سجلت في مقر نادي الصحافة، ظهر اليوم، وقفة تضامنية مع المصروفين من اذاعة “صوت لبنان” – الاشرفية سعد الياس وشقيقته ناديا، في حضور عدد من الاعلاميين والصحافيين ورئيس بلدية رشميا واعضاء البلدية.
وألقى الزميل الياس كلمة قال فيها: “إسمحوا لي أن أؤكد أنني سأبقى من اسرة “صوت لبنان” مهما جار الدهر . فأنا لم أعتد أن اشرب من البئر وأرمي فيها حجرا، ولكن بئس هذه الايام على ما يقول ضمير لبنان غبطة البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير وبئس زمن قل فيه الوفاء”.
تقول أغنية للاذاعة “نحنا من الاول بالاول غير اللي خلقوا عملول”، فلا يمكن مديرا لم يمض على وجوده في الاذاعة أكثر من عام ونصف عام أن يأتي ليعطينا دروسا في الانتاجية وحسن سير العمل وليزايد علينا بمحبته وتعلقه بهذه الاذاعة. فماذا خسر هو؟ هل ضحى بتعويضه والتحق بالاذاعة؟ هل حصل يوما على سبق صحافي أو على معلومة وضعت الاذاعة في أعلى المراتب؟ ما هو تاريخه في “صوت لبنان”؟”.
وأضاف: “إنني أحمل مسؤولية ما آلت وما ستؤول اليه الاذاعة للمدير العام الجديد حصرا الذي ربما أفسد الود بيني وبين رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، وسعى الى تحويل اذاعة “صوت لبنان” من اذاعة لكل اللبنانيين الى اذاعة حزبية خلافا للتوجيهات، وقلل من مستوى الضيوف في البرامج السياسية، ومارس سياسة الكيد واسلوب الاحراج للاخراج”.
وتابع: “في كل الاحوال، أستذكر هنا المدير العام السابق الشيخ سيمون الخازن الذي وقف يوما لا بل أياما في وجه قرار للمكتب السياسي الكتائبي برئاسة رئيس الحزب آنذاك كريم بقرادوني كان يقضي بفصلي من “صوت لبنان” عقابا لي على تقديمي الذكرى السنوية لاستشهاد الرئيس بشير الجميل في زمن الوصاية السورية وعدم تقيدي بسياسة الحزب. وكم كنت أتمنى أن يقف هذا المدير الموقف نفسه الذي وقفه يومها الشيخ سيمون وأن يدافع عن مهنية العاملين في الاذاعة وعن كفايتهم من دون التوقف عند تعليق من هنا أو صورة من هناك على “الفايسبوك”.
وتوجه الى الرئيس أمين الجميل وسأله: “هل تذكر فخامة الرئيس اجتماعنا في بكفيا عندما قلت امامي وامام مدير الاخبار ومدير البرامج وفي حضور الشيخ سامي والاستاذ سيرج داغر “أنا خسرت إبني بيار ما تخسروني الاذاعة؟” وكيف لم نعد نسأل عن تعويضاتنا مدى 20 عاما وإتخذنا موقفا مبدئيا ومشرفا بالوقوف الى جانب دمعتك وألمك؟”.
هل تذكر فخامة الرئيس عندما رافقتك في زيارتك للقاهرة في نهاية عهد الرئيس حسني مبارك وكيف كنت مسرورا بتغطية وقائع وتفاصيل الزيارة والحصول على حديث بارز من وزير الخارجية السابق أحمد أبو الغيط تصدر عناوين الصحف اللبنانية؟”
وسأل ايضا رئيس حزب الكتائب: “هل تذكر، يا شيخ سامي، عندما جئت الى مبنى الاذاعة في الاشرفية في اليوم الاول لاستردادها وشكرتني على شجاعتي ووقفتي آنذاك كي تقلع الاذاعة على الموعد عند الساعة الثانية عشرة ليلا؟ وكيف كتبت أنا في جريدة “البلد” على الصفحة الاولى: “إنقلاب أبيض يعيد “صوت لبنان” الى الكتائب في ذكرى بيار”.
وسأل: “هل تذكر، يا شيخ سامي، عندما قلت لك أنا مطلوب لأكون رئيس تحرير في أحد أبرز المواقع الالكترونية فأجبتني: “أنت قيمة مضافة في الاذاعة ولا نتخلى عنك؟”.
في كل الاحوال، إن القيمة المضافة ستبقى مضافة وإن الكراهية لن تدخل قلبي، لكن إسمحوا لي أن أعبر عن حجم الحزن الذي أشعر به تجاه ما تعرضت له أنا وأختي ناديا من صرف سياسي تعسفي، وأن أعبر، في المقابل، عن حجم التقدير لهذا التعاطف الكبير ولهذه المحبة الجياشة لدى الكثير الكثير من الزملاء الاعلاميين ولدى معالي وزير الاعلام الصديق ملحم الرياشي الذي بادر بالاتصال بي ووضع كل امكاناته في تصرفي”.
وحيا “نواب حزب الكتائب الشيخ نديم الجميل وفادي الهبر وايلي ماروني وسامر سعادة وكل فرد من أسرة “صوت لبنان” إتصل وأعرب عن تضامنه، وأقول لهم ” قديما قال البطريرك صفير نحن من أنشأنا لبنان ولن نكون غرباء فيه”، وأنا اقول لكم ” نحن من أنشأنا صوت لبنان ولن نكون غرباء فيها وعنها”.
وطرح أسئلة عدة: “كيف نكون غرباء والاذاعة تحولت الى جزء منا وتحولنا الى جزء منها؟ كيف أنسى أنني أمضيت ليالي رأس السنة وعيد الميلاد وايام الجمعة العظيمة وعيد الفصح وأنا في التغطية الاعلامية؟
كيف أنسى أن شعار الاذاعة “أول من يعلم” لي فضل كبير في ترجمته على الارض؟ كيف أنسى فلاش (الخبر العاجل) “مكتب التحرير في خبر جديد ” الذي كان يواكب رسائلي ومعلوماتي الحصرية؟
كيف أنسى أنني غطيت وقائع حرب الجيش مع المخيمات الفلسطينية في التسعينات ووقائع حرب تموز في 2006؟
كيف أنسى كيف كانت تنسب وكالة “رويترز” و”وكالة الصحافة الفرنسية” (AFP) أخبارا خاصة الى صوت لبنان؟
كيف أنسى أنني كنت أول صحافي مسيحي ينتقل من بيروت الشرقية آنذاك الى بيروت الغربية ويتحدى وزير الخارجية السوري فاروق الشرع والعميد غازي كنعان بسؤال في وسط “البوريفاج” عن موعد انسحاب القوات السورية من لبنان؟
كيف أنسى سلسلة طويلة من السكوبات الصحافية والاخبار العاجلة والقمم اللبنانية السورية ومحاضر جلسات مجلس الوزراء ومحاضر الحوار الوطني؟
كيف أنسى التغطية المباشرة والسريعة للانفجارات والسيارات المفخخة من برج ابي حيدر الى استهداف دولة الرئيس ميشال المر الى استهداف الرئيس رفيق الحريري والنائب جبران تويني والوزير الياس المر وسواهم من شهداء “ثورة الارز”؟
كيف أنسى أنني لم أقبل يوما في عهد الادارة السابقة إلا أن اضمن رسالتي موقف النائب سامي الجميل في جلسة مجلس النواب حفاظا على المهنية بدل التزلف وتمسيح الجوخ كما يفعل بعضهم اليوم؟
كيف أنسى أحاديث غبطة البطريرك صفير الشهيرة التي كانت تحتل نشرات الاخبار التلفزيونية ومانشيتات الصحف؟ كيف أنسى أنني إنفردت بالنقل المباشر من داخل القاعة العامة للجلسات لوقائع انتخاب الرئيس العماد ميشال عون؟
كيف أنسى برامج “تحت قبة البرلمان” و”اصحاب الفخامة” و”رئاسيات عبر السنوات”
و “مانشيت المساء”؟ وكيف ننسى برنامج “شكاوى الناس” مع ناديا الياس وكيف ستكون الصرخة بعد اليوم مسموعة؟
كيف سينساني النواب وعلى رأسهم دولة الرئيس نبيه بري الذي عمري من عمره في المجلس؟
وإذا أنا نسيت، كيف تنسون أنتم؟ لكنني لا أستغرب لأنو نحنا مش من هلق من زمان”.
وقال: “إنني أتوجه الى المجتمع المدني لأسألهم: هل تقبلون بالظلم؟ هل تقبلون بالصرف التعسفي؟ هل تقبلون بعدم نقل شكاوى الناس؟ كيف ستترجمون شعاراتكم التي ترفعونها بالدفاع عن حرية الرأي والتعبير؟”.
وختم: “إسمحوا لي أن أقول إذا كانت خطيئتي هي تأييدي الضمني لتفاهم معراب فأنا لن أعتذر عن هذه الخطيئة، وسأسامحكم لأن الفشل لن يدركَني ولأنكم لن تستطيعوا وقف مسيرتي مهنيتي وموضوعيتي. واذا منعتموني من بث حلقتي اليوم في “مانشيت المساء” ومن وداع المستمعين الاوفياء بحق لي ولأختي فأقول من هنا وسأبقى وأستمر أقول “هنا صوت لبنان، صوت الحرية والكرامة”، وكم آمل أن تتوحد الاذاعتان في الاشرفية وضبيه وأن تستأنف مساعي الدمج التي بذلها الشيخ عماد الخازن قبل سنة حتى يصح الصحيح ونسمع شعارا واحدا على الموجتين 100.5 و93.3 “وفي القلب تقولون هنا “صوت لبنان”.
ابو زيد
من جهته، أكد رئيس نادي الصحافة بسام ابو زيد “أن التعرض للاعلاميين خط أحمر”، ودعا “رئيس الكتائب النائب الجميل الى اعادة النظر في قرار الاستغناء عن الزملاء: سعد وناديا الياس ولينا الحصري زيلع”.
وطنية