حوار مع الشاعرة المصرية هبة الفقي

لا تغوص الشاعرة هبة الفقي في عالم الشعر والكتابة فقط، انما تتطرق بحديثها إلى عدد من القضايا المرتبطة بالمرأة، وتمكينها، والواقع العربي الذي شهد أحداثاً قاسية، وعلى الرغم من ذلك، فإنها تسعد بألقابها التي تسميها بها المدن العربية التي زارتها، مرة شهر زاد الشعر العربي واخرى أنشودة الشعر

أكدت الكاتبة والشاعرة المصرية المقيمة في دولة الإمارات هبه الفقي أن الشعر والأدب يساهمان في تقويم المجتمعات، وبناء الإنسانية، وطالبت بضرورة أن يعم السلم والأمان الدول العربية، وأن تتعايش الشعوب العربية في محبة وسلام، وتسامح مع كافة الأديان، وعدم المساس بالحريات الفكرية والفردية، والوقوف علی الفكر الإنساني بجميع أبعاده .
في هذا الحوار ، تحدثتا لفقي عن عالم الكتابة لديها، والبدايات الأولى لها، وقضايا المرأة العربية بشكل عام، ودور الشعر في إثراء الحياة الثقافية وغيرها من القضايا التي تؤثر في عالم الادب اضافة الى اطلاق العديد من الالقاب عليها منها.

من جمهورية مصر العربية حاورها: إبراهيم عمران

من هي الشاعرة هبه الفقي ؟ كيف كانت بدايتك مع الشعر ؟وما أول قصيدة لكي

هبة عبد الحميد الفقي ولدت في محافظة البحيرة بجمهورية مصر العربية..حصلت على ليسانس التربية في علم النفس من جامعة عين شمس كلية البنات ثم انتقلت مع زوجي وأسرتي للإقامة في دولة الإمارات العربية المتحدة.. بدأت رحلتي مع الشعر منذ الطفولة ..منذ أن وهبني الله سبحانه وتعالى حب الشعر واللغة العربية وكل علومها وآدابها..كنت أجد متعتي في الإمساك بالقلم والورقة وكتابة كل ما يجول بخاطري..حتى قرأ معلم اللغة العربية أبياتا كتبتها وأثنى عليها وشجعني على المضي قدما في عالم الشعر.. ثم كان للمرحلة الجامعية وانضمامي للمركز الثقافي بجامعة عين شمس أثرا إيجابيا كبيرا في تجربتي الشعرية ..وبدأت أتعلم فنون الشعر
وأصوله ..وكانت أول قصيدة لي بعنوان (صرخة) لكنها لم تنشر
.
* بمن تأثرتِ ؟ وما المدرسة الشعرية التي تنتمين إليها ؟
تأثرت بكل حرف جميل قرأته لأوائل الشعراء العرب ..وأقرأ لجميع الشعراء على مر العصور ولمختلف المدارس الشعرية .. ومن وجهة نظري أن الالتزام بالقراءة لشخص واحد قد يجعلني أرتدي عباءته دون أن أشعر وهو ما أحاول تجنبه.. وأميل في كتاباتي للمدرسة الكلاسيكية.
هل كان للأسرة دور في موهبتك ومن الذي اكتشف لديك هذه الموهبة الشعرية ؟

نعم كان ومازال للأسرة دور كبير في نجاحي وفي دعم موهبتي ..بداية من والدتي التي وضعت يدها بكل حنان على موهبتي وكانت ومازالت تساندني..ولا أنسى أيضا أني ورثت جينات الموهبة من والدي حيث كان يتمتع بحس شعري وموهبة فطرية جميلة لكنها لم تخرج للنور.. ثم جاء زوجي ليتمم هذا الدور بنجاح ومثالية عالية ..يدعمني بكل ما أوتي من قوة ويؤمن بموهبتي الشعرية . ومن هنا أشكرهم جميعا وأقدم لهم كل حبي وتقديري لما يقدمونه لي من دعم وحب ..ولا أنسى أخواتي وزميلاتي وأساتذتي وكل من علمني حرفا أو وجهني للطريق الصحيح في يوم من الأيام ..وكذلك قراء حرفي الأعزاء الذين يرسمون لي بساطا من السعادة أصعد بهلأصافح النجوم.
كيف استطعت تنمية مهاراتك الأدبية والشعرية؟ ولمن تقرئين

التنمية هي دائرة مستمرة من العمل لا تتوقف .. فالموهبة كالأرض الخصبة التي تحتاج إلى الرعاية والعناية حتى تنتج أجمل الثمار. والقراءة والعلم هما ساعديَّ لتحقيق هذه التنمية .. وحقيقة أقرأ كل قصيدة تأتي أمامي .. ولا أمنع نفسي مطلقا من الغوص في بحور الجمال والإبداع .. * ما رأيك في شعراء الوقت الحالي؟ وهل ترين أن هناك تراجعا في الحياة الثقافية في الوطن العربي ؟ هناك شعراء مبدعون كثر في الوقت الحالي ورغم أنهم كالجواهر المكنونة إلا أن ضوءهم لا يخفى على أهل التذوق والإبداع.. على العكس تماما ..أنا أرى تقدما ملحوظا في الحركة الثقافية في الوطن العربي ..ولكن عين الإعلام هي التي تغفل عن هذه الحركة و هو ما يجعلها غير واضحة إلا للمختصين والمهتمين..ولكنها موجودة وقوية .. * نعلم جيدا دور الإمارات في الأدب العربي
هناك مسابقات عديدة تقام في الشارقة وأبو ظبي والفجيرة للشعراء كيف ترين ذلك ؟
أرى أن الإمارات تقدم دورا فعالا في الحياة الثقافية العربية.. حيث تتعدد المسابقات وتتعدد أساليب الدعم إلى جانب إقامة الأمسيات والمهرجانات الثقافية والتي يدعى لها الشعراء من مختلف أقطار الوطن العربي.. وأصبحت الشارقة بالتحديد هي عاصمة الثقافة العربية ويحرص صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة – حفظه الله – ..على إقامة بيوت الشعر في معظم البلاد العربية ..وذلك على غرار بيت الشعر في الشارقة لما يقدمه من دور بارز في نهضة الشعر والشعراء ..إضافة إلى أن معرض الشارقة الدولي للكتاب أصبح من أهم المعارض في المنطقة بل وفي العالم بأثره ..كما تقدم أبو ظبي ودبي ورأس الخيمة أيضا أدوارا هامة

ومؤثرة في الحياة الثقافية . هل سبق لكِ المشاركة في مسابقات ومهرجانات دولية أو محلية ؟
نعم .. شاركت في الأمسيات المصاحبة لمهرجان الشارقة للشعر العربي.. وفي مهرجان صالون العشرين الأول بالأسكندرية وكنت فيه ضيفة الشرف .. وشاركت في مسابقات مجلة همسة الثقافية المصرية على مستوى الوطن العربي وحصلت على العديد من الأوسمة والجوائز . كما شاركت ومازلت أشارك في العديد من الأمسيات والمهرجانات التي تقام سواء هنا في الإمارات أو في مصر الحبيبة

. * بماذا تنصحين الشعراء المبتدئين؟ و هل هناك عوامل ضعف في الناحية الثقافية في الوطن العربي؟
أنصح كل شاعر في بداية الطريق ..وأحسبني منهم ..أن يهتم بموهبته ويرعاها و لا يعطي اهتماما لكلمات المدح الزائفة أو كلمات القدح المحبطة..فكلتاهما تؤثران عليه سلبا وعلى سعيه في طريق النجاح.. عليه أن يكون هو ناقد نفسه أولا بكل صدق وجرأة ..ثم يسعى للكبار من الأساتذة والنقاد ليتعلم ويستمع لآراء نقدية واعية وحقيقية.. عليه أن يكون له أسلوبه المتفرد الذي يميزه عن غيره..لا يقلد أحدا و لا يرتدي ثوب غيره .. حتى وإن كان فاخرا .. هناك عوامل ضعف في الناحية الثقافية في وطننا العربي..أراها في البعد عن القراءة وعن صفحات الكتب نتيجة ما حدث من غزو تكنولوجي في السنوات الأخيرة..ورغم أن له مميزات عديدة إلا أن هناك أشخاصا يسيرون في طريق المساوىء والسلبيات فقط ولا يتخذون من التكنولوجيا ما ينفعهم . أيضا حصر الدول دورها ودعمها على بعض الفئات دون الأخرى وعدم الالتفات للمواهب الحقيقية وتسليط الضوء عليها.. إلى جانب الدور التقليدي للوزارات الثقافية والذي يحتاج إلى تطوير وتنمية ورؤية متجددة للمثقفين ولأرباب الثقافةوالإبداع

هل تميلين للشعر العمودي على حساب شعر التفعيلة ؟

الحقيقة أنا أميل فعلا للشعر العمودي ولكن ليس لموقف معين من شعر التفعيلة ولكن أخذتني أنغام البحور وجمالها ..وقد أكتب على التفعيلة في يوم من الأيام.. وشعر التفعيلة ليس باليسير وتجذبني فيه بعض القصائد وهو يحتاج لشاعر يستطيع أن يأخذ عين القاريء وأذن المستمع للسير في نسق منظم ومحكم ليس به تشتت ولا تبعثر بين الكلمات حيث يطغى جمال القصيدة وموسيقاها الداخلية على الموسيقى الخارجية

