nextlb _إكرام صعب
بصمة جديدة في عالم الطب الجنائي والفحوص المخبرية الجنائية والوراثية سجلت اليوم وللتاريخ في سجل مختبرات كلية العلوم الصحية في الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا AUST في منطقة الأشرفية
إنجاز مميز ولافت يدل على مدى تقدم وخبرة ومصداقية ما تتمتع به مختبرات هذه الكلية سواء من حيث المعدات أم من حيث الخبرة في التعاطي مع نوعية الجرائم خصوصاً الجديدة منها ،ما جعلها تعتمد رسميا من قبل وزارة الصحة العامة في لبنان ومؤسسات الدولة الأمنية والتعاون مع أكثر من جهة وأبرزها مديرية الأمن العام اللبناني .
تفاصيل دقيقة ومتطورة شرحها الخبير في الحمض النووي الجنائي، مستشار الأبحاث العلمية في جامعة AUST، ورئيس جامعة اللاعنف وحقوق الإنسان الدكتور عصام منصور.في المؤتمر الصحفي الذي عقدته الجامعة بحضور ممثل المدير العام للأمن العام في المؤتمر ،العميد الطبيب علي السيد ونائب رئيس الجامعة للأبحاث العلمية دكتور عامر صقر ومديرة الجامعة هيام صقر ونائب رئيس الجامعة الدكتور رياض صقر، والمحلل الجنائي في الجامعة مارك عبيد وأعضاء من الهيئة الإدارية والطلاب ، ورجال الصحافة والإعلام .
بعد النشيد الوطني والوقوف دقيقة صمت عن أرواح الجثث التي تم تحليلها في المختبرات والتي أثبتت النتائج في هذه المختبرات دقة وسرعة إثبات أصحابها ، قدمت مسؤولة العلاقات العامة والإعلام في الجامعة ماجدة داغر للمؤتمر لافتة إلى أن اللقاء اليوم هو للإعلان عن إنجاز جديد وسابقة علمية استطاعت مختبرات AUSTأن تحققها ، ونوهت بالإنجازات العديدة التي سبق وقدمها هذا القسم مشيرة إلى أن” ما تتمتع به مختبراتنا من تجديد وتطوّر وجودة ودقّة ومصداقية، خوّلتها أن تكون من أكفأ وأبرز المختبرات في لبنان وفي الشرق الأوسط من حيث التجهيزات الحديثة والمعدات المتطورة ومن حيث كفاءة العنصر البشري، ما جعلها تُعتمد رسمياً من قبل الدولة ومن قبل وزارات الإقتصاد والصحة والصناعة والزراعة ، وتُعتمد رسمياً من قبل وزارة الصحة لتستعين بمختبراتنا في التحاليل المخبرية والعلمية.”.وشكرت داغر للأمن العام اللبناني وعلى رأسه المدير العام اللواء عباس ابراهيم، على كل التعاون والتنسيق والجهود التي بُذلت، والتي تدلّ على تفوّق الأمن العام اللبناني في المجال الأمني والعسكري والعلمي مشيرة إلى أن جامعة AUST هي على استعداد دائماً لاستقبال الطلاب في كافة الحقول، وتفتح أبوابها لكل طالبي العلم والأبحاث وتقدّم الخدمات الأكاديمية والعلمية، لتكريس دور لبنان التربوي.
واختتم المؤتمر بجولة للصحافيين على أرجاء المختبر إطلعوا خلالها وعن بعد على الية العمل فيه.
ثم تحدث الخبير منصور فشرح الية العمل التي اعتمدت فقال “نعلن أمامكم اليوم عن إنجاز جديد للجامعة شاكرا للأمن العام اللبناني ثقته بها للمهارة التي قدمتها في خوض مثل هذه التجارب الجديدة على مجتمعاتنا والجرائم المستحدثة .
وقال” تمكنت دورية من المديرية العامة للأمن العام اللبناني أثناء تنفيذ مهمة عسكرية إستكشافية في الجرود على الحدود اللبنانية – السورية الشرقية خلال شهر كانون الاول 2016 في إطار متابعتها لملف العسكريين المخطوفين، من العثور على عدد من الجثامين وقامت بسحبها، وكان من المرجح بداية أن هذه الجثث تعود للعسكريين اللبنانيين المخطوفين لدى تنظيم داعش الإرهابي، ليتبيّن بعدها أنها ليست عائدة للعسكريين بعد إجراء فحوص الحمض النووي لعدم تطابقها مع فئات الدم العائدة للأهالي .
بعد ذلك كان لا بد من البحث عن هوية الجثث لإعادتها إلى حيث يجب أن تُدفن. ولكن الجثث التي عُثر عليها كانت قد قُطّعت أوصالها وتشوّهت ، كما يوجد آلاف المخطوفين في لبنان وسوريا، ليصبح التعرف على هوية هذه الجثث أمراً شبه مستحيل. ”
لكن في فترة وجيزة عرفت هوية الجثث!
فما حقيقة ما جرى وكيف تم التوصل إلى هذه النتيجة سريعاً؟ أضاف منصور موضحا أن ” لا شك أن التحقيق في جريمة قتل هو من أصعب ما يطلب من المحقق وذلك بسبب طبيعة الجريمة (الوفاة بسبب العنف أو الأسباب غير الطبيعية) ، فإن الإجابات على “ماذا حدث؟” من هي الضحية/هم الضحايا؟، فلا يمكن إلا أن تحدد بعد دراسة متأنية وذكية من مسرح الجريمة وبعد التقييم المهني والطبي لمختلف الأدلة التي يجمعها المحقق الجنائي.
لكن جرائم الحرب هي من أصعب الجرائم التي يتعين حلها، ولا سيما في حالة وجود جثث مجهولة الهوية وفي الظروف الأمنية المحيطة بها كما هو الحال في هذه القضية
ما جرى في التحقيق بهذه الجريمة كان التنسيق التام والتداول والتواصل الدقيق الإستثنائي بين المعنيين في الأمن العام اللبناني وخبراء الحمض النووي الجنائي وهو يضاهي ما يحصل خلال أكبر التحقيقات في العالم. وذلك بإشراف من المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم.
وفقا لأبحاث علمية فريدة من نوعها أجريت في جامعة AUST خلال السنوات العشر الماضية بإشراف خبير الحمض النووي الجنائي الدكتور عصام منصور، حول تأثير الزواج داخل القرية الواحدة وزواج القربى على مدى عدة أجيال على اختبار الحمض النووي الشرعي، فقد تبين أن الأشخاص الذين ينتمون إلى القرية نفسها هم ذوو صلة وراثية، أي أقرباء وراثياً، حتى ولو لم يكن لهم صلة قربى قريبة ومعروفة وممكن أن يكونوا حتى من عائلات مختلفة.
لذلك أجري اختبار القرابة بين الجثث الموجودة في الكهف لإظهار أن الجثث التي تم العثور عليها مرتبطة وراثياً. ونتيجة لذلك، لا يمكن أن يكونوا أشخاصاً مستقلين قادمين من مناطق جغرافية مختلفة بل أنهم ينتمون للقرية نفسها. فهذه النتيجة هي إنجاز ميداني مميز تحقق فضلاً لأبحاث علمية مبتكرة.
لذلك تم توجيه التحقيق فوراً إلى قرية معلولا السورية التي أثبتت أنه توجه صائب.
وإلا فإن التحقيقات قد تستغرق وقتاً أطول أو حتى لن يحل لغزها أبدا.
والإنجاز الآخر هو أنه قد تم إجراء فحوص الحمض النووي الشرعي على أكثر من عينة للجثمان الواحد علما أنها كانت متحللة لحد كبير ليتبين أنه لو تمت هذه الفحوص كما هي العادة من خلال عينة أو إثنتين، لغفل عن التحقيق العديد من المعلومات بما يخص عدد الجثامين وعن هويتها، من دون الدخول في التفاصيل حفاظاً على احترام الضحايا.
وبذلك تمت التحقيقات والفحوص المخبرية للحمض المووي الشرعي بطريقة مخصصة ومبتكرة لتلبية حاجات كشف جريمة من نوع خاص.
ولفت منصور إلى أن “الجثامين كانت متحللة إلى حد كبير ولم يبقَ منها إلا الهيكل العظمي المتضرر من جراء العوامل الطبيعية، ومع ذلك تم إجراء فحوص الحمض النووي الشرعي خلال أسبوع وبنجاح.
فتبين أن هذه الجثث تعود لشبّان معلولا: جهاد تعلب وهو شقيق الراهب المخلّصي الأب طلال تعلب، وابن شقيقته شادي تعلب، غسان شنيص، عاطف قلوما وهو شقيق الراهب المخلّصي الأب مكاريوس قلوما، وداوود ميلانة، الذين كانوا قد خُطفوا من قبل تنظيم جبهة النصرة الإرهابي منذ أيلول2013.
وختم مشيرا إلى أن المديرية العامة للأمن العام سلمت في 25 نيسان الماضي ، الجثامين الخمسة للسلطات السورية في مركز أمن عام جديدة يابوس الحدودي.”