زهرة : مهنة اللحام ليست حكراً على الرجل والأنثى تعطيها بعض اللمسات الأنيقة

خاص – nextlb
أن تدخل ملحمة لبيع اللحوم وتجدها مملكة لأنثى تديرها وتقطع اللحوم وتساعد في ذبح الخراف أو العجول فهذا أمر يثير الدهشة للوهلة الأولى .
لكن لمجرد أن تطلب ما تريد ، سرعان ما تجد من يفهمك “عالطاير” وأحياناً يجود عليك بالنصح في إختيار نوع اللحم المناسب لطبختك اليومية ، وهذا بلا شك أمر يسهل عليك المهمة وخصوصاً للنساء اللواتي يحترن في اختيار المطلوب كل يوم .


في الملحمة
هناك على كتف الوادي وعند روابي “الوسطاني التحتا ” في بلدة شبعا منطقة العرقوب ، تدير القصّابة الشابة نديمة زهرة ملحمة لذبح وبيع لحوم المواشي منذ أكثر من عقدين من الزمن عندما بدأت بممارسة هذه المهنة وكانت حينها في العاشرة من عمرها تساعد والدها في عمله .
زهرة الشابة الهادئة والجميلة تلتزم بأصول العمل في الملحمة الخاصة بعائلتها والتي أخذت على عاتقها إدارتها لمساعدة والدها الذي تقدم في العمر، تعلمت أصول الذبح لكنها لم تمارسه حتى الآن “طالما لا زال والدي يستطيع القيام بذلك وهو يفضل أن يقوم هو بالمهمة إلا أنني أساعده في عملية الذبح وأمسك برأس العجل” تقول زهرة وتتابع :” أما كل ما تبقى فأنا أقوم به من جرم وتقطيع وفرم. ”
مفردات فيها نوع من القسوة تقولها الشابة الرقيقة التي أتقنت أصول مهنتها بجدارة وتمضي يومياتها في الملحمة وهي بالنسبة لها ليست مصدر رزق فحسب ، إنما شيء ما يشبه المحترف الفني الذي ترغب زهرة بجعل كل شيء فيه أنيقا ويسير وفق الأصول ، ربما لأنها أنثى وقد إعتادت أن تعد الطعام بيديها ما جعل النسوة في البلدة يشعرن بالراحة والإطمئنان لنصائحها في مجال طهي اللحوم من جهة ومن جهة أخرى لدورها في تنسيق وتنظيف وترتيب الملحمة .


تنافس الرجال في المهنة
وعن جرأتها في ممارسة هذه المهنة تقول ” عندي القوة والشجاعة والقدرة على حمل المواشي مهما كانت ثقيلة ، ولم أفكر يوماً بما سيقوله الناس عني وأنا أعمل بجد والمجتمع من حولي يتقبل عملي بكل طيبة خاطر ما شجعني على الإستمرار في عملي ، وقد كنت سابقاً الأنثى الوحيدة التي تمارس هذه المهنة ” الرجالية” في شبعا واليوم بات هناك غيري وفي عائلتي أيضاً من يساعدني ” .
لم تتوقف القصابة نديمة زهرة ، الزهرة الشبعاوية عند ممارسة هذه المهنة فهي الى جانبها تدير فرناً لإعداد “اللحم بعجين” عنه تقول ” أريد أن أتابع المهمة على أكمل وجه من خلال إعداد اللحم بعجين بأشكال مميزة للمناسبات لم يعتد عليها الزبائن، أريد أن يكون كل شيء على ما يرام لذلك أشرف على ذلك بنفسي ، من تجهيز اللحوم الى إعداد وصنع اللبن وخصوصاً “لبنة شبعا” البلدية وهذه تتطلب مهارة خاصة ورثتها زهرة عن نساء البلدة فأخذها شغفها الى إدارة مصنع صغير للبنة وبذلك تمتهن زهرة أكثر من مهنة موقعة بذوق حواء الأنيق “.
تأسرك شجاعتها وتجذبك أكثر رباطة جأشها وحيويتها في التنقل بين مواقعها الثلاثة : الفرن والملحمة ومصنع الألبان والأجبان ، أما ما يريحك في الزيارة الى جانب النظافة خصوصاً في زمن كورونا ، تزويدك بأفكار مميزة لإعداد الطعام ، ذلك الوجه البشوش وتلك الإبتسامة التي تسبقها بالترحاب وركوة القهوة التي تأبى الا أن ترتشفها من يدها عند مرتفعات جبل الشيخ الأشم كلما زرت المكان .
نديمة زهرة ، نموذج من نساء كثيرات في منطقة العرقوب وشبعا اللواتي عرفن بالنشاط والحيوية وبالقيام بالمهمات الصعبة ، والوقوف دائما بجانب عائلاتهن أسوة بالرجال .
معطاءة كريمة وفنانة شجاعة ، هذه هي القصابة نديمة زهرة ” زهرة جبل الشيخ”
إكرام صعب
[email protected]

لمشاركة الرابط: