رسم البطريرك الراعي خريطة الطريق السياسية للقاء الخميس في بعبدا أمس الاحد، وطالب الراعي خلال عظته أمس بالذهاب إلى “جوهر المشكلة وطرح الحل الحقيقي، بعيداً من الحياء والتسويات والمساومات، وإلى إصدار وثيقة وطنية تكون بمستوى الأحداث الخطيرة الراهنة”.
فقد دخل البطريرك الماروني بشارة الراعي، بقوة، على خطّ حوار بعبدا المزمع انعقاده في 26 الجاري، بدعوة من رئيس الجمهورية ميشال عون. ورسم الراعي خريطة الطريق السياسية للقاء، بعد مطالب بعض الفرقاء بجدول أعمال واضح للنقاش. وطالب الراعي خلال عظته أمس بالذهاب إلى “جوهر المشكلة وطرح الحل الحقيقي، بعيداً من الحياء والتسويات والمساومات، وإلى إصدار وثيقة وطنية تكون بمستوى الأحداث الخطيرة الراهنة”.
وقال: “يجب أن يتضمن اللقاء موقفاً موحداً من القضايا التي أدت إلى الإنهيار السياسي والمالي والإقتصادي والإجتماعي، وإلى الإنكشاف الأمني والعسكري. وتصوب الخيارات والمسار، وترشد الحوكمة، وتطلق الإصلاحات، وتعيد لبنان إلى مكانه ومكانته، فيتصالح مع محيطه العربي، ويستعيد ثقة العالم به”.
ولضمانة حصول المشاركة في هذا اللقاء الوطني ونجاحه اشترط الراعي “تأكيد وحدة لبنان وحياده، وتحقيق اللامركزية الموسعة، وصيانة مرجعية الدولة الشرعية بمؤسساتها كافة، وخصوصاً الأمنية والعسكرية، والإقرار الفعلي بسلطة الدولة دون سواها على الأراضي اللبنانية كافة، والتزام قرارات الشرعية الدولية”، في إشارة واضحة الى “حزب الله”.
وكشفت مصادر سياسية رفيعة أن “كلام الراعي سبّب إحراجاً شديداً للرئيس ميشال عون بطرح ملفات خلافية وذات وزن سياسي كبير”، مشيرة الى أن “رئيس الجمهورية كان يفضل حصول اللقاء دون جدول أعمال واضح يثير حساسيات بعض الأطراف”.
وأضافت ان “كلام البطريرك الماروني صوّب بإتجاه حزب الله عند ذكره قرارات الشرعية الدولية التي يعتبرها الحزب حبراً على ورق”، لافتة الى أن “المطالبة بالتصالح مع المحيط العربي هو مطلب دائم لبعض القوى السيادية في لبنان التي تعتبر أن تدخلات الحزب في شؤون الدول الداخلية هو ما أدى الى عزلة لبنان عربياً”.
المصدر : الجريدة