مثال آخر للصوص الذي تتحكم فيه السلبية المفرطة ولا يحرك ساكنا.. فهو راضخ لكل الظروف والأشخاص والتحديات حتى رفض الرضوخ نفسه أن يرضخ له…
(بدنا ناكل حقك) … (حاضر)…؟!
(بدنا نظلمك) … (حاضر)…؟!
(بدنا نؤذيك) … (حاضر)…؟!
(رح نقطع عيشك) .. (حاضر)..
(بدنا نعمل ونترك) .. يا خيّ (حاضر)..!!
صوص لا يعرف من مصطلحات الحياة سوى (حاضر) أيا كانت النتائج أو المصائب التي ستحلق به وبعائلته وبعمله وبمستقبله..
صوص تربى وعاش وعمل على الخضوع والخنوع والسلبية والانهزامية والخوف وعدم المواجهة حتى غاب عن واجهة الحياة واستقر في أظلم زاوية منها، فبات النموذج العار على مجتمع الرجال لأن الرجولة بريئة منه (براءة الذئب من دم يوسف)..!؟
والكارثة أنه بكل أسف لا يبالي …
فالرضوخ قد أصبح مبدأه في الحياة .. وشعاره (امشِ جنب الحيط وقول يا رب سترك)..!!
صوص تخجل حتى الصيصان من ضمه إلى صفوف جماعاتها…
فهو يرضى بما يرميه له الغير ويقبل به تحت ستار (عندي عيلة بدي ربيها)..!؟
يوافق على الذل والهوان والتحقير والإهانة بحجة (هيدا قدري)…؟!؟
صوص.. يشارك في تشويه كل موازين ومبادئ وصفات وأسس الرجولة لأنه وبكل وقاحة كما يقول … (هلق أنا يلي رح صلح)..!؟
نعم أيها الصوص الأرعن … “وحلوة كلمة أرعن”..
أنت وغيرك من سيصلح الأمور …
وأنت وغيرك من سيبدل الأحوال للأحسن …
وأنت وغيرك من سيعمل للوصول إلى الأفضل…
إنك أيها الصوص وإن لم تكن مباليا بالمجتمع فعليك أن تبالي بأولادك وبعائلتك التي من المفترض أن تتربى على الشموخ والكرامة والعزة و المبادئ الصحيحة، ولكن وبصراحة تامة (فاقد الشيء لا يعطيه)…!!؟
هذا الصوص رمز واضح لقمَّة (الصوصنة) ولا يجب أن يُحتذى أبداً…
فهو بالغ الخطورة لأنه يقتل طموح وعنفوان جيل كامل ويدعو إلى الرضوخ والخنوع…
وإذا ما نصحه أحد “صوصو” بكل وقاحة (بلا مواقف بلا رجولية.. هيدا أمور ما بتطعمي..؟!)..
عن جدّ… وما الذي (يطعمي)..؟؟
السير كالغنم خلف راعي لا يراعي فيك ذمة ولا ضميراً ولا أخلاقاً…؟!
الوقوف في قافلة الحياة منتظرا حسنة من هنا أوصدقة من هناك…؟!
(يللي بتطعمي) أن يكون شعارك أيها الصوص (عاش الملك .. مات الملك) حتى أصبحت ملوكياً أكثر من الملك نفسه..؟!؟
هذا صوص أقل ما يقال فيه أنه عالة على مجتمع الرجولة المعروف عبر التاريخ بالمواجهة من أجل الإصلاح وتغيير الأخطاء..
وهذه الآفات ليست من الرجولة في شيء وإنما هي درجة كبيرة وعالية من الصوصنة التي لا أمل في شفائها أبدا…
الرضوخ والخنوع مرحلة متقدمة ومستعصية من مراحل “الصوصنة الخبيثة” التي يعجز الطب عن علاجها.. وبالتالي نحن أمام أمرين لا ثالث لهما…
الأول أن نعزل هذا الصوص عن محيطه ونتركه حتى يموت وحيدا مرذولا منبوذا…
والثاني أن نسارع إلى إعطائه ما يعجل في نهايته خوفا من أن ينقل عدوى الصوصنة إلى مجتمعه الذي أصلا يعاني من درجات متفاوتة من مرض الصوصنة..؟!؟
(والقرار بإيدكم)..؟!
الشيخ بهاء الدين سلام*
باحث ومحاضر في مجال تنمية الفكر، حاصل على إجازة في اللغة العربية وماجستير في الدراسات الإسلامية ويتابع حاليا شهادة الدكتوراه في الإعلام الإسلامي.