ذكرى رفيق الحريري التي لم تغب عن قلب بيروت ، فاح عبيرها صباح هذا اليوم في رحاب بيت الأمم المتحدة في العاصمة اللبنانية، من خلال “وردة رفيق الحريري “ التي غرست في الحديقة الرئيسية لمدخل مبنى”الإسكوا” عربون وفاء وميثاق سلام ، ورسالة محبة من رجل السلام الى العالم ، تزامناً مع إحياء اليوم العالمي للبيئة الذي أقيم في مقر لجنة الأمم المتحدة الإقتصادية والإجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) برعاية رئيسة”مؤسسة رفيق الحريري” السيدة نازك رفيق الحريري ممثلة بالسيدة هدى بهيج طبارة وبمشاركة “مؤسسة رفيق الحريري “.
حضرت شتول الوردة هذه المرة في مقر لجنة الأمم المتحدة الإقتصادية والإجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) في بيروت حيث تم غرسها برعاية السيدة الحريري ممثلة بالسيدة هدى طبارة، كما تم ثبيت لافتة صغيرة بينها تحمل صورة الرئيس الشهيد وكلمات للسيدة الحريري جاء فيها: “من رحم الشهادة ومن رحب الاشتياق.. وُلِدَتْ وردة رفيق الحريري البيضاء.. رمز سلام ونقاء”.
حضر المناسبة الى ممثلة السيدة الحريري ،الرئيس فؤاد السنيورة ووكيلة الأمين للأمم المتحدة والأمينة التنفيذية للإسكوا رولا دشتي ، والمديرة العامة لمؤسسة رفيق الحريري ، سلوى السنيورة بعاصيري ، والمستشار السياسي للرئيس سعد الحريري، د.داوود الصايغ ومجموعة من اعضاء السلك الديبلوماسي والعربي وشخصيات اكاديمية ثقافية وتربوية واجتماعية واعلامية .
إستهلت المناسبة بترحيب من المسؤول عن وحدة التواصل والإعلام نبيل أبو ضرغم وبكلمة إستذكر فيها مواقف الرئيس الشهيد رفيق الحريري ودوره في إرساء السلام في لبنان والمنطقة وبوثائقي عرض أمام الحضور بصوت الرئيس الشهيد رفيق الحريري يختصر فكره ومواقفه للأمم المتحدة (افتح الفيديو)
كلمة السيدة نازك رفيق الحريري
والقت كلمة راعية الإحتفال السيدة نازك رفيق الحريري ، المديرة العامة لمؤسسة رفيق الحريري سلوى السنيورة بعاصيري ، وقالت “كم يسعدني ويشرفني أن ألقي كلمة رئيسة مؤسسة رفيق الحريري السيدة نازك رفيق الحريري أمام جمعكم الكريم هذا، وهي تستهلها بالقول:
“إسمحوا لي بدايةً أن أعرب للدكتورة رولا دشتي ، الأمينة التنفيذية للجنة الأمم المتحدة الإقتصادية والإجتماعية لغربي آسيا عن عمق المودة والإحترام وأن أثمن عالياً ما تبذله وكامل أسرة الإسكوا من جهودٍ بناءة للإحتفاء باليوم العالمي للبيئة، وهو مناسبةٌ تشكل منذ العام 1974 منصةً كونيةً لإثارة الوعي بواجب حماية البيئة من شتى أنواع التعديات والانتهاكات، سيما وأن هذه المناسبة قد اتخذت لها عنواناً هذا العام “تلوث الهواء” في تأكيد على ما يسببه هذا التلوث من أمراض قاتلة وما ينتج عنه من تدن في إنتاجية القوى البشرية بمختلف شرائحها.
ففي هذه المناسبة البالغة الأثر والتأثير تكرمت الأمينة التنفيذية للأسكوا مشكورةً بتبني مبادرة رمزية وددتُ بصفتي رئيسة مجلس أمناء مؤسسة رفيق الحريري أن أطلقها بالتعاون مع مروحة واسعة من الصروح العلمية والمعرفية والفكرية بغية نشر ذبذبات من النقاء والسلام والمحبة في ربوع لبنان هي تلك الصروح العلمية التي تطلع الرئيس الشهيد رفيق الحريري اليها معبراً لإعداد جيل شاب منفتح على القيم الانسانية ومؤهل لبناء مجتمع الإقتصاد والمعرفة.
لقد وجدتُ في الإسكوا خير تجسيد لهكذا صرح علمي وفكري:
فالإسكوا هي أحد أجهزة الأمم المتحدة التي تعمل على ربط لبنان وسائر الدول العربية بأولويات الأمم المتحدة وبرامج عملها سيما في الحيز الإقتصادي والإجتماعي والتقني، وبكل مستحدثٍ في ذاك الإطار والمستجدات.
