الإعتداء على مسجد السلطان إبراهيم بن أدهم هل هو مشروع فتنة في جبيل ؟

خاص – nextlb
لقي حادث الإعتداء على مسجد السلطان إبراهيم بن أدهم في جبيل ليل أمس موجة عارمة من الإستنكار من الهيئات الدينية والسياسية بدءاً من دار الفتوى ومفتي جبيل ونواب المنطقة والشمال ، وانطلقت حملة استنكار شعبي على وسائل التواصل الإجتماعي ، كما انطلقت من ساحة النور في طرابلس تظاهرة استنكار وتنديد بالجريمة التي من شأنها أن ترفع مستوى التخوف من محاولة جر مدينة جبيل ومنطقتها الى فتنة طائفية ومذهبية تذر بقرنها في مثل هذه الحالات المشبوهة في التصرف والتوقيت ، وقد سارعت القوى الأمنية مشكورة الى توقيف بعض أفراد العصابة التي نفذت الإعتداء وتعمل على توقيف باقي افراد العصابة وأداً للفتنة في منطقة جبيل ، فقد أوقفت قوى الأمن الداخلي المعتدي والمحرض الرئيسي في حادثة الإعتداء على المسجد وضرب المؤذن فيه والإستهزاء من الأذان في مدينة جبيل ، فيما تعمل على ملاحقة باقي المشاركين تمهيداً لتوقيفهم، كما قامت دورية من مديرية المخابرات في الجيش بتوقيف شخصين من المعتدين على المسجد وهما “م. خ.” و”ا. م.”.
وكان قد تم الإعتداء على المسجد الأثري والتاريخي من قِبل مجموعة من الشبان سخرت من الأذان وتلاوة القرآن ثم دخلت حرم المسجد لتعتدي على المؤذن بالضرب والشتم.
واحتجاجاً، قطع عدد من الشبان مسارب ساحة النور في طرابلس فجراً بالإطارات المشتعلة، وسط انتشار لعناصر الجيش وقوى الأمن الداخلي في محيط الساحة، فيما تم تحويل السير إلى الطرق الفرعية. وقد أدّى المحتجون صلاة الفجر وسط الساحة.
دار الفتوى… تتابع !
وفي السياق، صدر عن المكتب الإعلامي في دار الفتوى بيان أوضح فيه ان “مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان يتابع ما تم نشره عبر بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي من خبر اعتداء على مسجد جبيل من قبل بعض الشبان الذين تعرضوا بالضرب للمؤذن، وطلب المفتي دريان من الأجهزة المعنية في الدولة التحقيق فيما جرى ليبنى على الشيء مقتضاه”.
مفتي جبيل
كما وجّه مفتي جبيل الشيخ غسان اللقيس نداءه إلى “كل اللبنانيين عامةً والمسلمين خاصةً”، قائلًا إن “الاعتداء على جامع السلطان إبراهيم بن أدهم في جبيل هو قيد المعالجة من الأجهزة الأمنية، ونتابع هذا الموضوع مع دولة الرئيس سعد الحريري وصاحب السماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان حفظه الله”.
وأضاف: “إن المعتدين أصبحوا في عهدة آمر فصيلة جبيل الرائد كارلوس حاماتي والموضوع أضحى في عهدة مدير المخابرات في الجيش اللبناني بالذات مشكورين، والشكر موصول إلى مدير عام قوى الأمن الداخلي الذي كلّف ضباطاً من المديرية متابعة الموضوع عن قرب، كما إلى قائمقام جبيل التي بذلت جهودا ًكبيرة وأعطت توجيهاتها إلى الأجهزة الأمنية”.
وتابع: “إننا ندين هذا الإعتداء ونرفضه، كما نرفض أي اعتداء على دور العبادة لأي طائفة كانت، لاسيما في جبيل حيث يعيش المسلمون والمسيحيون جنباً إلى جنب ولا يمكن لأحد أن يفرّقهم عن بعضهم. نحن المسلمين أبناء الدين الحنيف لا نقابل القبيح بالقبيح بل بالإحسان والصفح”.
لذلك، دعا اللقيس إلى “التهدئة وعدم الإنجرار إلى الفتنة، خاصةً وأن لبنان الذي يعاني ما يعانيه من أحوالٍ متردية إقتصادياً واجتماعياً لا يمكنه تحمّل أي خضّة من أي نوعٍ كانت”.
يذكر أن المفتي اللقيس وإمام المدينة الشيخ أحمد اللقيس سيعقدان مؤتمراً صحافياً عند الرابعة من بعد ظهر اليوم في دارتهما في جبيل لشرح تفاصيل ما جرى.
بلدية جبيل
بدورها إستنكرت بلدية جبيل-بيبلوس في بيان لها اليوم، “الإعتداء على جامع السلطان إبراهيم بن أدهم في جبيل، من مجموعة من الشبان، اتخذت الجهات الأمنية المختصة مشكورة إجراءات سريعة في حقهم”.
وقالت: “يهم بلديتنا، تنبيه المواطنين في جبيل والمناطق كافة، إلى عدم الانجراف وراء الفتن التي يحاول البعض زرعها، ونرجو منكم تحكيم العقول الرشيدة، من جميع الجهات التي تحاول العبث بصيغة العيش المشترك في مدينة جبيل، عاصمة الحوار والتضامن بين أهلها من الطوائف كافة”.
وختمت: “النبي عليه الصلاة والسلام أمر المسلمين بالإستعاذة بالله من الفتن بقوله: “تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنَ الْفِتَنِ ، مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ “.
النائب حواط
في سياق متصل أكد عضو تكتل الجمهورية القوية النائب زياد الحواط أننا “لا ولن نسمح للمزايدات”. وقال عبر “تويتر”، “مدينة جبيل مهد الحضارات والتواصل والإلفة والمحبة والاخوة بين الأديان”. وأضاف، “جبيل النموذج الحقيقي للعيش المشترك بين جميع مكوناتها، كفاكم تضخيما وتفرقة وكراهية”.
أوقاف جبل لبنان
توازيا أصدرت دائرة أوقاف جبل لبنان بيانا جاء فيه: “بعدما تم إعلام دائرة أوقاف جبل لبنان بالإعتداء الذي وقع على مسجد الإمام إبراهيم بن أدهم – جبيل، وعلى الفور وبتوجيهات من سماحة مفتي جبل لبنان الشيخ الدكتور محمد علي الجوزو بمتابعة الأمر مع الجهات الأمنية المختصة، اتخذت الجهات الأمنية المختصة مشكورة إجراءات سريعة لا سيما آمر فصيلة جبيل بتنظيم محضر فوري بالتحقيق وملاحقة المعتدين، وتم اتخاذ القرار من قبل دائرة أوقاف جبل لبنان بتقديم شكوى مع اتخاذ صفة الادعاء الشخصي في وجه المعتدين وكل من يظهره التحقيق فاعلاً أو شريكاً أو محرضاً أو متدخلاً وإنزال أشد العقوبات اللازمة بحقهم. والأمر في إطار المتابعة من خلال الجهات المعنية.
وتطلب الدائرة من الجهات القضائية والأمنية كافة العمل الحثيث لوصول هذا الملف إلى نهاية تحول دون وقوع أي فتنة بين أبناء البلد الواحد مع الحرص على احترام دور العبادة والمؤسسات الدينية التي تعمل دائبة على نشر الأخلاق والفضيلة في سائر أرجاء الوطن”.

لمشاركة الرابط: