مرض عقلي يؤثر على مزاج الفرد ويؤدي لحدوث تغيرات في طريقة تفكيره ومشاعره وسلوكه، ويتميز بإصابته الشخص بالحزن وفقدان الاهتمام والدافعية واحتقار الذات. والاكتئاب مرض مزمن يؤثر على حياة الشخص وقد يؤدي إلى أعراض جسمية كآلام غير معروفة الأسباب، كما قد يقود المصاب به إلى الانتحار.
الاكتئاب ليس مجرد يوم حزين يمر به الفرد أو مجرد لحظات من الكآبة يمكن تخطيها، وهو ليس علامة ضعف عند الشخص أو قلة حيلة على الصعيد الشخصي أو العقلي، بل هو مرض مزمن وخطير مثل داء السكري أو ارتفاع ضغط الدم، وهو بحاجة لرعاية طبية محترفة وعلاج ملائم.
تبدأ معظم حالات الاكتئاب من عمر 20 إلى 30 عاما، ويتم تشخيص ضعف العدد من النساء بالمرض مقارنة مع الرجال، ولا يعرف هل السبب أن النساء أكثر عرضة للمرض بسبب طبيعة بنيتهن البيولوجية، أم إنه عائد إلى أنهن يطلبن المساعدة الطبية لهذا المرض بشكل أكبر من الرجال الذين قد يحجمون عن مراجعة الطبيب النفسي، لاعتقادهم أن الاكتئاب دليل على ضعف الشخص وليس من صفات الرجال.
الأعراض:
الشعور بالحزن.
التهيج والثوران بسبب أمور صغيرة أو تافهة.
الشعور بالإحباط.
فقدان الاهتمام والدافعية للقيام بالأمور التي كانت ممتعة للشخص، كزيارة الأصدقاء أو ممارسة الهوايات.
تراجع الرغبة الجنسية.
اضطرابات النوم التي قد تشمل الأرق أو النوم الكثير.
اضطرابات الشهية، فقد يفقد الشخص الشهية ويخسر الوزن، بينما يرغب آخرون في تناول الطعام بشدة ونهم ويكسبون المزيد من الوزن.
نوبات من الغضب.
تباطؤ في التفكير وبطء في الكلام والحديث وحركة الجسم.
التعب.
فقدان الطاقة والحيوية، فحتى المهمات الصغيرة كدفع الفواتير تبدو كبيرة وبحاجة لجهد كبير.
الشعور بعدم القيمة وفقدان احترام الذات.
احتقار الذات.
استرجاع ذكريات الماضي وتوجيه اللوم الذاتي.
صعوبة في التفكير والتركيز واتخاذ القرارات حتى البسيطة منها، كاختيار الملابس التي سترتديها قبل الخروج من المنزل.
نوبات من البكاء من دون سبب واضح.
آلام جسدية تفتقر لسبب طبي واضح، كآلام الظهر والصداع.
التفكير في الموت.
التفكير في الانتحار.
الأسباب:
انخفاض مستوى النواقل العصبية وخاصة السيروتونين في الدماغ والتشابكات العصبية، إذ يعتقد أن نقصه يلعب دورا أساسيا في الإصابة بالاكتئاب، ويرفع الكثير من أدوية الاكتئاب مستوياته في التشابكات العصبية.
بعض الأشخاص المصابين بالاكتئاب يظهرون اختلافات في الدماغ على الصعيد التشريحي، إذ قد تكون بعض الأجزاء أصغر حجما. مما قد يلعب دورا في جعلهم أكثر قابلية للإصابة بالمرض.
التغيرات الهرمونية تؤثر في مزاج الشخص وخاصة تلك المرتبطة باضطرابات الغدة الدرقية وسن اليأس لدى النساء.
الوراثة تضطلع بدور في الاكتئاب، إذ يلاحظ أن هناك عائلات ترتفع لدى أفرادها مخاطر المرض، مما قد يشير إلى وجود جينات تلعب دورا في المرض.
أحداث الحياة قد تحفز المرض، ويشمل ذلك موت أو فقدان شخص مقرب، والمرض والمشاكل المالية والتوتر الشديد.
تجارب الطفولة السيئة مثل فقدان الأب أو الأم أو التعرض لسوء المعاملة أو الاضطهاد، قد تترك آثارا دائمة في دماغ الشخص وتجعله أكثر عرضة للاكتئاب.
عوامل الخطر:
إصابة أحد أقارب الشخص بالاكتئاب، إذ تلعب الوراثة والجينات دورا في زيادة القابلية للمرض.
النساء معرضات أكثر للمرض.
التعرض لسوء المعاملة في الطفولة أو الاضطهاد.
المرور بظروف عصيبة مثل وفاة شخص مقرب.
قلة عدد الأصدقاء وعدم وجود شبكات دعم اجتماعي (الأصدقاء والأهل الذين يوفرون الدعم والمساندة والمشورة للشخص وخاصة في الأزمات).
الولادة، إذ ترتفع مخاطر الإصابة بالاكتئاب لدى النساء بعد إنجابهن، وتقدر بعض الدراسات أن امرأة واحدة من كل ست نساء قد تصاب بما يسمى اكتئاب ما بعد الولادة.
المعاناة من الاكتئاب في السابق.
المعاناة من مرض وخيم أو مزمن، كالإيدز أو السكري أو مرض القلب أو ألزهايمر.
بعض أنماط السلوك قد تزيد مخاطر الإصابة بالاكتئاب، مثل التقدير المنخفض للذات (وهو شعور الشخص بأنه قليل القيمة أو غير مهم مقارنة بالآخرين)، والاعتماد على الآخرين، والنقد المفرط للذات والتشاؤم.
شرب الخمر وتعاطي النيكوتين والمخدرات.
أنواع من الأدوية، مثل بعض أدوية ارتفاع ضغط الدم. استشر طبيبك بشأن الآثار الجانبية المحتملة للعلاج الذي تتناوله.
المضاعفات:
تراجع نوعية حياة الشخص المصاب.
الإصابة باضطراب القلق.
مشاكل في المدرسة أو الجامعة أو العمل.
مشاكل عائلية وبين الأزواج.
العزلة الاجتماعية.
أذية النفس، إذ قد يجرح الشخص نفسه عمدا.
الموت المبكر من الأمراض الأخرى.
إدمان المخدرات أو الخمر.
الانتحار.
العلاج:
تشمل خيارات العلاج استعمال الأدوية والعلاج النفسي الذي يتضمن استشارة أخصائي نفسي ومناقشة المشاعر والأفكار معه، حيث يزود الشخص بمهارات جديدة في التعامل مع أفكاره وإدراكه، بالإضافة إلى خيارات علاجية أخرى.
الوقاية:
لا توجد وسيلة مضمونة لمنع الاكتئاب، وذلك لأنه مرض تتداخل فيه عدة عوامل بيولوجية وسلوكية، ولكن هناك خطوات يمكن من خلالها تقليل احتماليته، والمساعدة في تشخيصه والتعامل معه في مراحله الأولية، منها:
ممارسة الرياضة والتمتع بالنشاط.
الابتعاد عن الخمر.
المحافظة على شبكة اجتماعية داعمة من الأصدقاء والعائلة، وخاصة في أوقات الأزمات.
معرفة معلومات كافية وموثوقة عن الاكتئاب وخاصة إذا كنت من الفئة المعرضة له.
حاول التعامل مع الضغط وتقليله.
انتبه للأعراض المبكرة التي قد تكون منها اضطرابات النوم أو فقدان الرغبة الجنسية، وراجع الطبيب فورا، إذ إن تأخير العلاج يؤدي إلى تفاقم المرض وزيادة صعوبة علاجه.
المصدر : الجزيرة