رسالتي إلى اللبنانيين..بقلم النقيب جوزف قصيفي

في كل مرة أغيب عن لبنان ،ولو لفترة محدودة، يشدني الشوق اليه،فأستعجل العودة الى ربوعه، على الرغم من المشكلات التي يرسف في قيودها، والأخطاء التي يرتكبها مسؤولوه وأبناؤه في حق تاريخه ودوره،والفساد الذي ينخر مؤسساته،ويكاد يتحول الى ثفافة عامة. وهذا الواقع الذي تتفطر له القلوب، يجب الا يحجب ما يتمتع به هذا البلد الصغير بحجمه والكبير بقدره. وأن ” النق” الذي بات حرفة الكثيرين، يتساوى بمساوئه . بالإنتهاكات التي تطاوله والتي لا تبرر على الإطلاق.
يبقى لبنان وطن الإبداع والدفء الإنساني والتكافل الإجتماعي. صحيح أن عقول أبنائه الخلاقة تملأ أصقاع الدنيا وتحلق بعطاءاتها حاملة الأزهار، وتنثر كفاءاتها كما ينتثر أريج الزهر. وكنه يبقى الوطن الذي لا ينضب معينه، فهو مقلع الرجال الرجال. تمر به الأعاصير وتضربه بقوة،لكنه يثب رافسا الأكفان المعدة له.
إنه الوطن الذي يتقن فن البقاء وينسج على أنوال أدمغة أبنائه عباءة الغد الآتي،ولو أرادوا له أن يبقى في جاهلية الطائفية، مسترخياً للأقدار التي ترسم له .
بيروته لا تنام، كما مدنه وسائر مناطقه. تجد فيه من الخدمات اليومية، ما يتعذر وجودها في أرقى البلدان ، التي تنام وتستفيق، على إيقاع ساعة محددة. كل شيء في متناول أي كان على مدار الليل والنهار. فلماذا نقتل الوقت بجلده وجلد أنفسنا،وكأننا لا نستعذب الا البكائيات، ولا نطرب الا للنواح
في لبنان مكامن خير كثيرة، يمكن أن نجده من دون كبير عناء،إذا امتلكنا إرادة الخير، ونظرنا الى النصف الممتلئ من الكوب، فلنرم معاول حفر القبور جانباً،ولنزرع أرزة ووردة ، ونرفع راية الأمل في وجه من يريدنا أن نيأس، ولتكن ثقافة الرجاء الكف الرؤوم التي تمسح عن جباهنا غبار الأيام العجاف. ولننتصر للبنان في قلوبنا، قبل سواعدنا.
إذا ضاع الوطن” ما في وطن غيرو” ،فنحن من يجعله فردوسا، فلماذا نصر على جعله جحيماً مقيما.
فيا أبناء لبنان أحبوا لبنان ولا تشركوا في حبه أحدا ، ورددوا مع الشاعر :
وطني لو شغلت بالخلد عنه
نازعتني إليه في الخلد نفسي
والسلام عليكم.
جوزف قصيفي*
نقيب محرري الصحافة اللبنانية

لمشاركة الرابط: