الإئتلاف المدني اللُّبناني: الجريمة المنظَّمة تحتلُّ الديبلوماسيَّة اللُّبنانيّة وإستقالة المنظومة مَدخلٌ إلى الخَلاص

تعليقاً على ما صدر عن وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبة بحق دول الخليج والمملكة العربية السعودية، وبحق السيادة اللبنانيّة، صدر عن الإئتلاف المدني اللبناني البيان التالي:
“إنَّ ما تفوَّه بهِ وزير الخارجيَّة والمُغتربين المستقيل – المتنحّي، دليلٌ ساطِعٌ نافِرٌ وقِحٌ على توسُّع رُقعَة احتِلالِ أركانِ الجريمة المُنَّظمة لهويَّة لبنان، وكيانِه السّياديّ، وسياساتِه العامَّة، وفي طليعتها السِّياسة الخارجيَّة ذات الارتِباط بأمنِه القوميّ، وقد حَمَلَت عباراتُ الوزير المستقيلِ المتنحّي إعتداءَاتٍ بنيويّةً أربَعَة على الشَّعبِ اللُّبنانيّ وأشقَّائِه الكِرام الأَفاضل، وتتلخَّصُ هذه الاعتِداءَاتُ بما يلي:
1 ـ إغتال الوزير المستقِيل المتنحّي الدُّستور بِدمٍ بارِد عبر دَوسِه على هويَّة لبنان العربيَّة، هو العُضو المؤسَّس في جامعة الدَّول العربيَّة وملتزِمٌ مواثيقها وقراراتِها، وهذا الاغتيال ليس زلَّة لسان ولا انفِعالاً، بِقَدرِ ما هو تعبيرٌ رخيصٌ عن الخَّط الجيو ـ سياسيّ الظَّلاميّ الذي يُمثّلُه فريقُ الوزير السَّياسيّ وأسيادُهُ، وهذا الاغتيال يستدعي إحالَةَ الوزير ومَن وراءَهُ إلى محكمة الرّؤساء والوزراء بتُهمَة الخيانَة العظمى، وزرع الفتنة، والإساءَة إلى دول شقيقَة، وصَمتُ القَضَاء عن هذا الاغتيالِ مُريب.
2 ـ ضرب الوزيرُ المستقيلُ المتنحّي علاقاتِ لبنان بأشقَائِه العَرَب مجدَّداً، وكان قد سبَقَ ذلك تدميرٌ منهجيّ لهذه العلاقات بالإضافة إلى تِلك مع المُجتمع الدَّولي، وفي هذا تأكيدٌ على أنَّ عزلَ لبنان خيارٌ لمحورِ المُمانعة وكُلّ حلفائِها والمدوَّرين الزَّوايا معها من المنظومة، وهذا التَّدميرُ المنهجيّ يستدعي من القِوى المجتمعيَّة الحيَّة، في لبنان والاغتِراب، تحرُّكاً استراتيجيّاً لإعلاء معركة استِعادَة لبنان إلى الشرعيَّة العربيَّة والدَّوليَّة، وتطبيق قراراتِها، وتحرير شعبِه من خاطفيه وقاتليه.
3 ـ أمعَنَ الوزيرُ المستقيل المتنحّي في استِباحَة أمن لبنان القومي، ومصالح شعبِه بتعريضِ أبنائِه المقيمين والمغتربين لِخطرٍ كيانيّ داهِم، إذ هو اغتيال الهويَّة والتدميرُ المنهجيّ للعلاقات الوثيقَة مع الأشقاء العرب، والأصدقاء في المجتمع الدَّولي؛ إنهاءٌ لرسالة لبنان الحضاريَّة النموذجيَّة في حوار الثقافات والأديان، ويستدعي هذا الإمعان من الانتلجنسيا وأركان الديبلوماسيَّة اللُّبنانيَّة التَّاريخيين موقِفاً حاسِماً لدرءِ موبقَاتٍ لا علاقة لشعبِ لبنان بها.
4 ـ فَضَحَ الوزيرُ المستقيلُ المتنحّي تفاهَة ووقاحَة وكذِبَ أركانِ المنظومة بِحلف الأقليَّات حاكماً ومتحكَّماً، كما انسياقهَم لِعَتَمةِ التَّدجيل ومساراتِ الإجرامِ بحقّ لبنان وشعبه وصداقاتِه، وهذا يستدعي ثورةً في القيَم والثَّقافة لِصالِح التحرُّر من ازدواجيَّة الكلام والفِعل، والتي احترفتها المنظومة منذ عُقود.
إنّ الائتِلاف المدني اللُّبناني إذ يُعبرُ عن تمسُّك لبنان بهويّتِه العربيَّة وانتمائه لشرعيَّتها واحترامِه وتقديره وشراكته مع الإخوَة العرب، وهويَّتهِ الدَّوليَّة والتِزامه بشرعيّتها، يدعو الشعب اللُّبناني إلى تكثيف النَّضال بمقاومة مدنيّة لتحرير القرار الوطني، وإنهاء احتِلال المنظومة وأسيادها للمواقِع الدُّستوريَّة، وغداً لناظِرهِ قريب”.

لمشاركة الرابط: