حلقة نقاشية في كتاب “الهجانة في تشكل الأحزاب السياسية الحديثة – المجال العربي أنموذجًا” لفارس اشتي

نظَّم المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في فرعه في بيروت، حلقة نقاشية في كتاب “الهجانة في تشكل الأحزاب السياسية الحديثة- المجال العربي أنموذجًا” للدكتور فارس اشتي، شارك فيها عدد من أساتذة الجامعات والباحثين الأكاديميين، بمداخلات متنوعة سلطت الضوء على أهمية الكتاب وغنى فحواه في مجال العلوم السياسية، التي يُعنى بها المركز العربي للأبحاث، ضمن مجالات أخرى، بإصداراته وندواته والمؤتمرات التي ينظمها في فروعه كافة. وقد تم بث الجلسة مباشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، الخاصة بالمركز العربي للأبحاث – بيروت.
افتتح الندوة الباحث ومستشار شؤون التحرير في المركز صقر أبو فخر، فاعتبر “أن البنية المجتمعية هي التي فرضت الهجانة على تشكل الحزب السياسي في بلاد الشام، ثم أعاقته عن تجاوز تلك البنية نحو التقدم والحرية وبناء الدولة القومية الحديثة”.
سليمان
من ناحيته، لفت رئيس المجلس الدستوري سابقًا الدكتور عصام سليمان الى أهمية مضمون الكتاب، “نظرًا لما للأحزاب من دور حاسم في رسم المسار الذي تسلكه الدول باتجاه التقدم والازدهار”، حيث تمكن المؤلف من تتبع “التجارب والمراحل التي مرت بها الأحزاب العربية، وبخاصة الأحزاب الشيوعية العربية وحزب البعث العربي الاشتراكي الذي تحوّل إلى أحزاب متصارعة مع بعضها”، فضلًا عن عجز هذه الأحزاب عن تخطي أنماط العلاقات التي قامت عليها البنى المجتمعية التقليدية الموروثة وتحديثها”.
زيادة
أما مدير المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في بيروت الدكتور خالد زيادة فأثنى على “محاولة الدكتور اشتي الأكاديمية في إبراز مضمون كتابه”، واعتبر أن الكتاب “مرجع مهم في موضوعه في مجال تدريس العلوم السياسية لما يقدمه من معطيات حول تطور فكرة الحزب في المجتمعات الغربية الرأسمالية التي عرفت تكوّن الأحزاب الحديثة”. وقال: “على الرغم من أن فكرة الحزب يمكن تعريفها بأنها “تعني اتفاق مجموعة من الأفراد أو جماعة من الجماعات على فكرة مشتركة وهدف مشترك، إلا أن الأشكال التي أخذتها الأحزاب عديدة تباعد بين أشكال تنظيمها وائتلافها أو التفافها حول زعامة إلى اتخاذ أشكال تنظيمية صارمة ومركزية وسريّة”.
حمدان
وأشار المدير التنفيذي في مؤسسة البحوث والاستشارات (بيروت) الدكتور كمال حمدان إلى أن “الأحزاب الحديثة (في الغرب)، إنما نشأت من رحم الرأسمالية والثورة الصناعية، من حيث تطور تقسيم العمل وتسارع عملية التمدين، ونشوء النقابات العمالية، ومن ثم تحولها في بعض الأحيان إلى أحزاب (مثل حزب العمال في بريطانيا). لكن الأحزاب في المنطقة العربية تشكّلت “ضمن بيئات اجتماعية مشبعة بالهجانة حيث تقاطعت فيها وتخالطت وتفاعلت مكونات متباينة وهذا ما يظهر في تحليل المؤلف لواقع الحقل السياسي كما تراه الأحزاب”.
اشتي
في ختام الندوة، وبعد مداخلات غنية من الحضور، شكر مؤلف الكتاب، الدكتور فارس اشتي، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات نشره كتابه في ظل الظروف الراهنة، وخص بالشكر الكتور زيادة، للملاحظات التي أبداه في أثناء إعداد الكتاب، والتي كان لها دور كبير في إثراء مضمون الكتاب. كما أعرب عن امتنانه لفريق العمل في المركز لما اتسم به من مستوى عالٍ من المهنية.
وفي رده على مداخلات الحضور، أكد الدكتور اشتي أنه انطلق في بحثه “من أزمة مزدوجة تتمثل في ضعف الأحزاب”، معتبرًا أن “الحزبية كانت هي الطاغية منذ أول اجتماع بشري في التاريخ”، ولكن بما أنه يركز في بحثه على “الحزب الحديث، الذي هو نتاج نشوء الرأسمالية والثورة الصناعية في الغرب”، فهو يرى أن “المستحيل بناء مثل هذا النمط من الأحزاب، بسبب تشوّه نشوء الرأسمالية في بلداننا، وتشوّه نشوء الدولة في المنطقة العربية، حيث لم تنشأ حتى الآن دولة حديثة في المنطقة العربية”.

المصدر : وطنية

لمشاركة الرابط: