إلى لوسيل مسرح الأحلام المتنامية والأماني المتصاعدة تتجه الأنظار السبت، موعد المواجهة العربية الخالصة بين منتخبي قطر صاحب الأرض، والأردن.
إنه أيضاً “نهائي غرب آسيوي” يُعيد إلى الأذهان تنقّل السيطرة الكروية في القارة على الألقاب بين شرقها وغربها، وكيف كانت التحليلات تغوص في عمق ذلك وتفاصيله. وهذا طبعاً قبل أن يختلف التعاطي مع كرة القدم بثوبها الاحترافي وتتحوّل أسس المنافسات وتكثر استحقاقاتها بدءاً من منتصف تسعينات القرن الماضي، أو لنقل في الأعوام الـ25 الأخيرة.
… إلى لوسيل، لأريكم مشاهداتي الميدانية في قطر التي وصلتها الإثنين بدعوة كريمة من اللجنة المنظّمة لمتابعة “القسم الأبرز” من البطولة كشاهد عيان.
لقد استمتعنا بمباراتي نصف النهائي والحضور العربي الوازن فيهما. شاهدنا فن الإحتواء عند “الكتلة النارية” أكرم عفيف، وحلم موسى التعمري (المُسجّل والمُمرر) الذي كشف عنه ويجري خلفه، انطلاقاً من وجوده المؤثّر في مونبيليه ضمن الدوري الفرنسي.
يدرك جهازا قطر والأردن أن وقت التعافي قصير، لكن المنتخبين تطوّرا كثيراً في الأشهر الأخيرة، والمُنتظر منهما السعي إلى حُسن توظيف الروح العالية والشغف والحماسة للحظة الأهم.
كان أشدّ المتفائلين يرى أن بلوغ أي منهما أدواراً متقّدمة إنجاز كبير يزيل الضغوط عن كاهلهما ،والآن (وبعدما أصبحت اللقمة في الفم) يريدان أن يبرّهنا أنّ كلاً منهما يستحق التتويج.
إنه النهائي العربي الثالث (بعد نسختي 1996 و2007) نحو اللقب السابع بين طرفين قيمتهما السوقية لا تتجاوز 30 مليون يورو بعدما أقصيا مرشّحيَن بارزين عريقين (قيمتهما السوقية نحو 245 مليون يورو).
لقد أفسد القطري على الإيراني فرحته إثر تجاوزه العقدة اليابانية ولم يسمح لبعض نجومه أداء “رقصتهم الأخيرة”، وكم جميل أن يكتمل عند “العنابي” تفوّق بلاده في تنظيم كأس آسيا مع إحتفاظه باللقب.
أما “النشامى” الذين مضوا بعيداً، فإنّ التتويج قد يكسر حلقة تتخبّط فيها اللعبة محلياً، فتكون بداية اعتماد معايير جديدة راسخة، وستُعدّ من دون شك الفرحة الأكبر منذ إحراز ذهبية الدورة العربية في نسختي “بيروت 1997″ و”عمّان 1999”.
المصدر : “العرب” القطرية – وديع عبد النور
* تنطلق صافرة بداية المباراة عند الساعة السادسة مساء (18:00) بتوقيت مكة المكرمة وقطر (المستضيفة)، ويديرها الحكم الصيني ما نينغ.
وتبث المباراة قنوات عربية وإقليمية وعالمية على رأسها شبكة قنوات “بي إن سبورتس” القطرية، وقناة الكأس القطرية على قناتين (إكسترا 1 وإكسترا 2)، ومنها قنوات “إس إس سي 1” السعودية، والرابعة العراقية.