كفرشوبا تتحدى الدمار بمهرجان الحياة: أول مهرجان بعد الحرب فوق الركام

في مشهد رمزي مفعم بالتحدي والصمود، أقامت بلدية كفرشوبا مهرجانها الأول بعد الحرب، فوق ركام الدمار الكبير والواسع الذي خلّفه الاحتلال في البلدة، في رسالة واضحة بأن الحياة أقوى من آلة الحرب والخراب.
نُظم المهرجان في ساحة البلدة المدمّرة، وجاء كمبادرة من أبناء كفرشوبا وبحملة تبرعات لتغطية نفقات المهرجان قامت بها بلديتها، وذلك كتحدٍّ للاحتلال وآلته التي لم ترحم شيئًا، فقد دمرت البلدة بكاملها: منازلهم، ومدرستهم، وجامعهم، وقاعتي الأفراح والأحزان، وحرقت واقتلعت أشجار الزيتون. كما سقط العديد من أبناء البلدة شهداء ثمناً لصمودهم بوجه العدو.
وحضر المهرجان حشد كبير من أبناء البلدة والقرى المجاورة، إضافة إلى فعاليات سياسية واجتماعية وبلدية، وسط أجواء من الفرح والمقاومة المدنية.
وفي كلمته خلال المهرجان، قال رئيس اتحاد بلديات العرقوب ورئيس بلدية كفرشوبا الدكتور قاسم القادري:
“هذا المهرجان هو لرسم البسمة وتجديد الأمل رغم الدمار والغبار، وما هذا الحضور الحاشد سوى دليل أن أبناء كفرشوبا والعرقوب لا يعرفون سوى لغة الحياة والفرح، ولن تكسرهم لغة الاحتلال والقتل والدمار.”
وطالب القادري الدولة اللبنانية بتحمّل مسؤولياتها تجاه القرى الحدودية، والإسراع في تعويض المواطنين الذين تدمرت وتضررت منازلهم ليتسنى لهم العودة إلى قراهم وبناء ما هدمته إسرائيل. كما دعا إلى الإسراع في تأمين الكهرباء والمياه، حتى يتمكن الأهالي من العودة، مشيرًا إلى أن البلديات تفتقر إلى الإمكانيات اللازمة للقيام بتلك المهام الحيوية.
وفي لمسة فنية تعكس عمق الانتماء والصلابة، غنى شباب وصبايا كفرشوبا أغاني لفنانين كبار مثل فيروز ومرسيل خليفة ووديع الصافي، كما أهدوا أغاني لفلسطين التي تبعد مسافة قصيرة عن كفرشوبا، مؤكدين انتماءهم للقضية ببعدها العروبي والجغرافي والإنساني.
أحمد غانم

لمشاركة الرابط: