أكد النائب وضاح الصادق في حوار أجرته معه “القدس العربي” أن “ما بعد حرب غزة ليس كما قبلها”، مشيرا الى أن “الحرب فرضت قناعة عند المجتمع الدولي بأن لا حل للمشكلة الفلسطينية إلا بإقامة دولة مستقلة”.
وعما إذا كانت الهدنة ستستمر في الجنوب، قال: “لا حسن نصرالله ولا نتنياهو يعرفان اذا كان الوضع سيبقى على حاله أم لا، وأنا أكره التحليلات والتوقعات. وعن النيات المبيتة كذلك لا أعرف ماذا تخبىء، إنما يجب على الاقل أن يكون هناك ضبط للوضع من الجهة اللبنانية وهذا تمن ولن يكون أكثر من ذلك، فإذا كان هناك قرار ايراني بالدخول في الحرب سيدخلون من خلال الجنوب واذا كان هناك قرار اسرائيلي أميركي بالدخول في الحرب سيدخلون من خلال الجنوب”.
أضاف: “بالتأكيد ما بعد الحرب غير ما قبلها، فقد هددت اسرائيل وبالتالي لن يقبل الاسرائيلي ولا الاميركي ولا الاوروبي بأن يكون ما بعد الحرب مثل قبلها، ويريدون أن يؤمنوا ضمانة كاملة لاسرائيل في محيطها من جهة، ومن جهة أخرى لقد فرضت الحرب قناعة عند المجتمع الدولي بأن لا حل للمشكلة الفلسطينية إلا بإقامة دولة مستقلة. وأتصور أن هنا يكون الانتصار وليس بتحرير الأسرى لأنهم اعتقلوا حوالى 4 آلاف من الضفة مقابل اطلاق سراح نحو مئة. ولا الانتصار هو بالمعركة والصمود لأنه يجب ألآ ننسى أن هناك عشرات آلاف الضحايا والجرحى مع ابادة مدينة وتهجير شعب”.
وتابع: “ان الانتصار الأبرز في هذه الحرب بالنسبة إلي هو بإعادة فرض القضية الفلسطينية على المجتمع وفرض القناعة عند الجميع أن لا حل لهذه القضية إلا من خلال دولة مستقلة بالكامل وليست تحت رعاية أحد، دولة لها استقلاليتها الكاملة ولها جيشها ومطارها وسفاراتها وكيانها وأمنها وسلامها، إنما لا أعتقد أن أي منظمة عسكرية أو ميليشيا عسكرية في المنطقة ستكون منتصرة بل سيكون مصيرها مطروحا على طاولة المفاوضات بين الاميركي والايراني وهذان الطرفان هما مَن يقرران”.
وأردف: “بعد الحرب سنخرج من مقولة حزب الله والحشد الشعبي والحوثي ونعود إلى مقولة إيران، وأعتقد أن وزير الخارجية الايراني كان واضحا في كل زيارة يقوم بها بهدف إيصال رسالة أنه هو صاحب القرار ليفرضوا أنفسهم وليحجزوا كرسيا على طاولة المفاوضات”.
وعما قيل من امكان مقايضة “حزب الله” عدم دخوله في حرب مفتوحة مع اسرائيل أو موافقته على تطبيق القرار 1701 مقابل الإتيان برئيس جمهورية موال له، قال الصادق: “هنا نتحدث ايضاً عن افتراضات ونيات لست خبيرا فيها ولا أعرف بماذا يفكر أي طرف، ولكن اعتقادي حول هذه المقايضة أن حزب الله لا يملك قرار الدخول أو عدم الدخول في حرب بل القرار لإيران التي اذا طلبت منه الدخول تكون هي التي تحصل على ثمن وليس الحزب، هذا عرف خاطىء”.
أضاف: “هل الثمن هو رئيس الجمهورية؟ لا أتصوّر في ظل ضخامة المشهد أن لبنان ورئيس الجمهورية هما في مكان ما في الواجهة ولا الثمن المناسب للدخول أو عدم الدخول في حرب. هل الايراني المرعوب اليوم أكثر من الجميع قادر على القول لن أدخل الحرب مقابل ثمن؟ هو لم يدخل الحرب حماية لرأسه لأنه في وضع سيىء جدا اقتصاديا ومعيشيا واجتماعيا وماليا، واذا دخل في الحرب لن يخرج منها سالما. لذلك، الايراني منذ أن حصلت عملية 7 أكتوبر تنصل منها في اليوم التالي و”صار يحلف” أنه لم يعرف بها”.
وتابع: “أعود لأقول إن الثمن هو دولة فلسطينية مقابل تخلي ايران عن أوراقها التي تستغلها منذ سنوات بحجة القضية الفلسطينية فيما هي ليس لديها اشكالية تاريخيا مع اسرائيل ولم تُطلَق رصاصة بين ايران واسرائيل إنما يستخدمون شبابنا ودم شبابنا في هذا الموضوع”.
وعن زيارة لودريان، قال: “كل ما ورد في الاعلام تكهنات ولغاية اليوم لم يحمل لودريان أي شيء بل حمل نفسه وجاء إلى لبنان، بداية سعت فرنسا لتسوية هي بدعة سليمان مقابل نواف سلام وقد أجهضناها كمعارضة ثم عاد ببدعة الرسالة التي طلبها من النواب، وإذا لم أكن مخطئا كنت النائب الوحيد الذي رد عليها بشكل مباشر واعتبرها مسا بالسيادة، وبعدها لم يتم أي اجتماع بيني وبينه لأنهم اعتبروا أن ردي غير مناسب، لكنني أبلغت موقفي للسفير السعودي وكذلك للسفير الفرنسي الذي التقيته الاسبوع الفائت في مجلس النواب وسأكرره للودريان غدا”.
أضاف: “بالنسبة إلينا، على فرنسا واللجنة الخماسية والمجتمع الدولي لعب دور واحد هو المحفّز والضاغط لتطبيق الدستور والقوانين، لأن الغرب يدعي حماية الدستور والقوانين وحقوق الانسان -وهو ما صار خلف ظهرنا بعد حرب غزة- ولكن علينا رسم خط بين المرحلة الماضية التي أوصلتنا إلى هنا والمرحلة الحالية التي يجب أن ننطلق منها إلى المستقبل، فإذا أرادوا العودة للعب لعبة السلطة القديمة على شكل تسويات، لا نفضل البقاء على وضعنا الحالي بانتظار أن ننتهي من هذه السلطة لنعيد بناء البلد على أن نكمل ونبني بلدا أعوج”.
وتابع: “على لودريان والفرنسيين واللجنة الخماسية أن يعرفوا أن تطبيق القوانين والدستور هو الاساس في أي عملية مقبلة، وسأكرر ما قلته للودريان وللسفير الفرنسي من أننا لم نصل إلى هنا بسبب هزة أرضية أو فيضان أو زلزال أو حرب إنما وصلنا إلى هنا بسبب فساد سلطة سياسية سرقتنا ونهبتنا على مدى 10 و 15 سنة وهدمت مؤسسات الدولة وما زالت تهدمها بنية مبيتة وواضحة”.
وختم: “لودريان يأتي حاملا ورقتين هما: حث لبنان على انتخاب رئيس لأن هناك مرحلة بعد حرب غزة سيكون للبنان دور فيها في حال عقد مؤتمر دولي وتفترض أن يتمثل لبنان برئيسه، هذا ممتاز إنما كيف سننتخب رئيسا؟ بتطبيق الدستور، هذا ما يجب أن يعرفه الفرنسي ليضغط على الجهات التي كانت قريبة له ولا أعرف ما هو وضعها حاليا من اجل تطبيق الدستور”.
المصدر : وطنية