ما هي أحب القصائد لكِ؟ وكم عدد الدواين الخاصة بكي
لدي ديوان ( أمير الروح ) طبع برعاية دار الرابطة في الإمارات العربية المتحدة وديوان آخر تحت الطبع برعاية دار همسة بجمهورية مصر العربية وسيصدر قريبا إن شاء الله وأحب القصائد وأقربها إلى قلبي هي قصيدة ” أمير الروح ” التي كتبتها إهداء لزوجي وشريك حياتي والتي لاقت صدى كبيرا لدى القارئ والمستمع العربي حتى باتت تطلب مني في كل محفل وكل أمسية أحضرها .
هل على الشاعر أن يتبنى موقفا معينا أمام ما يمر على الأمة من أحداث؟

إن لم يكن للشعر هدف ورسالة خاصة في زماننا هذا..فما فائدة الكتابة ..؟ كان للشعر في عهد رسولنا الكريم هدف ورسالة وقيمة كشعر حسان بن ثابت وعلي بن أبي طالب وعلى الشاعر أن يكون دوما لسان حال قومه .. يحزن لحزنهم ويتألم لجرحهم ويفرح لفرحهم..إضافة إلى سعيه لبث المباديء والأخلاق والقيم التي ترقى بمجتمعه وأيضا تسليط الضوء على المشاكل التي يمر بها مجتمعه مع محاولة وضع الحلول لها من خلال وجهة نظره بطريقة سهلة وبسيطة يفهمها الجميع
ما الرسالة التي تريد إيصالها عن طريق الشعر؟
رسالتي في الشعر هي دعم القيم والمباديء التي يسمو بها المجتمع وترقى بها الأجيال . وكذلك دعم لغتنا العربية والتمسك بها لتعود قوية وعزيزة وكذلك دعم المشاعر الراقية السامية كي نعود بالحب لمعناه الحقيقي النقي..بعيدا عن إثارة الغرائز
. * ماذا تتطلعي
أتطلع إلى أن يصل حرفي لقلوب الملايين .. وأن أظل أنهل من معين العلم والأدب ..وأن يبارك لي الله خطواتي ويكللها بالنجاح

في النهاية ما الرسائل التي توجهينها للإمارات وللوطن العربي كله ؟
أوجه للإمارات رسالة شكر على كل ما تقدمه من دعم مادي ومعنوي للثقافة والأدب.. وأدعو لها بدوام الاستقرار والارتقاء والنماء

.. وأمنيتي أن تعم في الوطن العربي بأكمله خطط دعم القراءة والحث عليها كما فعلت الإمارات ..بقيادتها الرشيدة والحكيمة .. بجعل عام2016 هو عام القراءة . وإصدار قانون للقراءة..فالثقافة هي عنصر مهم في بناء
المجتمعات والارتقاء بها
ما رؤيتك لما حققتيه حتى الآن؟وهل هناك قصيدة تحلمين بكتابتها؟ الحمد لله أنا راضية عن نفسي تماماً ؛ لأني لا أكتب ولا أعرض على الجمهور إلا ما أقتنع به وأحاول قدر استطاعتي إخراج عملي في أفضل صورة ممكنة.. وأطمح دوما أن أرضي ربي فيما أكتب وأن أكون عند حسن ظن زوجي وأهلي وجمهوري وكل من وثق بي ووضع كلمة تقدير في حقي . وما زالت أهدافي كثيرة وأحلامي أكبر .. والله أسأل أن يوفقني وييسر لي تحقيقها.. أما بالنسبة للقصيدة التي أحلم بكتابتها .. فأنا دائما في حالة شوق للقصيدة .. كشوق الأم لوضع جنينها ورؤيته أمامها .. والقصيدة التي أحلم بها هي القصيدة التي ستكتب اسمي في تاريخ الشعر العربي .. وهذه أتركها للتاريخ .

ما أمنيتك الخاصة والعامة؟
أمنيتي العامة هي أمنية كل مواطن عربي حر..أن يعود الأمن والأمان لكل بلادنا العربية ..وتكبر الأطفال في أمتنا بلا خوف ولا حرب ولا دمار ..وتنمو كزهور باسمة كما يحق لها أن تكون.. وأن أرى كل امرأة عربية تحيا على هذه الأرض .. كريمة .. ناجحة .. متألقة .. سعيدة بذاتها وبحياتها .. أما أمنيتي الخاصة ..فهي أن يبارك الله لي في أسرتي وأهلي وأحبائي جميعا ولا يريني فيهم مكروها أبدا وأن أراهم جميعا بخير
1-5

لمشاركة الرابط: