احتفل مساء امس باطلاق أعمال مركز الاعلاميات العربيات لبنان، في فندق “البريستول”، برعاية وزير السياحة في حكومة تصريف الاعمال اواديس كيدانيان وحضوره، بالتعاون مع وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال ملحم الرياشي ممثلا بمديرة “الوكالة الوطنية للاعلام” لور سليمان صعب.
حضر حفل الافتتاح وزير الدولة لشؤون المرأة في حكومة تصريف الاعمال جان اوغاسابيان، سفراء: المملكة العربية السعودية وليد بخاري، العراق علي العامري، المغرب امحمد كرين، المستشار الاول في السفارة الكويتية عبد الله شاهين ممثلا سفير الكويت عبد العال القناعي، القنصل وائل السيسي ممثلا سفير مصر نزيه النجاري، السكرتير الثالث في السفارة الاردنية يحي القرعاني ممثلا السفير الاردني زياد المجالي، النائبة رولا الطبش جارودي، مارون مارون ممثلا النائبة ستريدا جعجع، الوزير السابق عدنان منصور، رئيسة مركز الاعلاميات العربيات في لبنان زينة فياض، الاعلامي عماد الدين اديب وعدد من الاعلاميين.
فياض
قدمت الحفل الاعلامية نتالي مبارك، ثم ألقت فياض كلمة قالت فيها: “أهلا بكم في جمعنا هذا، حيث الثقافة والريادة والنضال. أهلا بكم هنا حيث تجدون عصبة نسوية اخرى لا ترضى بالنمطية مسلكا ولا بالتقليد منهجا ولا تحابي الواقع أملا بالغد، بل تضع غدها بفهم الامس وتشكيل المستقبل”.
اضافت: “اجتمعنا، سيدات مثقفات واعلاميات، لنخلق حلقة جديدة تقوي نضال النسوية، وتسعى لان تكون جسرا آخر للعبور من الظلمات الى النور، ومن التقوقع الى التميز، ومن التمييز الى الاندماج الكامل. نعم لسنا شركاء حقيقيين وكاملين في هذا البلد قبل ان نلتفت الى امتدادنا العربي من المحيط الى الخليج”.
وأعلنت “ان خيارنا كان التركيز على المرأة في الاعلام، حيث عملنا سنوات طويلة في أطر لا تحيد عن الفوقية الجندرية العميقة، فواقع المرأة في الاعلام يرتبط بصورة الذهنية النمطية التي كرست ثقافة الجسد، وخصت المرأة بأدوار الحياة الثانوية وألغت تواجدها كانسان، فأصبحت شيئا يستخدم ويستهلك”.
ورأت “ان طريق النجاح أمام سيدات “الميديا” يمر بضغوط هائلة من التيارات الاجتماعية والدينية، عبر محاولات حثيثة لهندسة انخراطهن في قطاع العمل بما لا يتوافق مع القومية الذكورية العميقة”.
وأوضحت “ان مركز الاعلاميات العربيات لبنان، يهدف الى مقارعة التيارات التقليدية في الخطاب الاعلامي، عبر خطوات خمس: تنمية الادراك الاجتماعي للمرأة في الاعلام، تمكينها عبر خطة عمل متكاملة للاعلام اللبناني والعربي، تنفيذ برامج تدريب وبناء قدرات، العمل على دمج المرأة في قطاعات الانتاج الاعلامي كافة وخلق بيئة صديقة للنساء تقيها شرور الاستفراد والتحرش”.
وشكرت فياض الوزير كيدانيان لرعايته هذا الحفل، “فهو ملاذ آمن ونقطة ارتكاز وراع صادق وواع للمسيرة النسوية”.
سليمان
ثم ألقت مديرة “الوكالة الوطنية للاعلام” كلمة، جاء فيها: “كلفني معالي وزير الاعلام الاستاذ ملحم الرياشي فشرفني تمثيله في هذا الحفل. هذا اللقاء الذي نلتقي فيه لنحتفل مع الزميلة النشيطة زينة فياض باطلاق مركز الاعلاميات العربيات في لبنان وتكريم كوكبة من الاعلاميات العربيات، ومن خلال اطلاق هذا الفرع، تنطلق معكن مسؤولية كبيرة وهي تغيير صورة المرأة في الاعلام”.
اضافت: “فنحن ويا للاسف، نرى ان بعض وسائل الاعلام فقد الكثير من ثوابته ومصداقيته وأخلاقه وتحول إلى تجارة رابحة ومهنة للكثيرين في هذا الفضاء الافتراضي وسط غياب عميق للرسالة الإنسانية المثلى. فغالبا ما نشاهد على الشاشات إعلانات تروج لأسماء تجارية ويكون العنصر الأساسي فيها المرأة، كذلك يتم الترويج لمواد إعلامية أخرى عبر نشر صور مبتذلة للمرأة لا تتناسب مع قيمتها ومكانتها في المجتمع، وخير دليل على ما أقول ما شاهدناه من فيديو، تم تناقله مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي يسيء الى المرأة العربية عموما واللبنانية خصوصا”.
وتابعت: “لذلك، دورنا كإعلاميات عربيات إظهار الصورة الإيجابية والحقيقية للمرأة التي تملك من الخبرة والعلم والكفاءة واستطاعت أن تتحدى الواقع وتنطلق بجرأة وكفاية إلى مواقع القيادة والقرار، وتمسك بناصية صدارة الإبداع، متجاوزة كل العقد والأوهام الموروثة من عصور الانحطاط، وتثبت أن معيار النجاح هو للموهبة والعلم والإرادة وليس للجنس ذكرا او انثى”.
وأعلنت “من هنا، أقول إن علينا أن نوفر للاعلاميات كل الفرص الممكنة ليحققن ذواتهن، بما يحفظ سلامتهن وأمنهن ويحمي قيمهن ويوفر لهن العيش الكريم ليتمكن من الاضطلاع بدورهن كأعضاء فاعلات في بناء المجتمع والوطن”.
وأكدت ان “دورنا يجب ان يتمحور حول إبراز الصورة الحقيقية للمرأة الاعلامية والتي تعكس قيمة المرأة وعظمة دورها في المجتمع؛ وعلينا الا ننسى ان غالبية السيدات الاعلاميات هن امهات تقع على عاتقهن أنبل مهمة في الأسرة وهي تربية الأبناء وتنشئتهم على الخلق القويم، وعلى عاتقها ايضا مسؤولية مشاركة الرجل في معظم مجالات الحياة، وخوض غمار الحياة العامة بكل مسؤولية واقتدار، وهي التي تتولى الكثير من المناصب المهمة في المؤسسات الاعلامية”.
وقالت: “وهنا اسمحوا لي ان أتوجه لرئيسة المركز والزميلات الاعلاميات معها، لاقول مهمتكن شاقة، ويجب ان تعملن على إعلاء شأن المرأة الاعلامية والعمل على زيادة ثقافتها، والتأكيد أن الاعلاميات اللبنانيات خصوصا والعربيات عموما لسن بورقة في روزنامة الأيام، بل هن اليوم، وكل يوم. الاعلامية ليست كما، بل هي النوع والنبع. الاعلامية ليست رقما في قاعة تحرير او جميلة نبرزها لزيادة عدد المتابعين على الشاشات، الاعلامية هي ثقافة، وعلم، وكفاءة وجدارة”.
وختمت بالقول: “إن الاهتمام بالمرأة الاعلامية وتعزيز دورها وحماية حقوقها مسؤوليتنا جميعا، ونحن مدعوون الى ايجاد الحلول للمشاكل التي تعانيها وخصوصا في هذه الظروف الصعبة التي يعيشها مجتمعنا وتعانيه مؤسساتنا الاعلامية.
وأخيرا وليس آخرا، أهنئ الزميلة زينة على مثابرتها وعملها الدؤوب والجاد لتأسيس هذا المركز، وأهنئ الاعلاميات العربيات على انه أصبح لديهن مركز في لبنان، واهنئ الاعلاميات اللبنانيات على انه أصبح لهن صوت يطالب بحقوقهن، واشكر معالي وزير الاعلام الاستاذ ملحم الرياشي الذي أولاني شرف تمثيله وطلب مني نقل تحياته وتهانيه اليكن وهو خارج لبنان”.
كيدانيان
بعدها، القى الوزير كيدانيان كلمة رحب فيها بالحضور وبالاعلاميات العربيات في حفل اطلاق مركز الاعلاميات العربيات في لبنان، معتبرا “ان النساء هن رائدات في الاعلام”. وقال: “انا اؤمن ان الاعلامية اذا اقتنعت بمشروع او ببلد او بوطن يمكن ان ترفعه عاليا، واذا لم تقتنع به فيمكن ان تنزله الى الارض. وانا اؤمن ان وجودكن هنا سيكون رافعة اساسية للبنان”.
أضاف: “أعرف ان اشقاءنا العرب يحبون لبنان، ولكن رأيت في هذه المبادرة فسحة لنعود ونطل على العالم العربي من السعودية الى مصر فالعراق والمغرب والاردن، لنذكرهم ونقول لهم:” لديكم شقيقة اسمها لبنان، وانتم من الداعمين الاساسيين لنا، ونحن نكمل مسيرتنا بوجود هذه الوجوه النيرة من السفراء والطاقم السياسي اللبناني”.
وتوجه الى الدول العربية المشاركة في المؤتمر بالقول: “نحن نحيا بكم، فانا وزير للسياحة منذ عامين، ومهما اجتهدت وعملت للقطاع السياحي اللبناني من اجل مجيء السواح من اوروبا وروسيا والصين واليابان، فانهم يقولون لي نريد سواحا من الدول العربية ومن الخليج، فمن دونهم سياحة لبنان لا تستقيم. وعندما أجتمع مع ممثلي القطاع السياحي الخاص ونناقش هذا الموضوع يقولون لي اذا لم يسو الوضع مع الدول العربية فان الحال لن تستقيم”.
ودعا الاعلاميات العربيات الى “ان يتحولن الى سفراء للبنان في بلدانهم، وتحفيز الجميع على العودة الى لبنان”، مؤكدا “ان لبنان هو ملاذ لكل العرب”.
دروع تكريمية وكلمات
ثم قدم كل من كيدانيان وسليمان وفياض الدروع التكريمية الى الاعلاميات المكرمات.
تسلمت الدرع الاول محاسن الامام من الاردن الحائزة على جائزة افضل صحافية في العالم عام 2002 من منظمة الصحافيين الدوليين، والتي كرمت من منظمة الاونيسكو بجائزة اكثر صحافية ذات تأثير في المجتمع. وقدم لها الدرع اضافة الى المنظمين ممثل سفير الاردن القرعاني.
وألقت الامام كلمة قالت فيها:” يسعدني ان أكون في لبنان الشقيق النقي، التقي، البهي، الحنون والمتمرد، يسعدني ان أعود دوما الى بيروت، بيروت نقطة العودة والمرفأ والملتقى”.
ونقلت تحيات الرئيسة الفخرية لمركز الاعلاميات العربيات الاميرة بسمة بن طلال. وقالت: “عمان كانت البداية عندما أسس المركز عام 1999، في محاولة جادة للاسهام بجهد يرقى بالاعلام ورسالته التي تسعى الى نقل الحقيقة، وان ترقى بالدور الطليعي الذي يجب ان تضطلع به المرأة جنبا الى جنب مع الرجل”.
اضافت: “عشقت مهنة الصحافة، وجئت اليوم لافتتاح فرع بيروت ليكون الفرع السادس بعد فلسطين، اليمن، مصر، العراق والسودان. وهي فروع تتبع غصن الشجرة في عمان الام. ان عملنا الاعلامي هو عمل نضالي يساهم في دعم برامج التدريب والمعرفة وتعزيز حرية الكلمة وحق التعبير والحصول على المعلومة وحماية حرية الرأي والاختلاف والتسامح وحقوق الانسان”.
اما الدرع الثاني فنالته الاعلامية هناء الركابي، كبيرة المذيعات في القناة السعودية في التلفزيون السعودي، قدمها لها السفير بخاري اضافة الى كيدانيان وسليمان.
وألقت الركابي كلمة شكرت فيها المكرمين، وقالت: “لبنان في قلبنا، ولا نحتاج ان يوصينا احد به. لكن هنالك رسالة اريد ايصالها، لا شك ان كل من زار لبنان أحبه، ولكن الحب لوحده لا يكفي، فاذا لم يكن الحب مقترنا بالاحترام والاهتمام ليس بحب. فهذه رسالة للبنانيين ولكل اصدقاء واشقاء لبنان، ويا ليت معنى الحب يترجم باحترام سيادة لبنان ليعود جوهرة الشرق”.
اما الدرع الثالث فتم تقديمه الى رئيسة منتدى الاعلاميات العراقيات الاعلامية العراقية نبراس المعموري. وشارك في تقديم الجائزة السفير العامري.
وأعربت المعموري عن سعادتها للمشاركة في هذا الحفل “في بلدنا الثاني الحبيب الجميل لبنان”. وشكرت السفير العراقي على “وجوده ودعمه للمرأة الاعلامية العراقية”.
وقالت: “أنا عراقية، ولولا قواتنا الامنية بكل تصنيفاتها لما كنت موجودة، ولولا دماء الشهداء في الموصل والانبار وصلاح الدين من الجنوب الى اقصى الشمال لما كنت موجودة. سعيدة اليوم ان اكون مع فرحة النصر ومع تخلصنا من “داعش”، فالعراق هو الحاضنة الحقيقية وهو بداية العرب”.
اما الدرع الرابع فقدم للاعلامية سميرة عبدالله من الكويت، وهي مذيعة ومقدمة اخبار وبرامج سياسية في قناة “الرأي”، واول امرأة خليجية تقدم برنامجا سياسيا في الكويت والخليج. وشارك في تقديم الدرع ممثل السفير الكويتي المستشار الاول عبد الله الشاهين.
وألقت عبد الله كلمة عبرت فيها عن سعادتها لتكريمها في لبنان، “بلد العلم والمنارة والثقافة والحضارة”، وان تكون “رمزا مع كوكبة من الاعلاميات اللواتي اهتممن بالعقل، قبل الشكل، وهذا ما نريده. نريد ان تهتم المرأة بعقلها وبعلمها، فقد تعبنا من النساء السطحيات في الوطن العربي”.
وقالت: “طلب منا الوزير ان نكون سفيرات للبنان، وصدقوني اني سفيرة للبنان وللبنانيين لمحبتي الكبيرة له”.
اما الدرع الخامس، فقدم للاعلامية الدكتور لمياء محمود، رئيسة شبكة صوت العرب ورئيسة اللجنة الدائمة للاذاعة في اتحاد اذاعات الدول العربية، وشارك في تسليم الدرع القنصل السيسي ممثلا السفير المصري.
وقالت الاعلامية محمود: “عندما نذكر مصر، نذكر لبنان، نذكر الحضارة والتاريخ والثقافة والفن والعلاقات الطيبة والجميلة والرائعة، كلنا نعرف لبنان من الافلام المصرية”.
وتوجهت الى وزير السياحة قائلة: “لبنان في القلب دائما، عندما نذكر فقط حرف اللام في الدول العربية لا يكون الا لبنان، عندما نذكر الفن الراقي والخير والجمال نذكر لبنان”.
وختاما، كان حفل كوكتيل .
شو بخبرك عن بيت من لبنان !
يقول الفنان وديع الصافي في رائعة من أجمل أغانيه ” بيتي ما برضى يسيب بيتي أنا سلاحو .. ما بتركو للديب ولا بعير مفتاحو” من المؤسف القول أن بيوت العديد من اللبنانيين اليوم “تركت للديب” وضاعت مفاتيحها … وما أدراك ماذا فعل بها ” الديب” ؟ يعرف البيت اللبناني الأصيل ليس من حجارته المقصوبة فحسب
Read More