كتبت الزميلة أسرار شبارو
انتهت رحلة البحث عن الشقيقين حرفوش بكارثة جديدة، بعدما اعترف مازن بقتل شقيقه فوزي ليرتفع عدد ضحايا مجزرة بعقلين إلى عشرة أشخاص. عند منتصف الليل تم توقيف القاتل الذي صبّ إجرامه على زوجته وشقيقيه ومن صادفه في طريقه، وعندما سئل عن سبب إقدامه على فعلته، أجاب: “شي وصار”.
ناطور فيلا في بلدة عينبال هو من عثر على مازن مختبئاً في الحديقة، أبلغ عناصر البلدية الذين سارعوا إلى توقيفه ليسلموه بعدها إلى القوى الأمنية، وقبل نقله إلى فصيلة بيت الدين للتحقيق معه تم التقاط مقاطع فيديو له اعترف خلالها بإقدامه على قتل الضحية العاشرة، شقيقه فوزي، بالقرب من نهر بعقلين، كما تحدث أن خلف جريمته مجرد شكوك بزوجته من دون دليل.
اعترافات أولية
مجرد شكّ دفع مازن إلى التخطيط لجريمته، خبأ سكيناً تحت وسادة غرفة نومه، بعد أن صالح زوجته التي أقامت لأيام في منزل والدتها نتيجة إشكال بينهما، أما ابنتيه فكانتا في منزل جدهما عند وقوع الكارثة. عادت منال التيماني إلى بيتها يوم الجريمة وكلها أمل بأن تكمل حياتها مع من اختارته حبيباً وشريكاً لها، من دون أن تتوقع أنها تسير إلى حتفها، وأنها ستتعرض لطعنات قاتلة من دون رحمة، وستلفظ آخر أنفاسها في غرفتها، لا بل سيحمّلها البعض وزر مقتل تسعة أشخاص غيرها، إذ لم يكتف مازن بصب نار غضبه عليها، بل حمل بندقية الصيد وسارع لقتل شقيقه لشكّه بوجود علاقة تجمعه معها، كما قتل جاره الذي يحمل الجنسية السورية لذات السبب، وبحسب ما قاله مصدر كان متواجداً في الأمس عند إلقاء القبض على مازن: “سألته لماذا لم تطلقها إن كنت تشك بها، أجاب: لم أرَ خيانتها بعيني، كما سألته عن سبب قتل بقية الناس بعد طعنه لزوجته، فأجاب: كانت لديّ نية قتل أبو حسن الذي يعمل في ورشة العمار القريبة من منزلي كونه كان يقوم بحركات لزوجتي، وشقيقي كريم كونه على علم بالخيانة التي تدور من دون أن يطلعني”.
“بعد أن قتل مازن زوجته طعناً بالسكين، حمل بارودة الصيد وتوجه إلى ورشة العمار، قتلَ العمال السوريين ومن ثم شقيقه كريم واللبنانيَّين قبل أن يتوجه إلى النهر ويتصل بشقيقه فوزي حيث أطلق النار عليه وأرداه قتيلاً، ليتوارى بعدها عن الأنظار”، قال المصدر مضيفاً: “برر مازن قتل أشخاص لا علاقة لهم بشكوكه بفقدانه صوابه عندما شاهد الدم”، مؤكداً أن “منال عانت مع مازن من شكّه المتواصل، وقد قامت بوضع صورته مع ابنتيها “بروفايل” في صفحتها على الفايسبوك في محاولة لإثبات أن عائلتها أفضل ما لديها”، في حين أكد مصدر في قوى الأمن الداخلي لـ”النهار” أن “مازن لم يتحدث بأي أمر يثبت ما تتناقله وسائل الإعلام، وكل ما يتردد الى الآن مجرد خبريات لا أساس لها من الصحة، والتحقيق مستمر لكشف كافة الملابسات”.
كارثة لا تصدق
لا كلمات يمكنها التعبير عن حال والدَي مازن اللذين فقدا ابنيهما على يد فلذة كبدهما، ولفت أحد وجهاء البلدة إلى أن “على حبوب الأعصاب يعيشان، لا بل إن الوالدة في الأمس كانت في منزل ابنتها عندما اكتُشف أن ابنها فوزي فارق الحياة هو الآخر، كذلك حال والدَي منال، فوالدتها ربتها بدموع العين منذ صغرها وذلك بعدما انفصلت عن زوجها، أما والدها فارتبط بامرأة أخرى ورزق منها بولد، وهو شيخ هادئ محبوب من جميع أبناء البلدة”، لافتاً إلى أنه “حتى الآن لا يمكننا تصديق أن مازن الشاب الآدمي الذي كرس حياته من أجل عائلته وكان بارّا بوالديه ومحباً لأخوته يقدم على ارتكاب مجزرة ليست من شيم لا أهله ولا أهل البلدة”، وشرح: “معروف عن مازن أنه شاب عصامي عمل في بيع المياه والخضار، ورجل أمن في مستشفى”.
عائلة التيماني أصدرت بياناً نعت فيه منال، مؤكدة رفضها أي اتهام بحقها لأنها “أشرف من كل ما قيل أو يقال… ومن الواجب على كل من لا يعرف أن يلتزم الصمت لأنه يضع في ذمته شابة طاهرة وأولاداً أبرياء”.
المصدر صحيفة النهار