بيان صادر عن مفتي حاصبيا ومرجعيون القاضي الشيخ حسن إسماعيل دلي

في ظلّ الظروف الدقيقة التي تمرّ بها منطقتنا، وما تشهده مدينة السويداء من تطورات مؤلمة تهزّ الضمير الوطني والإنساني، تبرز الحاجة إلى الكلمة الصادقة والموقف المسؤول، لتهدئة النفوس، ورأب الصدع، وصون ما تبقّى من أواصر الإخوة والعيش المشترك.
وانطلاقًا من الواجب الشرعي والوطني، وحرصًا على السلم الأهلي، ووحدة الصف، اصدر مفتي حاصبيا ومرجعيون القاضي الشيخ حسن إسماعيل دلي هذا البيان، مناشدًا العقلاء وأبناء الضمير في كل مكان، أن يكونوا سدًا منيعًا في وجه الفتنة، وأن يقدّموا الحكمة على الانفعال، والوحدة على التنازع، والرحمة على الغضب

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين، محمدٍ صلى الله عليه وسلم، الذي حذّر من سفك الدماء والاقتتال بين أبناء الوطن الواحد.
إنّ ما تشهده مدينة السويداء العزيزة من أحداث مؤلمة يدمي القلوب، ويثير الأسى والحزن في النفوس. ونحن نتابع بقلق بالغ هذه التطورات المؤسفة، فإننا نوجّه نداءً صادقاً إلى أهلنا جميعًا في سوريا ولبنان، من أبناء الطائفة السنية الكريمة وإخواننا الموحّدين من بني معروف، داعين إلى التعالي فوق الجراح، وإدراك أن ما يجمعنا من تاريخ، ووطن، وعيش مشترك، هو أقوى وأبقى من كل الفتن والنزاعات.
لقد عرفنا بني معروف في منطقتنا على مرّ العقود بأصالتهم ووفائهم، ووقوفهم إلى جانب إخوتهم في الملمّات والشدائد، وكانوا دومًا مثالاً في حسن الجوار والنخوة والمروءة. ولن تغيّرهم أصوات الفتنة، ولا الدعوات المغرضة من هنا أو هناك، فهم أبناء وطنٍ واحد، وتاريخهم المشرف في حماية العيش المشترك وصون السلم الأهلي شاهد لا يُنكر.
نحثّ الجميع على الحذر من الانجرار خلف أصوات الفتنة، والعمل على تفويت الفرصة على كل من يسعى إلى إذكاء الصراعات وتفكيك الأوطان، لأن ما يفرح به الأعداء هو تفرّقنا وتنازعنا، وما يحمينا هو وحدتنا.
نؤكد أن وحدة الصف والكلمة مسؤولية شرعية ووطنية وأخلاقية، وأن الدماء التي تُسفك ظلمًا وعدوانًا هي خسارة في الدنيا ومأثم في الآخرة، قال تعالى:
﴿مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا﴾ [المائدة: 32]
في هذه اللحظات العصيبة، نناشد الجميع ضبط النفس، والتحلي بالحكمة والصبر، والعمل على وأد الفتنة في مهدها، والاحتكام إلى صوت العقل والحوار والتلاقي، حفاظًا على النفس والأرض والوطن، وصونًا لكرامة كل إنسان من أبناء هذا الوطن الواحد.
نسأل الله تعالى أن يحفظ بلادنا وأهلنا من كل سوء، وأن يحقن الدماء، ويؤلّف بين القلوب، ويجنّبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.
مفتي حاصبيا ومرجعيون
القاضي الشيخ حسن إسماعيل دلي
صادر في حاصبيا بتاريخ:
١٩/٧/٢٠٢٥

لمشاركة الرابط: