خاص – nextlb
واجهة بيروت البحرية مختلفة اليوم معالمها تغيرت فلا تكاد تعرف ، والدمار الشامل سيد الموقف ، كأن المنطقة تعرضت لهجوم بالسلاح النووي يذكر الناس بكارثة هيروشيما في اليابان في نهاية الحرب العالمية الثانية ، من واجهة بيروت البحرية وزيتونة باي مروراً بالمحال التجارية ، مركز بورشه بواجهاته الزجاجية المتشظية وصولا الى البيال وقاعات معرض الكتاب العربي وقاعة رويال بافيون الملكية ومطعم مندلون مبان مدمرة لفظت أبوابها وديكوراتها الى الشاطىء بشكل مخيف ، الدمار يعم المكان وأكوام الزجاج والحطام تقفل الطريق ، ندخل الى المنطقة المنكوبة سيراً على الأقدام مع تحذير من القوى الأمنية من سقوط الجدران والزجاج والديكور المعلق في السقوف ، الدخان ينبعث مما تبقى من مواد مشتعلة قرب أهراء قمح المرفأ المدمر بشكل كبير ، وتمر فوق المنطقة المنكوبة مروحية للجيش اللبناني تتابع منذ الليل إطفاء ما تبقى من حرائق مشتعلة في منطقة الإنفجار ، الدمار كبير والكارثة لا يجب السكوت عنها ولفلفتها على الطريقة اللبنانية ، ولو تطلب الأمر طلب لجنة تحقيق دولية في ضوء الخسائر الفادحة في الأرواح والممتلكات وسقوط أكثر من 100 شهيد وأكثر من 4000 جريح والإصابات مرشحة للزيادة مع تقدم عمليات البحث تحت الأنقاض .
وزير الداخلية
المعلومات الأولية التي أوردها وزير الداخلية خلال جولة له في منطقة برج حمود تشير الى2750 طن من المواد شديدة الإنفجار كانت مخزنة في عنابر المرفا وقال رداً على سؤال : “المسؤول سيحاسب وسئل عن إمكانية طلب تحقيق دولي أجاب : ” لسنا بحاجة الى قضاء دولي وقد يكون هناك مشكلة ثقة بين المواطن والحكومة وفي كل الأحوال المطلوب تبيان الحقيقة ومحاسبة المسؤول ” .
عويدات
قضائياً سطر النائب العام لدى محكمة التمييز القاضي غسان عويدات إستنابة قضائية الى الأجهزة الأمنية كافة كلفهم فيها “القيام بالإستقصاءات والتحريات وبإجراء التحقيقات الفورية لمعرفة كافة المعلومات والملابسات المتعلقة بالإنفجار الحاصل بتاريخ 4/8/2020 في مرفأ مدينة بيروت، والذي أدى الى وقوع عدد كبير من الشهداء والجرحى وحصول دمار هائل وأضرار مادية جسيمة في الممتلكات العامة والخاصة.
وطلب إيداعه كل التقارير المتوافرة لدى الأجهزة المعنية وأية مراسلات متعلقة بتخزين المواد المتفجرة في المستودع حيث وقع الإنفجار، وتحديد أسماء المسؤولين عن حفظها وحمايتها والقائمين بأعمال الصيانة في المستودع، وبيان كل ما من شأنه إنارة التحقيق ومخابرته تباعا بالنتيجة وذلك بالسرعة القصوى.
حاصباني
من جهة أخرى غرد نائب رئيس مجلس الوزراء السابق غسان حاصباني عبر حسابه على “تويتر”: بيروت مفجوعة على أبرياء سقطوا شهداء وجرح، بيروت منكوبة وغارقة بالدموع والدمار والدماء. أيا يكن السبب والمسبب، جريمة بحق بيروت و لبنان.
والمطلوب تحقيق واسع ودولي ومسح سريع للاضرار وتعويضات جدية للمتضررين”.
قريطم
وعن ظروف الإنفجار أكد رئيس مجلس إدارة ومدير عام مرفأ بيروت حسن قريطم، أن “الوقت الراهن هو للملمة الجراح وانتشال الضحايا ونقل الجرحى ورفع الركام، وأن التسريبات والتصريحات والمستندات التي يتمّ التداول بها ربما لتقاذف المسؤوليات واستباق التحقيق ليس من شيم المسؤولية في هذا الظرف العصيب، وأن المطلوب أولاً وأخيراً تحقيق صارم وشفاف يحدد المسؤوليات”.
وتابع: “الأجهزة الأمنية مدعوة إلى الإرتقاء اليوم الى مستوى المسؤولية الأخلاقية والوطنية، وقد أظهرت مستوى عالٍ من الجهوزية لمواجهة هذه الكارثة الوطنية غير المسبوقة في لبنان” .
واستغرب قريطم كيف أنه “وبالرغم من المراسلات المتكررة بين إدارة الجمارك وقضاء العجلة لم يتم التخلص من هذه المواد”، مضيفاً أنه “تم تعيين حارس قضائي عليها ووُضِعت في عنبر منفرد حيث بقيت لمدة 6 سنوات دون أن يكون للادارة الحق في التصرف بها”، مشيرا إلى أن “الإدارة تلقت تعليمات من القضاء مؤخراً وبعد كل هذه السنوات، تقضي بإقفال فجوة في بوابة العنبر لحماية محتوياته من التلف والسرقة وهذا بالتحديد ما أقدمت عليه إدارة المرفأ”.
قائد الجيش
ميدانياً تفقّد قائد الجيش العماد جوزاف عون صباح اليوم المستشفى العسكري المركزي حيث عاد الجرحى ومصابي الإنفجار الذي حصل يوم أمس في مدينة بيروت ، وأعطى توجيهاته لوضع الجهاز الطبي العسكري برمته في حال استنفار لمواكبة عمليات الإسعاف وتقديم المساعدة الطبية اللازمة واستيعاب ما يمكن من الإصابات ومعالجتهم.
بعد ذلك انتقل قائد الجيش الى منطقة المرفأ حيث تفقد قاعدة بيروت البحرية ومبنى موسيقى الجيش ومبنى مديرية التوجيه وفوج المدفعية الأول في الكرنتينا، والتي كانت تضررت نتيجة الإنفجار، متفقداً الضباط والعسكريين الذين أصيبوا يوم أمس.
[email protected]
عدسة nextlb.com