قلّة من النسوة في قرى العرقوب اللواتي ما زلن يحافظن على صناعة الخبز المرقوق، أو ما يعرف بخبز الصاج الذي ورثن، عن أمهاتهن، الطريقة التقليدية لتحضيره وعجنه وتقطيعه وخبزه على صاج موقده من الحطب، على عكس ما يقوم به البعض اليوم مستخدماً الغاز وقوداً، إضافة إلى الـ«طبلية»، التي يرق عليها العجين، والـ«كارة»، التي يوضع عليها رغيف العجين بعد رقرقته إلى أوسع مدى بطريقة تحتاج إلى خبرة ورشاقة وخفة يدين، ومن ثم يلصق على الصاج الساخن بطريقة حرفية لينزع عنه رغيفاً رقيقاً وهشاً وأشقر يحلو أكله مع اللبنة البلدية والزيتون والزيت والزعتر، في جلسة يتقاطر إليها الأبناء والأحفاد والجيران. وللمارة نصيب من الخبز الطازج لأن كلمة «أهلاً وسهلاً» دائماً حاضرة على أفواههن. وهناك قسم من العجين يُخصص لتحضير فطائر من البطاطا بالقاورما والسبانخ واللبنة والكشك، ومناقيش الزعتر والجبنة وغيرها الكثير.
فالخبز المرقوق فيه بركة في تلك القرى. والترويقة لكل من حضر. والكل يُساعد الكل: من وقدِ الحطب إلى رقرقة العجين وتوضيب الخبز الذي يبقى طازجاً ولذيذاً لأكثر من أسبوع، بدون الاستعانة بالبرّاد، وهو صحي ومطابق للمواصفات مئة بالمئة.
إذاً، ما زال خبز الصاج في قرى العرقوب يأخذ حيزاً مهماً في حياة الكثير من ربات المنازل، إضافة إلى أنه يُشكل مورد رزق لبعضهن ممن تساعدن أزواجهن في تأمين مصاريف العائلة خصوصاً في فصل الشتاء الذي تكثر فيه المصاريف وتقل فرص العمل وبخاصة لأولئك الذي يعملون في الزراعة وقطاع البناء.
أم مسلّم عبد العال، التي بقيت في المنزل لتعدّ الخبز المرقوق للعائلة، لأن ما تبقّى منه قد نفد، ولا بد لها من تحضير الخبز لأسبوع قادم، «وهو لا بديل عنه لأنه بلدي ومغذٍ وعمره أطول في التخزين»، حسبما تؤكد.
أم مسلّم، لم يبق معها سوى طفلتاها الصغيرتان تراقبان ما تقوم به وطريقة تحضير العجين وخبزه. تسأل، لا أعرف ما إذا كانتا ستتعلمان خبز الصاج، وحتى إن تعلمتا ذلك، فهل سيبقى خبز الصاج رائجاً حتى تكبرا؟
صحيح أنه يوماً بعد يوم يزداد الطلب على خبز الصاج لمعرفة الكثيرين بأهميته ومنافعه، ولكن القلّة من اللواتي يعرفن الطريقة التقليدية لتحضيره، وتحوّل خبز الصاج إلى مصدر رزق لا بأس به للعديد من ربات المنازل، ناهيك عن المحال التي تفتح في الكثير من الأماكن خصيصاً لبيع خبز الصاج والمناقيش على الصاج.
المصدر-جريدة المستقبل
عمر يحيى
شو بخبرك عن بيت من لبنان !
يقول الفنان وديع الصافي في رائعة من أجمل أغانيه ” بيتي ما برضى يسيب بيتي أنا سلاحو .. ما بتركو للديب ولا بعير مفتاحو” من المؤسف القول أن بيوت العديد من اللبنانيين اليوم “تركت للديب” وضاعت مفاتيحها … وما أدراك ماذا فعل بها ” الديب” ؟ يعرف البيت اللبناني الأصيل ليس من حجارته المقصوبة فحسب
Read More