….وسبب صوصنته طبعا واضح من اسمه، فهذا الصوص ليس له هم في هذه الحياة سوى جمع المال.
فالرجولة في نظره هي دولارات ودراهم وريالات ودنيانير وليرات..
والرجولة عنده حسابات تفتح في المصارف وأموال تنفق (عمّال على بطّال)…!!؟
هدفه الأول والأخير زيادة الأصفار على ثروته حتى تصبح ستة ثم تسعة إلى ما شاء الله..
أما كيف تجمع هذه الأموال وعبر أية طريق وكيف تصرف فليس بالأمر المهم ولا يفكر فيه أبدا .. لأن المهم (أنه الجيبة معباية..)؟!؟
وهذا الصوص أيها السادة الكرام موجود في كل المجتمعات وفي كل البيئات إلا أنه غريب على ثقافتنا وعلى حضارتنا.
فالإنسان العربي معروف بالأصالة والشهامة والكرم والصدق والعزة والإباء والوضوح…
أما هذا الصوص فلا يعرف من القيم التي ذكرناها شيئا وإنما يتكلم لغة الأرقام والمصالح… فهو حتى عندما (تصبّح) عليه يرد عليك بــ..( يا “خمسماية” صباح النور ويا “ألف” صباح الخير)..!!
والكارثة أنه يربي أبناءه معتمدا على سياسته العبقرية التي تقوم على أساس ما قاله بعض الفارغين (معك قرش بتسوي قرش)..!!
وينمي فيهم ثقافة (كن ذئبا ولو على أخيك)..!؟
ويغرس في نفوسهم مبدأ (مش حرام تسرق بس الحرام إنك تجوع)..؟!
طيب.. يا أيها “المِقرش” المحترم..
ما قولك في الأخلاق..؟
هل سمعت يوما بها أم أنها بالنسبة لك تراث فلكلوري كالتبولة والدبكة والكبة النية..!؟
هل التزمت يوما برقي مبدأ الحلال والحرام في جمعك للمال.. أم أنها شعارات عندك (لا تغني ولا تسمن من جوع)..!؟!
ثم والأهم … لماذا تثور ثورة عارمة حين يعاملك أحد بالمثل ولا يهتز لك جفن حين تبادر أنت إلى اعتماد تلك الوسيلة في التعامل..!؟!
ومن الذي قال لك أن المال هو رمز الرجولة أو دليل على وجودها..؟!
إذا كان الأمر كذلك لأصبح تجار الجسد أرجل الناس..؟!
ولتحول تجار المخدرات إلى أشجع الرجال..؟!
ولباتت بنات الليل أرجل منك…؟!
أيها الصوص.. إن الرجولة تعني حسن التعامل والنبل والنخوة والأخلاق والكرامة والشهامة…
الرجولة أن تحسن تربية أبنائك وأن تجعلهم عناصر صالحة تسعى لإحقاق الحق في المجتمع ولا تتنازل عن مبادئها ولو صامت أياما وليال..!!
الرجولة أيها الصوص الصغير هي أن تترك بعد رحيلك سمعة طيبة وسيرة عطرة وصيتا حسنا .. لا أن تستمع وأنت في قبرك إلى الألسن تلعنك وتدعو عليك..؟!
أما المال فهو مهم.. صحيح.. ولكنه أهميته في تيسيره للأمور وتأمين الضروريات للناس…
أهمية المال أن تكون أنت مسيطراً عليه لا أن يكون هو المسيطر عليك وعل أفعالك وعلى أخلاقك…!!
فهو كما يقولون .. (وسيلة لا غاية).. طريق أسير فيه لأصل إلى مبتغاي.. فإذا كان المبتغى هو الطريق فستظل تدور وتدور تدورو طبعا… لن تصل أبدا…
أيها القارئ الكريم… (بشرفك)..
إن أكل الصوص قمحا أو أكل كافيار أو حتى أكل مما يريمه الناس.. هل يغير هذا من كونه صوصاً…
هذه هي حقيقة عبده دراهم… فهو رغم التخمة التي يعانيه من أكل الكافيار ما زال صوصا .. تقتله قدم إنسان شريف إن داست عليه.. ولو كانت قدم أفقر الناس..
الشيخ بهاء الدين سلام
شو بخبرك عن بيت من لبنان !
يقول الفنان وديع الصافي في رائعة من أجمل أغانيه ” بيتي ما برضى يسيب بيتي أنا سلاحو .. ما بتركو للديب ولا بعير مفتاحو” من المؤسف القول أن بيوت العديد من اللبنانيين اليوم “تركت للديب” وضاعت مفاتيحها … وما أدراك ماذا فعل بها ” الديب” ؟ يعرف البيت اللبناني الأصيل ليس من حجارته المقصوبة فحسب
Read More