5 حالات انتحار في لبنان خلال أقل من أسبوع !

nextlb – إكرام صعب

تزايدت حوادث الانتحار في لبنان خلال الأسبوع الماضي وانتقلت من منطقة إلى أخرى، والأسباب باتت معروفة وهي الوضع الاقتصادي والمعيشي الذي بات يقضّ مضاجع الناس وبالأخص الفقراء والمهمشين.
وتشكل ظاهرة الانتحار خطراً اجتماعياً كبيراً في ظل الضغوطات المالية والأزمات المعيشية التي يعاني منها اللبنانيون.
وسجل لبنان معدلات مرتفعة من حالات الانتحار منذ مطلع شهر مارس ، وصلت إلى حالة كل يوم تقريباً، وهي نسبة مرتفعة لم يعهدها لبنان من قبل.
ماذا في التفاصيل؟
استفاق اللبنانيون الأحد على خبر جديد لانتحار شاب أربعيني يعمل موظفاً في صندوق تعاضد القضاة في قصر عدل صيدا جنوب البلاد وجد جثة في منزله في بلدة الوردانية في إقليم الخروب ، وأشارت التحقيقات الأولية الى إطلاقه النار على نفسه
خبر انتحار الشاب (وهو السادس منذ نهاية فبراير) وقريب كبار القضاة في لبنان أثار حالة من الذعر في المجتمع اذ وصل عدد المنتحرين من فئة الشباب خلال أسبوع الى خمسة معظمهم من جنوب البلاد .
5 حوادث خلال أيام
وشهد لبنان خلال الأيام العشرة الأخيرة سلسلة من حالات انتحار كانت على الشكل التالي :
• انتحار شاب لبناني في الأسبوع الاخير من شهر فبراير برمي نفسه من علو ثلاثة أدوار بعد أن أقدم على خنق زوجته وطفله في بلدة داريا قضاء الشوف .
. اقدام الشاب علي م . أ في البقاع على إطلاق النار على نفسه من مسدسه، وفقا لما أشارت المعلومات الصحافية والأمنية
• اقدام الشاب الثلاثيني موسى . ش من بلدة جرجوع الجنوبيةعلى الإنتحار أمام منزله في بلدة دير الزهراني، بعد حال من اليأس تاركاً رسالة صوتية لأحد أصدقائه للاعتناء بأطفاله، ذاكراً أن سبب الانتحارهو الوضع المعيشي وأنه لم يعد يستطيع تأمين قوت أولاده.
• وسجل لبنان حالة انتحار جديدة ، السبت، بعد أقل من 48 ساعة على حالة أخرى في جنوب لبنان، على خلفية الضائقة المعيشية التي يعاني منها ، وعلم أنّ المنتحر متزوج ويعاني من مشاكل مادية قديمة وحضرت الأدلّة الجنائية وفتحت تحقيقاً بالحادث .
• وصباح الأحد هز خبر انتحر شاب في بلدة الوردانية بمحافظة جبل لبنان المجتمع اللبناني .
مصادر أمنية
وقالت مصادر أمنية خاصة لموقع سكاي نيوز عربية أن أية عملية انتحار تتبعها تحقيقات أمنية وفق العادة الا أنها تحتاج للمزيد من الوقت، واعتبرت هذه المصادر ان الانتحار ليس عملاً أمنياً وهو حالة اجتماعية فجائية .
ديون وخسائر في العملات الرقمية؟
وأفادت معلومات خاصة ل nextlb أن العامل المشترك لمعظم أسباب الانتحار التي وقعت الاسبوع الماضي هي الديون المتراكمة والضائقة الاقتصادية .
فيما تم تداول معلومات من شهود عيان أن أحد الشبان المنتحرين أقدم على إنهاء حياته بسبب خسارة كبيرة مني بها بعد أن استثمر أموالا في العملات الرقمية .
وروى شاهد عيان أن صديقه المنتحر اضطر في الآونة الأخيرة لتعاطي القمار والميسر نتيجة الحاجة المادية لكنه لم يجزم ما إذا كان هذا هو السبب الذي دفعه للإنتحار مستغربا أن يقدم صديقه على ذلك وسط شكوك بالقتل ”
رأي علم النفس
وقالت نقيبة النفسانيين في لبنان ليلى عاقورة ديراني ل nextlb :
“يكون الانتحار في سن الشباب أعلى نسبة من أعمار أخرى وقد يكون كذلك في سن التقاعد ”
وأضافت ” حالات الإنتحار اجتمعت زمنيا في أسبوع محدد إنما الأسباب متعددة وتراكمية وليست خارجية وممكن أن يكون السبب المؤثر كآبة قوية ووسواساً قهرياً قد تؤدي اليه حالة ذهنية معينة تحت سيطرة المخدرات ”
بالأرقام
ووفق النشرة الاخيرة للدولية للمعلومات (نشرة احصائية دورية ) شهدت الأسابيع المنصرمة ارتفاعاً ملحوظاً في حوادث الانتحار المسجّلة رسمياً ما أعطى انطباعاً بارتفاع هذه الحوادث مقارنة بالفترة السّابقة.
وأكد تقرير الدولية للمعلومات أنّ “مراجعة حوادث الانتحار بالأرقام تفيد عكس ذلك، إذ تراجعت حوادث الانتحار خلال عام 2022 مقارنة بعام 2021.”
وأضاف “وصل متوسّط حوادث الانتحار سنوياً خلال الأعوام 2013- 2022 إلى 143 حالة، وسجل العدد الأكبر في عام 2019 إذ بلغ 172 حالة ، أمّا العدد الأدنى فهو 111 حالة انتحار سجّلت في عام 2013.”
وختمت ” ولو إعتمدنا عام 2011 كقاعدة إنطلاق يتبين لنا أن معدّل إرتفاع عدد حوادث الإنتحار المسجّلة رسمياً بـ 32% خلال السنوات التسع الاخيرة 2014- 2022 .
وباتت حالات الانتحار حديث رواد الشبكات الإلكترونية الذين رأوا أنها تعكس حجم اليأس الذي يصيب اللبنانيين.
وحمّل المدوّنون مسؤولية اليأس الذي يصيب الشباب اللبناني إلى الطبقة الحاكمة التي تعجز عن انتشال البلاد من أوضاعها المالية المتردية ، في حين عبر آخرون عن أن فكرة الانتحار هي عامل نفسي ويجب نشر الوعي بين جميع الفئات العمرية لتجنبها .

لمشاركة الرابط: