نقيبا الصحافة والمحررين في وقفة تضامنية مع كارلوس غصن: للإسراع في محاكمته لتأكدنا من براءته ومعاملته بما يليق بمكانته

عقد في دار نقابة الصحافة مؤتمر صحافي، بدعوة من نقيب الصحافة عوني الكعكي ورعايته وبالتنسيق مع اللجنة المركزية لدعم كارلوس غصن، في حضور نقيب المحررين جوزف قصيفي ومنسق اللجنة عماد عجمي.
الكعكي
وقال الكعكي: “كارلوس غصن لبناني هاجر الى البرازيل مع والده، كما هاجر الملايين من اللبنانيين، الى اميركا الجنوبية. اذ يبلغ عدد اللبنانيين في البرازيل اليوم ما بين 6 و8 ملايين، وتقول المعلومات ان عدد اللبنانيين الذين يعيشون في المهجر أصبح يفوق ال 15 مليونا اي 3 اضعاف عدد سكان لبنان”.
اضاف: “الهجرة من لبنان بدأت منذ عام 1800، وسببها الحقيقي اقتصادي. اذ ان لبنان لا توجد فيه موارد تكفي سكانه، لذلك لا حل من اجل لقمة العيش الا الهجرة الى بلاد العالم. لذلك انتشر اللبنانيون في جميع انحاء العالم. طبعا، الهجرة كانت الى اميركا وافريقيا، وقد حقق فيهما اللبنانيون المهاجرون انجازات كبيرة واصبحوا من أهم الجاليات في العالم وتبوأوا أعلى المراكز”.
وأشار الى ان “الهجرة التي لا تسمى هجرة هي الهجرة الى دول الخليج، لأن اللبنانيين الذين يذهبون الى الخليج يبقون على تواصل دائم مع الوطن بسبب قرب المسافة”.
وقال: “نعود الى ان السيد كارلوس غصن كان من انجح رجال الاعمال في العالم حيث استطاع ان يتسلم شركة “نيسان” للسيارات وكانت تعاني من عجز 20 مليار دولار، نعم العجز في اهم شركة انتاج سيارات يابانية خسائرها 20 مليارا كلام خطير ويصعب تصديقه. تسلم هذه الشركة واستطاع خلال فترة زمنية قصيرة ان يجعلها تتربع على رأس لائحة شركات السيارات الاكثر مبيعا في العالم.. فمن كل عشر سيارات هناك سيارة تابعة لتحالف الشركات الذي يترأسه كارلوس غصن.. فهل يدفع اليوم هذا العملاق الاقتصادي ثمن نجاحاته…؟!
وتابع: “اليوم، ونحن هنا في لبنان الذي يحمل كارلوس غصن جنسيته، ومن على منبر نقابة الصحافة نعلن وقوفنا الى جانب الذي رفع اسم لبنان عاليا.. وجعلنا كلبنانيين مقيمين ومغتربين نفتخر ونعتز بهذه الظاهرة التي منحها جلالة امبراطور اليابان الوشاح الازرق تقديرا لنجاحه في تعزيز الاقتصاد الياباني”.
اضاف: “نحن اليوم، في وقفتنا دعما لكارلوس غصن لا يمكننا الا الاشادة بالنجاحات التي حققتها اليابان والشعب الياباني الذي نكن له كل الاحترام والتقدير، انما نطلب الاسراع في تقديم كارلوس غصن للمحاكمة لتأكدنا من براءته كما أفادنا محاموه”.
وأشار الى ان “كارلوس غصن لم يكتف بنجاحه في رفع شركة “نيسان” للسيارات من الحضيض الذي كانت غارقة فيه على مدى سبع سنوات، اذ بعدما رفعها استطاع ان يجمع بين الصناعة اليابانية والصناعة الفرنسية حيث تمت صفقة شراكة بين “نيسان” وبين “رينو”. كذلك استطاع ان يجمع الى “نيسان” و”رينو” شركة ميتسوبيشي في تحالف اقتصادي. وهكذا بين ليلة وضحاها اصبح حاكم اكبر شركة انتاج سيارات في اليابان وفرنسا وهذا طبعا ثمنه غال”.
وقال: “من هنا اصبحت محاربة هذا البطل ضرورية، اذ انه أخذ يهدد معظم الشركات الاميركية التي كانت تنتج اهم سيارات في العالم بينما اليوم اصبحت في المرتبة الثالثة. الاولى الالمانية والثانية اليابانية والثالثة الاميركية.
وختم، مشيرا الى ان منسق اللجنة المركزية لدعم كارلوس الدكتور عماد عجمي قدم خصيصا من اليابان ونسقنا معه منذ اليوم الاول لتنظيم الدعم”.
قصيفي
ثم تحدث نقيب المحررين، فقال: “ان نجتمع للتضامن مع كارلوس غصن هو بديهيات ما يقدم عليه لبنان تجاه هذه الشخصية الفذة التي فرضت ايقاعها على اقتصادات دول صناعية كبرى، لجأت اليه لاستنقاذ قطاعات كانت مهددة بالافلاس والاقفال، وصارت بفضل الخطط التي رسمها، مما حباه الله من عبقرية وقدرة على الابتكار، ونظرة مستقبلية، قطاعات منتجة تدر أرباحا وافرة، وتوظف عشرات الالاف، هذه حقيقة لا تنكرها اليابان، ولا فرنسا، وهما كانا الاكثر انتفاعا من مبادرات هذا اللبناني الكسرواني المنبت والجذور الذي اقتحم الحياة بايمان وعلم، محققا الانجازات التي تؤرخ، لدى الحديث عن رجال حققوا جليل الاعمال، وتركوا بصماتهم في اكثر الملفات تعقيدا، خصوصا في ما يتصل بشركات عالمية متعددة الجنسيات، أقالها من عثارها وجعلها الاكثر تقدما وغنى بين نظيراتها. وان مثال “رينو” و”نيسان” لا يبرح الذاكرة، وسيبقى حاضرا، على الرغم من محاولة تشويه وجه غصن. فكيف يصبح هذا الرجل، النموذج، الذي ألفت عنه الكتب، وتصدر صفحات الجرائد والمجلات العالمية، وتلك المتخصصة بوصفه “الظاهرة”، “الاكثر تميزا” في الالفية الثالثة، نزيل السجن، تحوطه الشكوك والاتهامات ويحاكم قبل ان ينتهي التحقيق معه”.
أضاف قصيفي: “نحن لا نتدخل في عمل القضاء، لكن الملابسات التي رافقت قضية توقيف كارلوس غصن وواكبتها، والخلفيات التي شاعت عن أسبابها تجعلنا نؤكد ان الملف يجب الا يخرج عن مساره القضائي، وألا يتأثر باعتبارات دولية واقليمية وضغوط، قيل انها وراء ادخاله السجن بهذه الطريقة غير اللائقة، والبعيدة كل البعد عن احترام كرامة الانسان وحقوقه، وكأن في الامر ما هو أبعد من تهرب ضرييبي. لماذا، اذا صح الكلام، تأخر اكتشافه من قبل الذين يتخذونه ذريعة للايقاع به. على ان الطريقة التي عومل بها غصن والتي لا تليق بشخص طالما اعترفت طوكيو بفضله على قطاعها الصناعي، تؤكد مخاوفنا من وجود أجندات ملتبسة، وتبرز مطالبتنا بتحقيق شفاف ومعاملته بما يليق بمكانته ومقامه واطلاق سراحه الى ان تعلن النتائج النهائية لهذا التحقيق”.
وأكد ان “كارلوس غصن قيمة لبنانية بقامة دولية، يستحق ان نتضامن معه، فهذا أبسط ما يمكن ان يقدمه اللبنانيون لهذا الشخص المبدع الذي ينتمي الى دوحة القداسة”.
جمي
ثم تحدث الدكتور عجمي، متوجها بالشكر الى نقيب الصحافة الكعكي “الذي وقف منذ اللحظة الاولى داعما لقضية اللبناني العالمي كارلوس غصن، والى نقيب المحررين قصيفي والصحافة اللبنانية الرائدة في العالم والتي كانت الاولى الى جانب الصحافة الفرنسية في نقل قضية السيد غصن، والى الديبلوماسيين والسياسيين والعسكريين الحاضرين”، وقال: “هل ان كارلوس ضحية نجاحاته، طالما انه لا يمكن ابعاد السياسة والسياسيين عن عالم الاقتصاد”
وشدد على “ان لكل دولة قضاءها وقوانينها، والمحققون اليابانيون يحترمون هذه القوانين وينفذونها بلا تجاوز”.
وعن الانتقادات التي وجهت من خارج ومن داخل اليابان عن طول فترة الاعتقال، قال: “هذا ليس خطأ القضاة والمحققون اليابانيون، بل ان واجب السلطات السياسة من حكومة وبرلمان تعديلها، وبالتالي فان القضاء سيباشر فورا بتطبيقها”.
ورأى “ان كارلوس غصن الذي انتشل أكبر الشركات اليابانية من الافلاس وجعلها على رأس الشركات العالمية لبيع السيارات في العالم… يفتح اليوم الباب من خلال اعتقاله بتصويب القوانين اليابانية من ناحية أطول فترة اعتقال وقساوتها”.
ونوه عجمي “بالتحرك اللبناني ابتداء من وزارة الخارجية ووزير الداخلية والجامعة اللبنانية الثقافية في العالم ورئيس واعضاء الهيئات الاقتصادية، وايضا بنشاط السفير اللبناني في اليابان نضال يحي الذي يتحرك على كل الاصعدة دعما للسيد غصن، وكذلك السفير الفرنسي السيد لوران بيك، والبرازيلي اندريه دي لوغو الذين يزورون غصن في معتقله”.
وقال: “الاسئلة لا تتوقف، ما هو مستقبل العلاقة بين “نيسان” التي تملك 15% من أسهم رينو، من دون حق الاعتراض، و”رينو” التي تملك 43% من “نيسان” اشترتها ب 7 مليارات دولار، رغم ان عائدات “نيسان” اليوم تتجاوز ضعف عائدات “رينو”.
اضاف: “من هنا مطالبة اليابان وبسرعة باعادة برمجة العلاقة بين “نيسان” و”ميتسوبيشي” و”رينو”.
وسأل: “هل توازي مطالبة غصن ب 37 مليون دولار خسارة شركات التحالف اكثر من مليار دولار حتى الان منذ توقيف غصن. من يمكن ان يملأ الفراغ ويحل محل كارلوس غصن على رأس تحالف شركاته التي يعمل لديها اكثر من 450 الف موظف في 125 بلدا، والذي كما أخبرني ان تحالف شركاته سيتربع قريبا على المرتبة الاولى لبيع السيارات في العالم”.
وقال: “الاسئلة تستمر بالتدحرج، لماذا التحقيق الان يتوجه الى ملفات في دول، بينها لبنان وفرنسا وهولندا والبرازيل وايران، والعقوبات عليها والتي يقال ان غصن يحاول الالتفاف عليها، وهنا توجيه “الرسالة الانذار” الى الشركات الاوروبية بعدم التجاوز. من جهة اخرى، ثمة ريبة يابانية من ان تكون فرنسا تحاول الامساك بكبريات الشركات اليابانية”.
أضاف: “هل تجيب هذه التساؤلات عن تساؤل: لماذا الان؟ هل المؤامرة التي فبركت الانقلاب يابانية داخلية، أم أميركية أم فرنسية. هل هي قصة داخلية، واليابانيون يريدون قلب قواعد اللعبة والخروج من تحت عباءة “رينو” التي تدير “نيسان” وفي الفترة الاخيرة “ميتسوبيشي”. هل بسبب معارضة غصن في السابق لطروحات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للامساك بتحالف الشركات الثلاث. هل هي مؤامرة على السيارة الكهربائية ورائدها كارلوس غصن الذي يعمل على ان يكون بائع السيارات الاول في العالم”.
كما سأل: “هل أحبط الانقلاب خطة غصن باعتماد بيروت مركزا رئيسيا للمبيعات الخارجية لتحالف الشركات الثلاث وقد اشترى لهذه الغاية مبنى في العاصمة اللبنانية، وكذلك الامر بالنسبة الى هولندا التي كان سيعتمدها كفرع اقليمي لشركاته”.
وأكد عجمي “ان استمرار توقيف كارلوس غصن يسيء الى الاقتصادين الفرنسي والياباني، لكن كارلوس غصن لن يسقط”.

لمشاركة الرابط: