامعية نقلة نوعية في حياة التلامذة وبناء مستقبلهم.
ونقلت السنيورة بعاصيري تحيات السيدة نازك رفيق الحريري الى الخرجين قائلة: إنها تشاركنا مشاعر الفرح والاعتزاز بالخريجين الذين أنجزوا بنجاح واقتدار مرحلة التأسيس مسيرة بناء مستقبلهم المعرفي ومن تحديد خياراتهم.
ونوهت بعاصيري بجهود حمادة ورؤيته التربوية، لافتة الى أنه عمل الى جانب الرئيس الشهيد في تحصين مشروع لبنان النهضوي وتمكين الشباب.
وأوضحت بعاصيري أنّ الاحتفال «يتوج الجهود التي يبذلها الجسم التربوي والاداري في المدرسة لتأمين أفضل وأعمق معرفة لتلاميذنا وبنفس الوقت نزودهم بمهارات أساسية».
ولفتت الى أنه في هذا الوقت حيث العالم يشهد موجة من التعصب والاضطرابات والعنف، ما يدفعنا كي نكون أكثر التزاماً بالتعليم الذي هو القوة التحويلية الأكثر فاعلية».
وشددت على أننا «نؤمن أن التعليم كي يؤدي دوره بفعالية يجب أن يواكب التطور الذي يشهده العالم. وأن يجعل التلاميذ اكثر وعيا للحفاظ على حقوق الانسان والعدالة والتضامن العالميين والتمسك دائماً بحرية التعبير».
وتوجه حمادة بالتحية الى السيدة «نازك رفيق الحريري التي تشمل برعايتها ومحبتها وإحاطتها هذه المؤسسة التربوية العريقة، وقد عوّدتنا على فعل الخير والعناية بالأجيال. فهي رفيقة درب العظيم والكريم والزعيم العربي الحبيب رفيق الحريري الذي نفتقده في كل مناسبة وطنية وفي كل أزمة عربية وفي كل حفل تخرج، لأنه كان الراعي والأب والموجّه للشباب الذين عوّل عليهم الكثير لتسلم مسؤولية البلاد في المستقبل، وها هو الرئيس سعد الحريري يسير على خطى الرفيق ويضحي من أجل لبنان».
أضاف: إن «خدمة التربية والتعليم التي قدمتها البعثة العلمانية الفرنسية في لبنان عبر مدارسها وعبر نظامها التربوي العابر للطوائف والمعتقدات الحزبية والسياسية تشكل نموذجاً لما يجب أن يكون عليه نظامها السياسي».
وهنأ حمادة الخريجين، وقال: إننا في وزارة التربية والتعليم العالي في خضم ورشة تصحيح الامتحانات الرسمية، هذه الامتحانات التي نطمح الى تطويرها لتصبح وسيلة للقياس والانجاز وليس لكي تبقى عقبة يتهرب منها المرشحون خشية أن تغيّر معالم مستقبلهم».
أضاف نعمل كثيراً لتطوير المناهج ودخول عالم التعليم الرقمي وإن واجبنا تجاه الأجيال الصاعدة أن نواكب العصر التواصلي، وأن نشدد على انفتاحنا على ثقافات العالم»، مشيراً الى أن اللغة العربية هي اللغة الأم، واللغة الفرنسية هي لغة الانفتاح والعبور الى العالم بكل لغاته وثقافاته.
وأكد أن الأمل كبير بأن نتمكن من احداث التغيير بسواعد الشباب.
وتخللت الحفل كلمات للتلامذة باللغات العربية والفرنسية والإنكليزية وكانت كلمة لرئيس جمعية قدامى الليسيه ريان قوتلي. كما تم تسليم جائزة التلميذ المثالي الى صلاح حجازي، إضافة الى عرض مسرحي وأغنية، تلاها توزيع الشهادات على الخريجين.
[email protected]