أوضح عضو كتلة المستقبل النيابية النائب سامي فتفت في لقاء عقده مع كوادر من تيار المستقبل في مدينة صيدا موقف التيار من مختلف التطورات السياسية والعامة في لبنان ، وقال في اللقاء :”وصلنا للأسف الى مرحلة يحاول حزب الله أخذنا فيها الى ما يناقض اتفاق الطائف الذي جاء في مقدمته، أن لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه، عربي الهوية والإنتماء، بينما يأخذنا حزب الله الى مكان آخر”.
واستعرض فتفت مسار تعاطي الرئيس سعد الحريري مع حزب الله والأسباب التي دفعته ليقوم بربط نزاع مع الحزب، “وهو تجنيب البلد ما جرى في سوريا من حرب كان الحزب سببا فيها وكي لا نصل الى اقتتال مذهبي في الداخل اللبناني”.
وقال: “مع بداية الإقتتال في سوريا بدأ يزداد الشحن السني – الشيعي في الداخل اللبناني حينها ارتأى الرئيس الحريري تحييد سنة لبنان عن هذا الصراع، رغم أنه للأسف كان هناك من يحمس بيئتنا للدخول في الإقتتال العسكري ونحن لم نكن نريد أن نحملها. فإختار الرئيس الحريري الذهاب الى ربط نزاع مع حزب الله وحماية البلد وهذا كان كله بغطاء عربي وأميركي لأن الجميع كان يدعم فكرة تحييد لبنان. لكن حزب الله لم يلتزم واستخدم فائض القوة لديه بالذهاب بعيداً في القتال في سوريا، ثم في اليمن والعراق، وتسبب للبنان بمشكلات كبيرة مع محيطه العربي وبات يهدد أمن المملكة العربية السعودية والخليج عموما”.
أضاف: “برأيي اليوم نحن كتيار أصبحنا أمام محطة مفصلية، وهذا رأيناه في آخر بيان للرئيس الحريري وآخر تغريدة له. وأنا اعتبر أنه بالنسبة إلى ربط النزاع مع حزب الله “عظم الله اجركم” ولا نستطيع أن نكمل به لأسباب عدة. ولكن هذا لا يعني أننا سنفرط بالبلد. نحن رفضنا أن يحدث في صيدا وبيروت وطرابلس ما حدث في حمص وحلب وغيرها من المدن السورية التي دمرت. ربما دفعنا ثمن موقفنا هذا بالسياسة و “من جيبتنا” لكن في مكان ما منعنا الدم. لكن للأسف لم يلاقينا أحد في أي مكان. نعم نحن ضحينا في سبيل وطننا، وهذه مدرسة رفيق الحريري وهذا تفكيرنا، ولن نكون يوما أناسا نحمل السلاح وننزل الى الطريق، ولسنا مستعدين لإستثمار السلاح بالسياسة. وفي الوقت نفسه نحن اليوم لا نقول إننا غير مستعدين للمواجهة مع الحزب، انما ليس المواجهة العسكرية لأنها ستأخذنا الى مكان بشع نواجهه بالموقف الواضح”.
وأردف: “نحن بحاجة إلى خطاب سياسي مقنع نوضح للناس فيه لماذا قمنا بربط نزاع مع الحزب، ولماذا لم يعد هذا الأمر مجدياً اليوم، نحن بحاجة أيضا لوقفة بوجه هذا التمدد الذي وصل اليه المحور الإيراني الذي يريد تغيير هويتنا، لسنا مستعدين لأن نكون فارسيي الهوى، نحن عرب وانتماؤنا عربي وامتدادنا عربي وعمقنا الإقتصادي عربي ولم نعد قادرين أن نبقى ساكتين على هذا الأمر، ولا نقول أن هذا موقفنا اليوم لأننا على أبواب انتخابات نيابية”.
واعتبر فتفت أن “الوقائع التي نشهدها اليوم مع حكومة الرئيس نجيب ميقاتي أثبتت وتثبت أن الرئيس سعد الحريري كان على حق في تمسكه بحكومة مستقلين، والدليل ما جرى مع حكومة الرئيس ميقاتي في موضوع الوزير جورج قرداحي”.
وقال : “إن مشكلة المملكة العربية السعودية ليست مع سعد الحريري، بل هي مع الدولة اللبنانية التي يسيطر عليها حزب يسيء الى البلدان العربية ويهدد أمنها خارجياً، حزب الله أخذنا الى موقع عدائي مع العرب، وداخلياً هو نقيض لمنطق الدولة، ولعبته ستكون مكلفة وبخاصة في الأمن ونحن لن نلعب لعبته”.
ورأى أن “الرئيس الحريري حالياً في مرحلة إعادة تموضع، وإنه اتخذ موقفا ذكياً حين أخذ خطوة الى الخلف ليرى الى أين ستذهب الأمور في مرحلة غير واضحة المعالم، والمنطقة كلها تكون إما على أبواب تسوية كبيرة وإما أبواب مواجهة انفجار كبير”.
وأكد أن “موضوع ترشح الرئيس الحريري للإنتخابات يعود له شخصياً ، لكن تيار المستقبل سيخوضها وكل التهويل بأننا لن نخوض الإنتخابات هي تمنيات البعض ولا قيمة لها”، مجدداً التأكيد أنه في حال تم تأجيل الإنتخابات الى ما بعد أيار فإن التيار سيكون له موقف واضح بإستقالة نواب كتلته”. واعتبر أن “حزب الله لا يريد الإستعانة بصندوق النقد الدولي في حل أزمة لبنان الإقتصادية، ولذلك هو لا يريد للحكومة أن تجتمع ولا يريد قضاء”.
المصدر : وطنية