المختار: ركيزة مجتمعية بين المواطن والدولة ‎ ..بقلم نزيه حمَد

يُعتبر المختار شخصية محورية في المجتمع اللبناني، إذ يجمع بين الدور الإداري والقانوني والخدمي، ما يجعله صلة الوصل الأساسية بين المواطنين والدولة. فمنذ انتخابه من قبل أبناء بلدته أو حيّه، يصبح مسؤولًا عن تسهيل شؤونهم اليومية، من توثيق المعاملات الرسمية إلى حل النزاعات المحلية والمساهمة في التنمية المجتمعية.
في هذا المقال، سلط عضو المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى في لبنان نزيه حمد ،الضوء على المهام المتعددة التي يضطلع بها المختار، والمسؤوليات القانونية والاجتماعية المترتبة على هذا المنصب، إضافة إلى واجباته تجاه المواطنين والدولة. كما نناقش أهمية اختيار الشخص المناسب لهذا الدور، نظرًا لحجم الأمانة التي يحملها، والتي تتطلب النزاهة والالتزام بخدمة المجتمع بعيدًا عن المصالح الشخصية

وقال حمَد :
يُعتبر المختار شخصية أساسية في المجتمع اللبناني، حيث يلعب دورًا إداريًا وقانونيًا واجتماعيًا يخدم المواطنين، ويعمل كحلقة وصل بين الدولة والأهالي. يتم انتخابه من قبل سكان بلدته أو حيّه، ويُمنح صلاحيات قانونية وإدارية تمكّنه من أداء مهامه بشكل رسمي.
‎أولًا: المهام الإدارية للمختار
يؤدي المختار عددًا من الوظائف الإدارية التي تسهّل شؤون المواطنين، ومنها:
‎ 1. إصدار الوثائق الرسمية
‎ • تسجيل الولادات الجديدة وإصدار شهادات الميلاد.
‎ • تسجيل الوفيات وتنظيم وثائق الوفاة.
‎ • إصدار إخراجات القيد الفردية والعائلية.
‎ • تسجيل الزواج والطلاق في السجلات الرسمية.
‎ 2. التصديق على المستندات والتواقيع
‎ • التصديق على تواقيع المواطنين في المعاملات الرسمية.
‎ • توثيق بعض المستندات التي لا تتطلب تدخل كاتب العدل كحجج البيع والشراء .
‎ 3. إدارة السجلات المدنية
‎ • الاحتفاظ بسجلات دقيقة عن الولادات والوفيات والزواج والطلاق.
‎ • تقديم تقارير دورية للجهات المختصة حول التغييرات السكانية.
‎ثانيًا: المهام القانونية والقضائية
‎يتمتع المختار بصلاحيات قانونية تساعد في توثيق بعض العقود وتقديم الإفادات الرسمية، ومنها:
‎ 1. توثيق العقود والإفادات الرسمية
‎ • توثيق إفادات السكن التي تُستخدم في المعاملات الرسمية.
‎ • تسجيل بعض المعاملات المدنية التي لا تتطلب كاتب عدل.
‎ 2. التعاون مع السلطات القضائية والأمنية
‎ • تقديم المعلومات اللازمة للأجهزة الأمنية عند الحاجة.
‎ • تأكيد هوية الأشخاص أو مكان إقامتهم في حال طلبت السلطات ذلك.
‎ثالثًا: المهام الاجتماعية والخدمية
المختار ليس مجرد موظف إداري، بل هو شخصية اجتماعية تلعب دورًا مهمًا في تحسين ظروف الحياة اليومية للمواطنين، ومن أبرز أدواره الاجتماعية والخدمية:
‎ 1. حل النزاعات المحلية
‎ • التدخل كوسيط لحل الخلافات العائلية أو بين الجيران.
‎ • المساعدة في تسوية النزاعات العقارية أو التجارية بطرق ودية.
‎ 2. التعاون مع البلديات والوزارات
‎ • العمل مع البلديات لتحسين الخدمات العامة مثل المياه والكهرباء والصرف الصحي.
‎ • رفع شكاوى الأهالي إلى الجهات المختصة والمطالبة بتحسين البنية التحتية.
‎ 3. تقديم المساعدات الاجتماعية
‎ • رفع طلبات المساعدات الاجتماعية للعائلات المحتاجة.
‎ • التنسيق مع الجمعيات الخيرية والمؤسسات الإنسانية لمساعدة الفقراء والمسنين.
‎رابعًا: التواصل مع الدولة والسلطات المحلية
‎المختار هو ممثل الأهالي أمام الدولة، وهو مسؤول عن نقل مطالب المواطنين إلى السلطات المعنية. ومن أبرز مهامه في هذا المجال:
‎ 1. تمثيل المواطنين أمام الإدارات الرسمية
‎ • تسهيل حصول المواطنين على الأوراق الثبوتية والخدمات الإدارية.
‎ • متابعة ملفات المواطنين في الدوائر الرسمية عند الحاجة.
‎ 2. التعاون مع القوى الأمنية
‎ • إبلاغ الجهات الأمنية بأي تهديدات أو مشاكل أمنية في البلدة.
‎ • مساعدة الأجهزة الأمنية في تطبيق القوانين وحفظ النظام العام.
‎ 3. المشاركة في تنفيذ المشاريع التنموية
‎ • دعم المشاريع التي تهدف إلى تحسين أوضاع المنطقة.
‎ • تشجيع الاستثمارات التي تساهم في تطوير البلدة وتوفير فرص عمل للأهالي.
واجبات ومسؤوليات المختار
‎بالإضافة إلى المهام المذكورة، هناك واجبات قانونية وأخلاقية يجب على المختار الالتزام بها، وتشمل:
‎ 1. الالتزام بالقوانين والأنظمة
‎ • تنفيذ المهام الموكلة إليه ضمن الأطر القانونية.
‎ • عدم استغلال منصبه لتحقيق مصالح شخصية.
‎ 2. الحياد والشفافية
‎ • معاملة جميع المواطنين بالمساواة والعدل.
‎ • تجنب الانحياز السياسي أو الطائفي في أداء واجباته.
‎ 3. الحفاظ على السرية المهنية
‎ • عدم كشف المعلومات الشخصية للمواطنين إلا للجهات المختصة.
‎ • التعامل مع المعاملات الرسمية بسرية تامة لضمان حقوق الأفراد.
‎أهمية المختار في المجتمع اللبناني
‎المختار هو ركيزة أساسية في المجتمع، حيث يساهم في تسهيل حياة المواطنين، وتعزيز الاستقرار الاجتماعي، والتواصل بين الأهالي والسلطات. ومن أهم مزاياه:
‎ • القرب من الناس، مما يسهل عليهم إنجاز معاملاتهم بسرعة.
‎ • معرفة دقيقة بأوضاع البلدة وسكانها، مما يساعد في حل المشكلات المحلية.
‎ • دوره كوسيط بين الدولة والمجتمع، مما يسهم في تحسين الخدمات العامة.
المختار ليس مجرد منصب إداري، بل هو شخصية مجتمعية تؤدي دورًا حيويًا في تسيير شؤون المواطنين وحماية حقوقهم. نجاح المختار يعتمد على نزاهته، امانته ،تعليمه ،التزامه الديني ، وعلاقاته الجيدة مع الأهالي والسلطات، مما يجعله عنصرًا فاعلًا في تعزيز الاستقرار والتنمية
‎نتمنى على من يرا انه قادرا على ان –
يودي هذه الواجبات تجاه بلدته واهله ان يترشح إلى منصب مختار او ان يعتذر حتى لو تم ترشيحه من عائلته لانها امانة سوف يحاسب عليها امام الله والناس
نتمنى التوفيق والسداد للجميع
نزيه حمد *
رئيس مجموعة النزيه الخليجية
عضو مجلس الشرعي الإسلامي الأعلى في لبنان

لمشاركة الرابط: