حاورتها_ إكرام صعب
قد يكون اسمها منى فعلاً أو إسماً آخر غيره ، لا أهمية للأسماء اليوم في زمن التواصل الذي أفسح المجال لمنى إبنة الثامنة والأربعين من العمر بأن تفتح قلبها ل صحافية يربطها بها عالم التواصل الإجتماعي لتخبرها عن سر دفين في قلبها يقلقها ليدفعها للبحث عن أهلها في المجهول عراقية اللهجة مع أنها تحدثك باللهجة اللبنانية التي عشقتها من خلال وسائل الإعلام ، لبنانية الأصل هذا ما تعرفه منى ذات العينين الخضراوين والبشرة البيضاء والملامح اللبنانية .
حين أصبحت في السادسة والعشرين من عمرها من هنا تبدأ الحكاية التي وصلت الى nextlb من خلال زميلة مشتركة هي الاعلامية هناء حمزة في دبي
من هي منى ؟ تقول أنها لبنانية المولد ، عراقية التربية والهوية فتحت قلبها لصفحات nextlb.com مطلقة العنان لصرخة عاشت معها لأكثر من عشرين عاما علّها تصل عبر الإعلام اللبناني الى والديها الحقيقيين اللذين تركاها في سنواتها الأولى في بغداد وتحديدا في منطقة السعدون قرب مستشفى العلوية للولادة لتنتقل بعدها إلى منطقة أخرى في بغداد تعرف ب ” باب الشرجي أو كامب الأرمن” برفقة أهلها بالتبني .
كيف بدأت الحكاية وما المعلومات القليلة التي استطاعت منى أن تحصل عليها ؟ وممن؟ وكيف؟ وماذا ينقصها ؟ واسئلة أخرى إجاباتها بين هذه السطور .
منى التي عاشت في بيت لأبوين بالتبني عراقيي الجنسية ، الأم من عائلة العلاق وتعرف بالعلوية بنت العلاق فيما الأب يدعى حسن شلش فيما اسم الأم من ناحية الجدة هدية عباس ويعرفون بلقب “اللامي” وهو لقب ماخوذ من العشيرة وليس من الجد .
كيف وصلت منى الى هذه العائلة ؟ تقول ” البداية كانت وأنا في السادسة والعشرين من عمري بعد وفاة والدي العراقيين بفترة غير قصيرة ، وهما مسلمان يتبعان المذهب الشيعي تلقيت اتصالا من فتاة مفاده بأن أهلي المتوفين ليسوا أهلي الحقيقيين ، ولما أصريت على معرفة تفاصيل أكثر ذكرتني بالحاجة سومي وزوجها العم ” جوي ” وهما عراقيان ويتبعان المذهب الشيعي أيضا وكانت تتردد في طفولتك عليهما؟ فتذكرتها ، وقالت” توفيت الحاجة سومي وأنا إبنتها ، وعرفت منها بأن أبويك لبنانيين وجاءا الى بغداد يوم كنت في العام الأول من عمرك وتركاك عند الحاجة سومي وعادا الى لبنان لإنهاء أوراق جواز السفر العالقة ، ومن ثم العودة لأخذ الأمانة التي هي أنت وكان ذلك في مطلع السبعينيات ” .
وبعد ذلك تقول الصبية كل ما أذكره بأن أمي أعطتك لتلك العائلة التي ربتك مقابل بيت نسكنه نحن ولا أعرف أكثر من ذلك خصوصا أن امي الحاجة سومي توفيت منذ زمن”.
تقول منى وتضيف ” ومنذ ذلك اليوم لم أعرف أي معلومة عن الصبية وسأعود للبحث عنها مجددا وتقول ” أكملت حياتي تزوجت وأنجبت ولدا وبنتا ولم أكن أعلم بأن المرأة التي أودعت عندها باعتني لأسرة عراقية كانت تنوي تبني طفل أو طفلة ، وغيّرت عنوان سكنها خشية عودة المرأة اللبنانية التي قد تكون الأم الحقيقية أو قد لاتكون .”
وتسترسل منى “عشت طفولتي في بغداد وتربيت على يد عائلة ذات حسب ونسب ، وكنت أعرف جيدا الحاجة سومي التي كانت تتردد وأنا في مراحل عمري الأولى على أهلي العراقيين ولكني لم أكن أعرف الحقيقة بينهما ، وتضيف” أعشق لبنان وأعشق جنوبه علماً بأني لم أزره مطلقاً “.
وتضيف” كل ما أعرفه اليوم أن أهلي الحقيقيين كانوا من عائلة لبنانية راقية ومعروفة في لبنان
وتتابع ” ماتت السيدة للأسف وإبنتها الصغرى قالت بأنها لاتعرف إسم أهلي ، وكل ما تعرفه عنهم أنهم من لبنان ، وقد سافروا بسرعة وكل همي أن أعرفهم ويلتم شملي معهم “.
وعن أهلها العراقيين تقول منى ” كانوا متعلقين بي بشكل جنوني ولم يكن مسموحا لأحد أن يذكر أهلي اللبنانيين أمامي ، الى أن عرفت القصة بعد وفاة أهلي (العراقيين) وحينها لم يكن في العراق وسائل إتصال حتى أحكي قصتي لأحد كي يساعد” .
أما على من يقع اللوم ؟ فتجيب منى ” بالدرجة الأولى يقع على السيدة التي باعتني ، ولكن أكثر على أهلي البيولوجيين الذين يتحملون النصيب الأكبر من معاناتي ، لأنه كيف ما كانت الظروف ، ما كان لهم أن يتخلوا عني يوما ، وقد طرحت قصتي على أصدقاء على وسائل التواصل الإجتماعي من جنوب لبنان ، ولكن للأسف ليس عندي شيء أستند عليه لأصل الى طرف خيط في قضيتي “.
وتتوقع منى أن يكون عمر والديها فوق ستين عاما اليوم في حال كانا على قيد الحياة ، وتعلق ” بعرف أشيا كتيرة عن لبنان حتى لهجتي ليست عراقية صافية ” وتضحك قائلة ” مش ملاحظة كيف عم إحكي معك ؟ “.
وتضيف من خلال الإتصال الهاتفي وردا على سيل من الأسئلة ” نعم أعشق لبنان منذ الصغر من دون أن أعرف أي شيء عن أصلي وفصلي ” وماذا عن صور ل تشي غيفارا تزين بروفايلك ؟ توضح منى قائلة ” أنا كنت مسؤولة في الحزب الشيوعي العراقي وتركت الحزب منذ سنوات ، وكنت عضو مكتب تنفيذي وسكرتيرة خلية نسوية وغير ملتزمه بالحجاب “لكني اليوم أرتديه “. وعن تربيتها عند العائلة العراقية تقول منى ” كانت عائلة متدينة جدا ولكنني لم أتأثر بهم كثيرا ، وعلى العكس من ذلك لقد نشأت منذ الصغر لا أشبه أحدا ولا أعرف لماذا “.
وعن أسباب عدم زيارتها للبنان تقول منى ” ياريت ، لقد سافرت الى دول عديدة ولكنني لم أسافر الى بلدي الأم مطلقا “.
وعن حياتها الأسرية الحالية تشرح ” تزوجت بشخص يكبرني ب 13 عاماً عن حب لأن زوجي كان إنسانا متفهما ويعرف قصتي ورزقنا بولد وبنت وإبنتي سميتها صفد وهي تعرف قصتي غير أن إبني قتيبة لا يعرف شيئا عن الموضوع “.
وعن إحساسها الديني تقول منى “ديانتي غير متأكده منها ولكنني أشعر بأن ميولي تتجه نحو السيد المسيح وحتى إبنتي تحلم بالنبي عيسى عليه السلام ، أما أهلي الذين تربيت عندهم فهم مسلمون على المذهب الشيعي ، فأنا شيعية التربية ومسيحية القلب”.
وتعود منى إلى همها الأول وهو محاولة التواصل بجدية مع إبنة السيدة التي باعتها وتقول ” إن شاء الله سأتصل بها وسأقابلها بأقرب وقت وحتما سأعثر عليها لكنها بماذا ستفيدني؟ ” صدقيني إذا قلت لك بأنني أعرف نفسي جيدا وعندي حب الحرية والثورة ضد الظلم “.
وعن الرسالة التي توجهها عبر http://nextlb.com/ تقول منى لأهلها اللبنانيين ” أريدكم كيف ما كنتم ، إرجعوا إليّ لأنني بحاجة إليكم ، سامحتكم عن كل شي “.
أما عن عملها فتقول حالياَ ” أنا برتبة مفوض في الشرطة العراقية “.
هل تصل منى إلى معرفة هوية أهلها ؟ من يدري ربما تجمع الأيام شملها بأهلها ولو بعد كل تلك السنوات القاسية من الضياع والجفاء وإن لم تصل الى ما تريد علّها تكون عبرة لمن يعتبر .
[email protected]
*حفاظاً على حقوق الملكية الفكرية يرجى عدم نسخ مضمون هذا الخبر الاّ مع ذكر إسم موقع www.nextlb.com الإلكتروني وارفاقه برابط الخبر تحت طائلة الملاحقة القانونية