قاد ليونيل ميسي، الأرجنتين الى نجمتها المونديالية الثالثة، وأحرز لقبه الاول في كأس العالم، وهو الوحيد الذي ينقص سجله الكروي الزاخر بكل الألقاب، بعد فوز الارجنتين على فرنسا بضربات الترجيح 4 – 2 اثر التعادل في الوقتين الاصلي والاضافي 3 – 3، الوقت الاصلي 2 – 2 (الشوط الاول 2 – 0)، في المباراة النهائية لكأس العالم الـ 22 لكرة القدم، التي أجريت بينهما عصر اليوم على استاد لوسيل، مختتمة استضافة قطرية للنهائيات بدأت في 20 تشرين الثاني الماضي.
ونجحت الارجنتين في الفوز بلقبها الثالث في مباراتها النهائية السادسة، وهي فازت على أرضها في 1978 على هولندا 3 – 1، وعلى المانيا الغربية 3 – 2 في 1986 بالمكسيك، بعدما خسرت النهائي الاول امام الاوروغواي 2 – 4 في مونتيفيديو عام 1930، وأمام المانيا مرتين 0 – 1 في 1990 بروما و2014 بريو دي جانيرو.
لم تبكِ الارجنتين هذه المرة، ولم يبكِ ميسي في ختام مسيرته مع “منتخب التانغو” الا فرحا. وهو دخل عن جدارة نادي الأساطير: بيليه ودييغو مارادونا وميسي.
وقد توج الفرنسي كيليان مبابي هدافا برصيد 8 اصابات، فيما استحق ميسي عن جدارة لقب اللاعب الأفضل في النهائيات.
في حين كبا “الديوك” أمام أنظار رئيسهم إيمانويل ماكرون الذي شهد فوزهم باللقب الثاني في ملعب “لوجنيكي” بالعاصمة الروسية موسكو في 2018 على حساب كرواتيا 4 – 2. وبذلك تكون فرنسا خسرت مباراتها النهائية الثانية من أربع في المونديال بعد أولى أمام ايطاليا في برلين 2006 بضربات الترجيح. وأخفقوا في الاحتفاظ بلقبهم المونديالي، ليصبحوا الدولة الثالثة يفعلون ذلك، لو نجحوا الليلة، بعد ايطاليا في 1934 و1938، والبرازيل في 1958 و1962.
وتقدمت الارجنتين الى المركز الرابع في لائحة الدول الاكثر فوزا باللقب، بعد البرازيل 5 وكل من ايطاليا والمانيا 4. فيما استمرت فرنسا متساوية مع الاوروغواي بلقبين لكل منهما. ولم تشهد النهائيات الحالية انضمام دولة جديدة الى لائحة الثمانية المتوجين بالكأس، وكانت آخرهم اسبانيا في 2010 بجنوب أفريقيا.
وهذه المباراة النهائية الثالثة في تاريخ المونديال تحسم بضربات الترجيح، بعد 1994 و2006. والثانية تخسرها فرنسا بضربات الترجيح بعد 2006 أمام ايطاليا.
المباراة
وافتتحت المباراة بـ”جس نبض” من المنتخبين، مع أفضلية ارجنتينية بالتقدم نسبيا واللعب في المنطقة الفرنسية. ولوحظ توتر دفاعي فرنسي في مركز الظهير الايسر، أسفر تمريرات مقطوعة شنت منها هجمات أرجنتينية لم تشكل خطورة.
وفي الدقيقة 21 دفع عثمان ديمبيلي بالارجنتيني انخل ديا ماريا الذي شارك اساسيا داخل المنطقة، فاحتسب الحكم البولندي سيمون مارسينياك”بنالتي” انبرى لها ميسي، وسجل بنجاح على يسار الحارس هوغو لوريس الذي جنح يمينا، مانحا التقدم للارجنتين 1 – 0، في وقت مبكر من المباراة.
ومن كرة مرتدة سريعة، تقدمت الارجنتين 2 – 0 في الدقيقة 36 عبر دي ماريا غير المراقب، بكرة ارضية سددها في مرمى الحارس لوريس بتمريرة من اليكسيس ماك اليستر من لعبة بدأها ميسي من وسط الملعب.
وبدا واضحا ان المدرب الارجنتيني ليونيل سكالوني قد قام بـ”ضربة معلم” بإشراكه دي ماريا أساسيا، اذ أقلق بتحركاته الجبهة اليسرى، وضرب الدفاعات الفرنسية، وكان معاونا رئيسيا لميسي في الميدان.
و”نفعت” التبديلات التي أجراها المدرب الفرنسي ديدييه ديشان، اذ دفع بأربعة لاعبين في سبيل تحريك كيليان مبابي الذي افتقد التموين بالكرات في الشوط الاول.
وحصل الفرنسيون على “بنالتي” في الدقيقة 78 ترجمها مبابي أرضية بنجاح على يمين الحارس ايميليانو مارتينيز الذي أحسن تقدرير الكرة من دون ان يدركها.
وصحا الفرنسيون وعادوا، اذ سجل مبابي بعدها مباشرة اصابة التعادل 2 – 2 في الدقيقة 80 بتسديدة ارضية الى الزاوية اليسرى البعيدة لمرمى مارتينيز بعدما أخذت الكرة يده اليسرى، لينفرد مبابي بصدارة ترتيب الهدافين برصيد سبع إصابات.
وبدا هنا استعادة لمشهد نهائي 1986 على استاد أزتيك في العاصمة مكسيكو، عندما أدركت المانيا الغربية التعادل 2 – 2 بعد تقدم الارجنتين 2 – 0.
وكاد ميسي يحسمها في الدقيقة 96، السادسة من الوقت المحتسب بدل ضائع للمباراة، اذ سدد من خارج المنطقة، الا ان لوريس أخرج كرته الى ركنية.
وفي الشوط الاضافي الاول، أهدر ماك اليستر فرصة طيبة في الدقيقة 104 اذ صد المدافع رافايل فاران تسديدته الأرضية التي كانت في طريقها الى المرمى.
وبعدها مباشرة، لعب الاحتياطي لاوتارو مارتينيز الكرة الى جانب القائم الايمن لمرمى لوريس.
وسجل ميسي إصابة التقدم للارجنتين 3 – 2، والثانية له في المباراة في الدقيقة 108، اثر هجمة مرتدة ضرب فيها الارجنتينيون مصيدة التسلل الفرنسية.
ومجددا، احتسب الحكم “بنالتي” لفرنسا في الدقيقة 116 اثر لمسة يد، انبرى لها مبابي وسجل منها بنجاح اصابة التعادل 3 – 3 على يمين مارتينيز الذي ارتمى الى الجهة المعاكسة، لينفرد مبابي بصدارة الهدافين للمونيدال برصيد سبع اصابات، ويحقق “الهاتريك” في النهائي.
الترجيح
وفي ضربات الترجيح، سجل مبابي ثم ميسي، وأهدر كومان اذ صد الحارس مارتينيز كرته، ومنح ديبالا التقدم للارجنتين 2 – 1 بتسديدة في وسط المرمى، وأطاح أوريلين تشواميني الكرة قرب القائم الايمن لمرمى مارتينيز، ومنح بيزيلا التقدم للارجنتين 3 – 1. وسجل مواني لفرنسا، ثم انبرى مونتييل للكرة الخامسة وسجل مانحا الارجنتين الفوز.
وبات ميسي اللاعب الأكثر خوضا للمباريات في نهائيات كأس العالم 26 مباراة.
وبعد مشاركته في الفوز الكبير على كرواتيا الثلاثاء في نصف النهائي، تساوى ابن الـ35 عاما مع الألماني لوتار ماتيوس في عدد المباريات في النهائيات والبالغ 25، ثم انفرد به الأحد في النهائي على استاد لوسيل.
وخاض ماتيوس مبارياته الـ25 في نهائيات 1982 و1986 و1990 و1994 و1998.
وبمشاركته في النهائيات القطرية، وصل ميسي الى رقم قياسي آخر متمثل بعدد كؤوس العالم التي خاضها (5)، على غرار غريمه البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي ودع البطولة من ربع النهائي، وماتيوس أيضا.
مثل الارجنتين: الحارس إيميليانو مارتينيس واللاعبون ناهونيل مولينا (غونرالو مونتتيل في بداية الوقت الاضافي)، كريستيان روميرو، نيكولاس أوتامندي، نيكولاس تاليافيكو، أليكسيس ماك أليستر، إنسو فرنانديس، رودريغو دي بول (لاوتارو مارتينيز 102)، أنخل دي ماريا (ماركوس أكونيا 64)، ليونيل ميسي، خوليان ألفاريس (لياندرو باريديس 102).
ومثل فرنسا: الحارس هوغو لوريس واللاعبون جول كونديه، رافايل فاران، دايو أوباميكانو، تيو هرنانديز (ادواردو كامافينغا 70)، أدريان رابيو (يوسف فوفانا 96)، أوريليان تشواميني، عثمان ديمبيليه (ماركوس تورام 41)، كيليان مبابي، أنطوان غريزمان (كينغسلي كومان 70)، أوليفييه جيرو (راندال كولو موناي 41).
قاد المباراة الحكم الدولي البولندي سيمون مارسينياك.
المصدر : وطنية