من أبشع الصيصان الموجودة في مجتمعاتنا، لأنه يضحى بكل القيم والأخلاق والمبادئ والزوجة والأولاد ويتخلى عن كل مسؤولياته في سبيل أنانيته..
صوص.. (ساحب إيده) من تحمل مسؤولية تعليم أولاده..
و(بيتمسكن) عند طلب ضروريات الحياة منه…
ويكره أن يقدم أي شيء لأهله أو لمجتمع…
وهو لا يفعل هذا عجزا أو لهدف معين، وإنما فقط إرضاء لأنانيته المتحكمة في جوارحه ونفسيته المريضة..
وفي المقابل قد يتشرد أولاده أو تطلق زوجته أو يخسر الكثير ولكنه لا يبالي.. فالمهم (ما حدا يقرب عليّ) و(ما حدا يطلب مني شيء)..
وفي الوجه الآخر لهذا الصوص نراه ينفق ويتعب ويتحمل الأذى في سبيل تحقيق هدف ذاتي شخصاني لا حاجة له به ولا فائدة منه وإنما… أنانية منه..؟!؟
هذا الصوص أيها السادة الكرام (وطبعا أقصد منكم الرجال وليس الصيصان) كارثته الحقيقية أنه ما زال طفلا في كل المقاييس…
أتذكرون عندما كنا أطفالا… كان أحدنا يبكي و(تسود الدنيا بوجهه) إذا ما لعب ابن الجيران بلعبته… رغم أن الألعاب مرمية في كل أطراف المنزل…؟!
كنا نقيم الحروب و لا نقعدها إذا ما قام صديق لنا (بلفة) على دراجتنا الهوائية.. مع أنها (مغبرة ودواليبها منفسة وجنزيرها مفكوك) ولا نستخدمها..؟!
وهكذا هو صوصنا الأناني… لا يعرف من معاني الرجولة سوى الربح والسيطرة والتملك…
أما العطاء والمساعدة وتحمل المسؤوليات وتلبية حاجات من هم تحت رعايتنا المباشرة وغير المباشرة.. فشعارات تشكل مصدر مرض له.. وأحيانا تسبِّب (جلطة)….؟!
هذا الصوص وأحيانا كثيرة يكون الأطفال (أرجل) منه وهو لا يبالي..؟!
ومشكلته أنه بأنانيته يضيّع كل عمل جيد قام به في حياته، فزوجته تكرهه وتبتعد عنه، وأولاده يهجرونه ويتبرأون من أبوته، وجيرانه يلعنونه كل يوم، وأصدقاؤه يخجلون به، وإخوته يقاطعونه، والمجتمع طبعا (ما بيرحم) فيتكون النتيجة أن يصل في نهاية حياته إلى الوحدة القاتلة بحيث يعيش منبوذا مرفوضا لا يرضى بمجالسته أحد ولا يقتنع بمسايرته إنسان…
فيا أيها الصوص الأناني.. بماذا عادت عليك أنانيتك…؟!
كل الأموال والعقارات والبيوت والمحلات والمجوهرات والسيارات والحسابات المصرفية التي لا يعلم عنها أحد شيئا … ما فائدتها..!؟
أليس من الصوصنة المعيبة أن تعيش فقيرا ثم تصبح غنيا … بعد موتك..؟!
(لأ… والمشكلة) أنه رغم كل شيء لا يريد أن يقتنع أو أن يعترف أنه على خطأ..
فالمخطئ هو المجتمع.. والأولاد…والناس..والإخوان..والقيم الفاسدة التي انتشرت بين الناس…
(يا عمي… ارحمنا).. كل الكون خاطئ وأنت المصيب، ما كل هذه الغشاوة التي استعمرت في عيونك…
أيها الصوص… إن كل ما جمعته أنانيتك ليس إلا دليلا على (صوصنتك) المتأصلة في كل جارحة من جوارحك وفي كل عضو من أعضائك… من رأسك لأخمص قدميك…؟!؟
وإن كنت مصرًّا على صوصنتك.. فسوف تكون نهاتيك (أسود من قرن الخروب)….
أما أبناؤك وأقاربك ومن هم تحت رعايتك فلن يكون عقابهم لك ذكرك بالسؤ ولكن سيكون العقاب عدم الذكر نهائيا….
ورحم الله من قال:” الويل لمن فضح موتـُه ثروتـَه” و… (الله يهديك)!!
الشيخ بهاء الدين سلام*
باحث ومحاضر في مجال تنمية الفكر، حاصل على إجازة في اللغة العربية وماجستير في الدراسات الإسلامية ويتابع حاليا شهادة الدكتوراه في الإعلام الإسلامي.