وجه مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان رسالة لمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج، اعتبر فيها ان “معجزة الاسراء والمعراج كانت نعمة من نعم الله تعالى وفضله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وخصوصية اختصه الله تعالى بها دون سائر الانبياء والمرسلين.هذه المعجزة النعمة كانت قبل الهجرة النبوية وفي ليلة السابع والعشرين من شهر رجب الخير، بعد وفاة زوجه خديجة وعمه ابي طالب فقد اشتد التكذيب لدعوته والاستهزاء بشخصه والايذاء له ولاصحابه و قاسى النبي صلى الله عليه وسلم ما قاس وعانى ما عانى من قريش وسفهائها ومن ثقيف وكبراءها حيثُ سلطوا عليه عبيدهم وسفهائهم يرمونه بالحجارة حتى ادموا قدميه”.
وقال: “سنّة الله تعالى في خلقه اقتضت أن تأتي المنحة بعد المحنة، وأن يأتي النصر بعد الصبر، وأن يأتي الفرج بعد الكرب، وأن يأتي اليسر بعد العسر، والناظر في تفاصيل رحلة الإسراء والمعراج وما سبقها من أحداث يدرك أنَّ الله تعالى أراد لهذه الرحلة المباركة أن تكون منحة بعد محنة ونصرًا بعد صبر وفرجًا بعد كرب ويسرًا بعد عسر. (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) أسري بالنبي بجسده في اليقظة على الصحيح ، من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى بالقدس ، راكبا على البراق صحبة جبرائيل عليه السلام ، فنزل هناك وصلى بالأنبياء إماما وربط البراق بحلقه باب المسجد ثم عُرج به من بيت المقدس برحلة سماوية تجلى فيها للرسول ملكوت السماوات والأرض مشاهدة وعيانًا لتؤكد انه صلى الله عليه وسلم هو نبي القبلتين، وإمام المشرقين والمغربين، ووارث الأنبياء قبله، وإمام الأجيال بعده، فقد التقت في شخصه وفي إسرائه مكة بالقدس، والبيت الحرام بالمسجد الأقصى، وصلى بالأنبياء خلفه، فكان هذا إيذانًا بعموم رسالته وخلود إمامته وإنسانية تعاليمه، وصلاحيتها لإختلاف المكان والزمان”.
أضاف: “في هذه الليلة المباركة ومن مدينة صيدا المجاهدة، نستنكر ونستهجن تمادي الاحتلال الصهيوني النازي التلمودي وتجاوزاته الخطيرة على ارض فلسطين والقدس وساحات الاقصى والحرم القدسي المبارك الذي يئن من الاحتلال والتجاوزات والاستهدافات ومحاولات التهديم والالغاء ومنع المصلين من الصلاة فيه تمهيداً لفرض واقع جديد يمثله التطرف الصهيوني النازي التلمودي، الاجرام الصهيوني النازي الذي نراه يمارس بوحشية غير مسبوقة ضد اهلنا في غزة هاشم والضفة الغربية من فلسطين، من ابادة جماعية وتهجير قصري وتدمير للمؤسسات الصحية والمستشفيات والمدارس وهدم المساجد والكنائس وهدم البيوت على ساكنيها من النساء والأطفال وتدمير كل اساسيات الحياة من ماء وغذاء ودواء وكهرباء هذه المماراسات العنصرية الصهيونية التي يقودها السفاح نتنياهو وجيشه الأشد نازية من هتلر والتي تعد جرائم حرب وابادة جماعية حسب قواعد القانون الدولي الإنساني وشرعة الأمم المتحدة”.
وتابع “القدس ايها المسلمون ليست للفلسطينيين وحدهم وان كانوا اولى الناس بها، وليست للعرب وحدهم وان كانوا احق الامة بالدفاع عنها، وانما هي لكل مسلم في مشارق الارض ومغاربها. لذلك نرفع الصوت بالقول ان معركتنا مع الكيان الغاصب هي معركة الامة الاسلامية والعربية برمتها، وليست معركة الشعب الفلسطيني وحده. فعلى العرب والمسلمين ان يعاونوا الاخوة الفلسطينيين على تعزيز العمل على وحدة الكلمة ورص الصفوف وترسيخ ارادة العودة الى فلسطين، فالشعب الفلسطيني يريد الجهاد وتحرير الارض من دنس العدو الصهيوني النازي لتحرير مقدساتنا ومسجدنا الاقصى واكناف القدس وكنيسة القيامة وفلسطين من براثن الاحتلال النازي المجرم، وما ذلك على الله بعزيز نحن امة اعزها الله بالاسلام، فمهما طلبنا العز من غيره اذلنا الله تعالى فلا نهضة لنا الا بالالتزام بهذا الدين الحنيف، والعمل على تحرير مقدساتنا وارضنا من رجس الصهاينة النازيين واعوانهم ومن يساندهم، والالتفاف حول مجاهدينا في فلسطين من البحر الى النهر وجنوب لبنان الحبيب بكل ما يمكن، لان صمودهم يمثل مرحلة جديدة من تاريخ امتنا التي بدات تنهض من كبوتها وتتلمس سبيل خلاصها”.
واردف: “نحن في لبنان اليوم نعيش مرحلة صعبة من الضعف والتراجع، والانقسام السياسي والانهيار المالي والاقتصادي، والفوضى الامنية وتغييب مواقع السلطة، لذلك نؤكد ان الأوطان لا تبنى الا ببناء مؤسساتها الدستورية والادارية والقضائية والاجتماعية. ومصالح اللبنانيين بكل طوائفهم وأطيافهم ومستقبل الوطن واستقراره يتطلب من كل السياسيين اللبنانيين وخصوصا نواب الأمة، أن يحزموا أمرهم ويحترموا الدستور ويكونوا على مستوى المسؤولية الوطنية، فيسارعوا إلى انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية رمز وحدة البلاد لكي ينتظم عمل المؤسسات الدستورية”.
وشدد المفتي سوسان على أن “الإسراع بإنتخاب رئيس للجمهورية يعزز السلم الأهلي والعيش المشترك ودور الدولة العادلة القوية التي ترعى الجميع وتكون للجميع بلا تميز ومحاباة. ونؤكد على السياسيين اللبنانيين أن يضبطوا حدة خلافاتهم وسجالاتهم المكتوبة والمرئية التي دمّرت الاقتصاد وهربت الرساميل وأوصلت البلاد إلى شبه إفلاس، مما انعكس سلبا على حياة المواطنين الاقتصادية والاجتماعية. فيكفي المواطن ما يعانيه من غلاء وفقد للأدوية وعدم استقرار ومشاكل اقتصادية و أزمات مالية وبطالة تضرب قطاع الشباب فيضطروا للهجرة المميتة بحثا عن لقمة العيش وفرصة عمل”.
وختم مؤكدا أن “وحدتنا الوطنية ضمان استقرارنا وحماية وجودنا ودورنا ومواجهة كل المؤامرات والاستهدافات والمخططات المعادية.. اللهم آمنا في اوطاننا ووحد كلمتنا والف بين قلوبنا واجمع على الحق شملنا وارحم شهداءنا وانصرنا على عدونا وارزقنا صلاة في المسجد الاقصى وهو محرر من نير الاحتلال الصهيوني النازي التلمودي، وما ذلك على الله بعزيز”.