أكّد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أن “القوات ستمنح الثقة للحكومة الجديدة وفق المعيار الذي تنتهجه منذ أكثر من 4 سنوات، مشيراً الى أن “لا ثقة للقوات بالأحزاب الرئيسية الممسكة بالسلطة”.
وأوضح أن هذا الموقف ليس مسبقاً، مؤكداً أن لدى القوات “علاقة ودية لا عدائية مع أكثريتهم، لكن النتيجة التي وصل إليها البلد تدل على أن طريقة التصرف هذه تخرب لبنان”.
ولفت جعجع إلى أنه “إذا كان هناك مسعى لأي إصلاح فعلي، فيجب تشكيل حكومة مستقلين فعلية بالدرجة الأولى، من وزراء يتمتعون بالكفاءة واختصاصيين يعلمون تماماً كيفية العمل، لأن الأمر يتطلب عملاً وخطوات يومية وبسرعة في اتخاذ القرارات.”
وأشار في حديث إذاعي الى أنه “كما يبدو لا أمل في هذه الحكومة، لأنها بدأت التشكيل على أساس وعود للثنائي الشيعي والحزب التقدمي الاشتراكي بإعطائهم حقائب معيّنة، وهي أحد أسباب جمود الوضع، وعدم حصول إصلاحات. ورأى أن “ما يحصل مع الثنائي الشيعي سينسحب على التيار الوطني الحر والآخرين. ورأى انه في أحسن الحالات، ستكون حكومة شبيهة بحكومة الرئيس حسان دياب”.
وفي ما يخص ربط النزاع بين رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري وحزب الله حول السلاح، رأى جعجع أنه “على المستوى الاستراتيجي، قد تنفع الخطوة، بمعنى أن وضع البلد الاقتصادي والمالي كما هو حالياً لا يسمح بالدخول في مئة مشكلة ومشكلة، لكن على المستويين الاقتصادي والمالي لا يمكن استبعاد هذا العامل المسمى سلاح حزب الله؛ سائلاً “هل يمكن بوجود هذا السلاح بتّ مسألة المعابر غير الشرعية التي وحدها تكلّف لبنان بين مئة وخمسين مليون وثلاث مئة مليون دولار؟ وهذا السلاح يحتاج إلى موارد وهذه الأخيرة غير شرعية، فمن أين هذه الموارد؟ هي جزء من الفساد الموجود في الدولة ومحيطها”.
ولفت الى أن “حزب الله ومن أجل المحافظة على سلاحه أقام تحالفات في الداخل مع أحزاب وقيادات قبلت بهذا السلاح، مقابل مساعدة حزب الله لهم في السلطة، وهؤلاء من يقومون بالفساد في الوقت الحاضر” معتبراً أنه “في موضوع الفساد والاقتصاد والوضع المالي يساهم سلاح حزب الله بما وصلنا إليه من الناحية الاقتصادية المعيشية والمالية”.
ورفض مقولة إن الحديث عن الاستراتيجية الدفاعية في ما يخص سلاح حزب الله قد يدخل لبنان في مخاطر حرب أهلية.
وتطرق جعجع الى الكلام عن تسلُّح حزب القوات، مؤكداً أن “هذه الاقاويل كذب بكذب”. وقال: “إذا أراد أحدهم مهاجمة القوات في هذه الأيام، بماذا يهاجمها؟ هل يمكنه القول إن أحد نوابها فاسد أو أحد وزرائها فاسد؟ هل يمكنه القول إن مواقفها تتناقض مع بعضها البعض؟”، مشيرا الى ان البعض يسعى إلى الاقتصاص من القوات، لأن وجودها يعرقل عليهم تحقيق مصالحهم. وسأل ما اذا كان يمكن لاحد أن يتسلح بالسرّ؟ وأكّد أن من “ليس لديه أي شيء ويتحدث بهذه الطريقة، سندعي عليه، لأن هذا الأمر افتراء واضح”.
وتوجه جعجع إلى اللبنانيين بالقول: “التسريع بأيديكم”، مشيراً إلى أن “ما حصل في 17 تشرين وما بعده سرّع الأحداث، لم يوصلها إلى الخواتيم السعيدة لكنه هزّ الوضعية القائمة وسرّع الأحداث، مشدداً على أن “ما يتوجب علينا فعله، وفي أول مناسبة، إنْ عبر الانتخابات النيابية أو أي طريقة أخرى عبر إبداء الرأي الفعلي، علينا وضع ثقلنا، ويصبح التغيير أبسط ما يكون”.
في سياق آخر، أوضح أن “القوات تحافظ على علاقة مع المكونات الأخرى الموجودة في المجلس النيابي، لكنها علاقة طبيعية وليست تحالفاً”، مشيراً الى أن “حليف القوات الأساسي هي الطروحات التي وضعت بعد 17 تشرين”.
ورفض جعجع نظرية أن “ابتعاد” القوات عن الساحة السياسية ستؤدي إلى تقوية المنظومة الحاكمة، مشيراً إلى أن “رأي الناس بهذه السلطة بعد تمكّنها من الحكم خلال السنوات الأربع اختلف”.
ولفت الى انه “يكفي تحسُّن بسيط على مستوى الإدارة السياسية للبلد حتى تتحسن الأمور”، مشيرا الى أن “الإدارة سيئة جداً في ظل هذا التأليف”. وقال:لا أريد أن أحكم على الأمور قبل أن تصبح واقعاً، لكن ما هو ظاهر لغاية الآن، business as usual، يعني كما كانت تجري العادة ولو كان هناك نتيجة من المجموعة الحاكمة، لما أوصلت البلاد إلى هنا.
حكايةُ قبر أُمّي..
كانت والدتي رحمها الله تقولُ لنا في سهراتنا الطويلة : ” إدفنوني بين أهلي لأنني آنَسُ بهم .. فَلَكَمْ أبصرتُ مقبرةَ قريتنا في شبعا بعدَ ذوبان ثلج حرمون تنقلبُ حديقةً غنّاءَ ، تَنْبُتُ في ثناياها أشجارُ الجوز والحور والبيلسان .. وزهر الياسمين . أوصتني أمي وأنا بعد صغيرة فقالت :” لا تدفنوني بعيداً عن أهلي
Read More