ألقى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان خطبة عيد الفطر السعيد في جامع محمد الأمين في وسط بيروت، وأم المصلين مع حشد من الشخصيات السياسية، الإجتماعية، النقابية والعسكرية.
وقال دريان: “الحمد لله الذي أنزل القرآن هدى ونورا. القرآن الذي أخبرنا الله أنه أنزل في ليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر. والحمد لله الذي حثنا على الخير في كل آن ، وفي شهر رمضان على وجه الخصوص.
وتابع: ” نوجه الأنظار والأفئدة إلى نضال الإخوة في القدس وفلسطين. وقد قال سبحانه وتعالى : وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا، نعم، لقد انطلق شباب القدس وفلسطين، وشيوخها ونساؤها وأطفالها إلى رحاب المسجد الأقصى المبارك، يناضلون ضد الإحتلال، ويناضلون عن دينهم وحقهم في الصلاة في جنبات الحرم وساحاته ومصلياته.
وما يجري اليوم في باحات المسجد الأقصى من قبل العدو الإسرائيلي المغتصب هو انتهاك لحقوق الإنسان، وتعد على المقدسيين والفلسطينيين، وعلى العرب والمسلمين والمسيحيين في العالم، وهو إرهاب منظم لا يمكن السكوت عنه، وندعو جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومجلس الأمن والمجتمع الدولي، الى اتخاذ إجراءات سريعة لردع هذا العدوان، وإنصاف الشعب الفلسطيني، والعمل على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف”.
وقال: ” نشيد بنضال الإخوة الشهداء والشهود في فلسطين، وبأهل الخير والتضامن والتكاتف في لبنان . ونشيد أيضا بروح العيش المشترك، التي ظهرت في أعمال المتطوعين من الشباب والشابات، الذين لا يزالون يعملون بدون كلل ولا هوادة، لتجاوز كارثة انفجار المرفأ، وكوارث الوباء الذي كلف آلاف المصابين، وآلاف الأرواح.
نشهد ضد الفاسدين
وتوجه الى اللبنانيين، قائلاً : ” علينا أن نشهد على المقصرين والمشاركين في صنع الأزمة الكبرى، في طليعة الذين ينبغي أن نشهد عليهم، العاملون في الشأن السياسي العام، الذين خذلوا مواطنيهم حين انغمسوا في الفساد، وحين حالوا دون تشكيل حكومة قادرة على إيقاف الإنهيار، وإعادة الاعمار، والذهاب إلى المجتمع الدولي، من أجل المساعدة، هؤلاء السياسيون مسؤولون ومدانون من طريق الانغماس في الفساد الذي صار وباء أفظع من وباء كورونا. وطريق منع الخير، ومنع عمل المؤسسات الدستورية، والانحدار إلى مستويات دنيا من مخالفة الدستور، ومن ضرب القضاء، ومن اللجوء إلى أوهام الطائفية، والتفرقة بين المواطنين.
والرأي العام يتساءل معنا أيضا، أين نتائج التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت، وأين هي حقوق المواطنين الذين قتلوا أو جرحوا أو دمرت ممتلكاتهم ؟ كل تاخير في هذا الملف هو نقطة سوداء ووصمة عار في مسيرة الوطن.
الخوف من انفجار إجتماعي
وانطلاقا من ذلك، فإننا نبدي خشيتنا من انفجار أو عنف اجتماعي ، يؤدي إلى ثورة الجياع، التي لا تبقي ولا تذر، وحينها لا ينفع الندم.
وتابع: “المبادرات الداخلية والخارجية لتشكيل حكومة اختصاصيين غير حزبيين، لم تثمر حتى الآن، والسبب أصبح معروفاً للقاصي والداني، وهو الشخصانية والأنانية التي تعمي البصر والبصيرة، فالعراقيل والعقبات التي وضعت وتوضع في وجه الرئيس المكلف تأليف الحكومة، ما زالت قائمة، ويبدو أنها مستمرة بشكل ممنهج، ولا يوقف الانهيار والخراب الذي نعيشه، إلا ولادة حكومة تعالج الفساد والاهتراء الذي لم يشهده لبنان على مدى عقود، وتقوم بالإصلاحات المطلوبة، وأي كلام آخر هو خداع للناس.
عند ضريح الرئيس الحريري
بعدها، توجه دريان إلى ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري حيث قرأ الفاتحة عن روحه الطاهرة ورفاقه الأبرار.
وكان دياب إصطحب مفتي الجمهورية من منزله صباحاً إلى مسجد محمد الأمين في موكب رسمي، حيث قدمت ثلة من قوى الأمن الداخلي التشريفات في باحة المسجد لدياب ودريان.
المصدر : وطنية