إعداد : عاطف البعلبكي
كان يوم 20 تموز يوليو من عام 1969 بداية مرحلة جديدة من عصر الفضاء ، فلم يعد القمر الجميل الذي يضيء الليالي مجرد موضوع لكتابة الشعر والأغاني ، بل صار جسماً محسوساً ، ومن صخر وتراب وفقد تلك الهالة الرمزية التي نالها منذ فجر البشرية الأول ، لقد وطئت أقدام الإنسان ترابه ،وهذا هو رائد الفضاء الأميركي نيل أرمسترونغ يمشي على سطحه بخطوات خفيفة ويكاد يطير ليس فقط من الفرح ، ولكن من إنعدام الجاذبية ، ويركز الكاميرا ليجري إتصالاً مع الأرض هو الأول في التاريخ (على حد علم الإنسان) يركب سيارة صممتها مجموعة جنرال موتورز لهذه الغاية، تسير بعجلاتها على سطح القمر ، يعود الى الأرض مع فريقه ببضعة أحجار من طينة القمر لفحصها داخل مختبرات الناسا .
كانت مهمة أبولو 11 هي الأولى من نوعها التي تقود إنساناً إلى النزول على سطح القمر، بعد مهمتين سابقتين ل أبولو 8 وأبولو 10 اقتربتا من القمر ودارتا في مدار حوله قبل العودة إلى الأرض ، وعاد رواد الفضاء إلى الأرض ب 21 كيلوغراماً من صخور القمر وعينات من تربته لدراستها على الأرض.
الرحلة إلى القمر
إنطلقت مركبة أبولو 11 يوم 16 يوليو تموز من عام 1969 من مركز كينيدي للفضاء بولاية فلوريدا الأميركية على متن الصاروخ ساتورن 5 الذي وصل خلال 12 دقيقة إلى مداره المحدد حول الأرض. وبعد دورة ونصف دورة حول الأرض أُشعلت المرحلة الثالثة للصاروخ مرة ثانية، ودام إشعالها 6 دقائق لكي تقود رواد الفضاء إلى القمر. بعد ذلك بوقت قصير تم توصيل مركبة الفضاء بمركبة الهبوط على القمر المسماة إيغل ، واستمرت رحلة الذهاب بدون أية مصاعب . ووصل الرواد بعد ثلاثة أيام إلى الوجه المختفي للقمر واتخذوا بذلك مداراً حوله.
التشكيك في صحة الرحلة
بعد إتمام الرحلة وتحديداً في عام 1970 ، ظهرت العديد من التحليلات العلمية التي تشكك في صحة هذه الرحلة ، وأن الإنسان بالفعل لم يهبط على سطح القمر وقتها. وأظهرت إستطلاعات الرأي وقتها بأن 20% من الشعب الأميركي لازال يؤمن بأن وصول الإنسان الي القمر كان أكذوبة كبيرة. بينما وصلت النسبة الى 28% عن الشعب الروسي .
وفي عام 2001 قامت شركة فوكس بإنتاج فيلم وثائقي تحت عنوان : “نظرية المؤامرة ، هل هبطنا على القمر فعلا ؟” وكان بعض العلماء الأميركيين على قناعة تامة بأن ما حدث في يوليو تموز من عام 69 مجرد فيلم أميركي باهظ التكاليف تم إنتاجه وإخراجه في ظل مناخ سياسي دخلت فيه الحرب الباردة بين القوتين العظميين مرحلة بالغة الحساسية ، كانت وكالة ناسا للفضاء تهدف من ورائه الى إقناع الإتحاد السوفياتي (السابق) بتفوق الولايات المتحدة في مجال الفضاء ، مما يتيح لها التفوق العسكري في حال حدوث حرب بين الدولتين ، ومن أهم النقاط التي أبرزها العلماء الذين كذبوا كل القصة على مدار 40 عاماً أن العلم الأميركي الذي ظهر في الصورة كان يرفرف ، وعلمياً لا توجد رياح على سطح القمر بالإضافة الى عدم وجود أية آثار للنجوم في السماء لأن جميع الصور تظهر السماء مظلمة ، وكذلك وجود ظلال في عدة اتجاهات للأشخاص في الصور ، ومن المعروف أن أشعة الشمس هي المصدر الوحيد للإضاءة على سطح القمر . مما يثير شكوكاً كبيرة بأن ضوء إستديوهات قد استعمل ، وأن المكان ليس على سطح القمر!
ويعتقد العلماء المكذبون للرحلة بأن مسرح هذه العملية كان في صحراء نيفادا الأميركية ، في منطقة عسكرية حساسة تسمى المنطقة 51 ، وحتى اليوم يتم منع وتصفية أي شخص يقترب من هذا المكان . ورجح البعض أن طبيعة المكان تكاد تكون مشابهة لما جاء في الصور.
من هو أرمسترونغ
ولد أرمسترونع في 5 أغسطس آب عام 1930 في ولاية أوهايو، ودرس في جامعة بوردو حيث حصل على درجة علمية في هندسة الفضاء، ثم في جامعة سوذورن كاليفورنيا، حيث حصل على الماجستير في هندسة الفضاء.
والتحق بوكالة الفضاء الأميركية بوظيفة طيار باحث في مختبر لويس في كاليفورنيا، وشارك بحكم وظيفته في 200 رحلة جوية في مختلف أنواع الطائرات.
وفي عام 1962 رقي إلى منصب رائد فضاء، حيث عمل قائداً لرحلة جيميني، وخدم في الجيش الأميركي وشارك في الحرب الكورية في عام 1950، وقام بأول عملية إلتحام ناجحة بين مركبتين في الفضاء.
وفي سنة 1971أصبح أستاذاً لهندسة الفضاء في جامعة سنسيناتي.
وأرمسترونغ كان متزوجاً وله ولدان، وعاش متمتعاً بعزلته في مزرعة له، وعرف عنه رفضه الحديث عن نفسه أو إنجازاته.
وفي أول رحلة فضائية له ، قام بقيادة مركبة جيميني 8 وذلك في عام 1966. وقام خلال هذه المهمة، مع ديفيد سكوت، بإجراء أول عملية التحام لمركبتين فضائيتين بواسطة إنسان.
كما قاد أرمسترونغ طاقم رحلة أبولو 11، التي هبط فيها على القمر ، وكانت هذه الرحلة هي الثانية له، وخلال هذه الرحلة، التي وصفها أرمسترونغ بأنها “خطوة عملاقة للبشرية”، قام مع زميله ألدرن بالهبوط على سطح القمر، وقضيا ساعتين ونصف الساعة يستكشفان المكان في حين دار مايكل كولينز بمركبة الفضاء في مدار حول القمر.
وبعد سنوات من الرحلة المشهورة، توبع أرمسترونغ بسبب خوف وكالة الفضاء الأميركية من إفشاء سر الرحلة إلى القمر، بعد أن وُصف بالجنون، وبعد أن تمت تصفية عنصرين من طاقم الرحلة في مناطق متفرقة من العالم. وتوفي أرمسترونغ أول إنسان قيل أنه مشى على سطح القمر عن 82 عاما بعد عملية جراحية في القلب .
وفي عام 2004 وخلال لقاء تلفزيوني أشاع وزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد حقيقة الرحلة إلى القمر، التي قال إنها لم تعد سرا. واعترف بأنها كانت كذبة تدخل ضمن الأكاذيب التي عملت الإدارة الأميركية على حياكتها في إطار الحرب الباردة ضد الإتحاد السوفيتي، وأن المشاهد صورت في استوديو القناة الخامسة في العاصمة البريطانية لندن.
موسوعة ويكبيديا ووكالات