والإسكوا هي مختبرٌ معرفيٌ للأفكار والرؤى التي تنشد رفاه الانسان وتنميته المستدامة.
والإسكوا هي التي حازت عظيم تقدير الرئيس الشهيد رفيق الحريري وعمق إدراكه لمحورية دورها والمكانة. وهذا ما جعله يبذل جهوداً كبرى وحثيثة ليعود لبنان مقراً للإسكوا في العام 1997، بعد غياب قسري إمتد لنحو 15 عاماً.
والإسكوا هي التي رشحت الرئيس رفيق الحريري لجائزة الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في عام 2004، تقديراً لإبداعاته وريادته ومكانته كرجل دولة أعاد اعمار لبنان والعاصمة بيروت.
وهي الإسكوا التي تجمعها ومؤسسة رفيق الحريري مساحة رحبة من القيم الهادفة للرفع من مكانة الانسان وشأنه في مجتمعه والمحيط.
وهي الإسكوا التي تتشرف مؤسسة رفيق الحريري بالتعاون إياها في أكثر من نشاطٍ علمي يخدم في تعميق الوعي بالصالح العام وأهمية الإستثمار في الجيل الشاب.
وأضافت : إن ترحيب الامينة التنفيذية للإسكوا في أن تكون وردة رفيق الحريري حاضرة في رحاب مقر الإسكوا هو ترحيبٌ بأن تنغرس جذور ما ترمز اليه هذه الوردة من معان عميقاً في الوجدان. وأن تتفتح غاياتها ممارسات يومية في الأداء، وأن يفيض أريجها أملاً بغدٍ مشرق، لذا سأحرص بأن تعمل مؤسسة رفيق الحريري الى جانب الإسكوا على جعله ممكناً.
مجدداً الشكر كل الشكر للدكتورة دشتي ، ولكامل فريق عملها على كل هذا الإحتضان وكرم الضيافة، والشكر لجميع الحضور على فيض مشاعر المحبة والسلام”.
دشتي
ولفتت وكيلة الأمين للأمم المتحدة والأمينة التنفيذية للإسكوا رولا دشتي ألى “أن التدهور البيئي المتسارع التي تشهده البلدان العربية يتطلب التنسيق لمواجهة المشاكل البيئية وتلوث الهواء وشح المياه ووضع حلول مستدامة”، مشددة على أن ” الإسكوا تعمل دائما من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة و التخفيف من التداعيات السلبية للتلوث”.
صليبا
وتحدثت عالمة الكيمياء ومديرة مركز حماية الطبيعة في الجامعة الأميركية في بيروت نجاة صليبا عن “المشاكل البيئية وأهمية العمل من أجل وضع سياسات بيئية سليمة تساهم في الحد من تفاقم التلوث”.
بعد ذلك، قام الرئيس فؤاد السنيورة و طبارة والسنيورة بعاصيري ودشتي ومستشار الرئيس الحريري داوود الصايغ بزرع الوردة، ثم جالوا على المعرض الهادف إلى نشر الوعي حول إعادة التدوير والتسبيخ وحول الدراجات الكهربائية ، والذي شاركت فيه منظمات غير حكومية ناشطة في هذه المجالات في لبنان، بالإضافة إلى أنشطة عديدة تشجع المبادرات الخضراء المؤازرة للبيئة.
تخلل الحفل بث رسالة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش شدد فيها على” ضرورة تضافر الجهود للحد من التلوث البيئي الذي يطال كوكب الأرض وسكانه”.
تجدر الإشارة إلى أن “هدف هذا اليوم هو زيادة الوعي حول قضايا البيئة وتعبئة الموارد والإرادة السياسية لتحسين في سبيل المحافظة على البيئة”.، وموضوع هذا العام هو “دحر تلوث الهواء” وكيفية تغيير أساليب العيش اليومية للتخفيف من كمية تلوث الهواء للحد من الإحترار العالمي وتأثيره على الصحة.
ويستمر غرس هذه الوردة _ الرسالة في مراكز رسمية وصروح تربوية على كافة الأراضي اللبنانية ، كتحية وفاء للرجل الذي ترك بصمته على المستويات الإجتماعية و التربوية والسياسية والديبلوماسية، وبدأت بزرعها في الصروح الجامعية بالتزامن مع ذكرى إستشهاده، بمبادرة رعتها أيضاً السيدة نازك رفيق الحريري تخليداً لذكرى رفيق دربها، وتقديراً لدوره الوطني والإنساني على المستويات كافة.
[email protected]