جنبلاط ل رابطة خريجي الإعلام : نعيش على بقايا المؤسسات الرقابية التي أسسها الرئيس شهاب والإصلاح يبدأ بملف الكهرباء (خاص_nextlb)

خاص – nextlb

اللقاء مع النائب السابق وليد جنبلاط يحدد في الأزمة الحالية إتجاه البوصلة ، ويدق ناقوس الخطر محذرا من تنامي الدين العام وتراجع النمو الإقتصادي ، وهذه المرة لم يكن البيك متفائلا ، وصوب بوضوح نحو محاربة الفساد الذي يجب أن يكون في طليعة مهمات الحكومة والمجلس النيابي ، لأن الإصلاح ومحاربة الفساد من الشروط الموجبة لمؤتمر “سيدر” الذي هو في جوهره قروض تضاف الى العبء المالي ، والحصول على هذه القروض رهن بالإصلاح ، وما يجري من فشل في مكافحة الفساد والهدر لا يبشر بالخير ، والبيك متواضع في الأمل وأهدافه متواضعة كذلك ، وفي طليعتها إصلاح وضع الكهرباء ، وإنشاء صندوق للأجيال قبل استخراج النفط لإستخدام هذه الأموال في القضاء على الدين العام .
ويشير جنبلاط في لقاء مع وفد رابطة خريجي الإعلام برئاسة الدكتور عامر مشموشي ، الى أنه ” في السياسة هناك فن المعقول، لذلك نضطر أحيانا الى الذهاب الى مبدأ التسوية ، وكلمتي حول التحجيم الذاتي أثارت سخط المناصرين أولا ، الا أنه حتى الساعة لم يقدم لنا أي عرض حكومي جدي ، ونحن نطالب بـ3 وزراء من الدروز ، وعند بدء الحديث الجدي نناقش التفاصيل مع الأخذ بعين الإعتبار نتائج الإنتخابات النيابية ونحن نريد وزارة وازنة ووزارة ثانية بوزن معقول ” .


ويضيف وهو يرتشف ” المتي” قائلا ” لحينه نحن نتكلم مع أنفسنا في الملف الحكومي ولم يبدأ معنا الحديث الجدي حتى نقول مطالبنا ، وهناك النائب وائل أبو فاعور على تواصل دائم مع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري”. ويوضح أنه طالب أيضا بتمثيل القوات وأعطى بعض الملاحظات على المطالب ، واذا رضوا بمنصب نائب رئيس الحكومة الوهمي بلا صلاحيات ف “مبروك عليهم”.
ويضيف جنبلاط أن السؤال اليوم “الى أين؟” في مكانه تماما ، لأن الإطالة في تشكيل الحكومة تكلف الخزينة مبالغ طائلة، والإقتصاد العالمي متجه الى أزمة مالية تشبه الى حد ما أزمة عام 2008 وأسعار النفط الى ارتفاع .
مؤتمر سيدر قروض مشروطة بالإصلاح ومحاربة الهدر
ويعلق جنبلاط على مؤتمر سيدر قائلا “إن المؤتمر كناية عن قروض، وقد نفخ الى 19 مليار دولار، ولكن الآن 9 او 19 مليار دولار مشروطة بالإصلاح وهذا هو الأهم الآن ، مع التذكير أنه بعد مؤتمر “باريس 3” لم يجر أي إصلاح حقيقي ، بإستثناء مرة واحدة في مؤسسات الدولة أيام رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري في وزارة الإعلام في عهد الوزيرغازي العريضي ، وآخر في مؤسسة الميدل إيست ، مشددا على أن “إقرار قانون الفساد في الجلسة التشريعية وحده لا ينفع”. ويرى أنه خلافا لآراء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس الحريري حول استقرار الليرة والإقتصاد فهو لا يرى ذلك، معتبرا أنه قد يكون مخطئا في هذا الموضوع ، طارحا مثال تركيا والأرجنتين في هذا السياق والأزمات المالية التي تعرضت لها كل من الدولتين .
ويؤكد جنبلاط أن لا مشكل له في السياسة مع أحد ، وحين وصف العهد بـ”الفاشل” لم يقصد فقط الرئيس عون، مشيرا الى أن الاشتراكي مشارك في الوزارة أيضا. ويعتبر أن البلد وصل الى أفق مسدود بسبب الإستهتار بالمؤسسات، ونحن اليوم نعيش على فتات المؤسسات التي أسسها الرئيس فؤاد شهاب الى جانب إنهيار مؤسسات أخرى. وجدد التأكيد على أنه “ليس ضد عون”، موضحا أن الرئيس عون كأن أول من نادى بالإصلاح، وهذا الإصلاح يجب أن يبدأ بملف الكهرباء، كما أننا لا نستطيع قطع الأمل بالعهد.
وعن الجلسة التشريعية يقول جنبلاط “منيح بعد في المجلس النيابي”، آملا أن يكون التشريع على قدر التطلعات ، لافتا الى أن الأمل الوحيد اليوم هو بالإحتكام الى المؤسسات ومحاربة الفساد بعد تشكيل الحكومة، مؤكدا أن الخلافات تاريخية وليست جديدة في لبنان إلا أنها لم تعرقل تشكيل الحكومة.
العلاقة مع سوريا
ويرى جنبلاط أن من حق الرئيس سعد الحريري إتخاذ الموقف المناسب من العلاقات مع سوريا وله الحرية في ذلك ، متحفظا على كلمة “التطبيع” مع سوريا لأن العلاقة بين البلدين هي علاقة تنسيق وأن اللواء عباس إبراهيم يقوم بالمهمة خير قيام ، مشيرا الى التنسيق الأمني بين البلدين موجود منذ أحداث طرابلس وبعدها أحداث صيدا، مؤكدا أن لا مفر من التنسيق الأمني مع سوريا حين يكون هناك مصلحة للبلد ، غير أن علاقته مع سوريا على الصعيد الشخصي محسومة طالما هناك نبض ينبض في عروقه ..!
ويعتبر جنبلاط أن ” النظام السوري لا زال موجودا الآن وقد نعود في لبنان الى أيام أصعب من أيام الوصاية السورية ، والنظام السوري قائم وموجود نتيجة التدخل الروسي الإيراني، ولا يرى جنبلاط أملا لحياة التسوية في إدلب مع الاتراك”.
ويشير جنبلاط الى خذلان المعارضة السورية لا سيما العلمانية منها، وفيها أمثال برهان غليون وميشال كيلو وغيرهم ، وقد وعدت بمؤتمرات وخذلت بالمساعدات، كما أن الولايات المتحدة الأميركية سلحت قسما من المعارضة بالشكل الخطأ ، ومن الملفت كيف انتشرت داعش بهذه السرعة واحتلت ثلثي سوريا والعراق ، وبعدها نسي المجتمع الدولي أو تناسى مطالب الشعب السوري ، وتحولت المعركة ضد داعش تماما كما قصد النظام السوري بتخييره المجتمع الدولي بينه وبين إرهاب داعش .
عند اختلاف الأمم يجب أن نحفظ رأسنا
ويؤكد جنبلاط أن ” السعودية لا تتدخل في الشأن اللبناني ، ونحن نستشيرها ضمن الممكن لتشكيل حكومة متوازنة كما أن سياسة النأي بالنفس الذي اعتمدتها حكومة الرئيس نجيب ميقاتي لم تكن سيئة إلا أنها لم تطبق من قبل العديد من الفرقاء وليس فريقا واحدا، ويرى أنه “عند اختلاف الأمم يجب أن نحفظ رأسنا”.
وعن ملف إقالة رئيسة دائرة الإمتحانات في الوزارة هيلدا خوري من موقعها من قبل وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال مروان حمادة ، يوضح ممازحا أن “مروان رفيق عمرنا والحريري صديقنا إلا أنهما أدخلانا في القزاز (الزجاج)”.
وعن العلاقة مع التيار الوطني الحر يشير الى اللجنة المشكلة برئاسة اللواء عباس ابراهيم ، “ومهمتنا الأساسية فقط هي تثبيت المصالحة في الجبل فهي الأهم “.
ويشير جنبلاط الى أنه ارتاح بعض الشيء بعض ترشح نجله تيمور مكانه في المجلس النيابي، الا أن ما يزعجه ويرهقه حتى الساعة هو الأمن الإجتماعي والوظيفي ونظام المجتمع الريعي في لبنان . لافتا الى أن تيمور سلك في المجال السياسي “وماشي حالو”. ويؤكد أن ملف قروض الإسكان هو لذوي الدخل المحدود وليس للرأسماليين ، مشيدا بمناقبية المدير العام لمؤسسة الإسكان روني لحود، إلا أنه يشكك بحل قريب لأزمة الإسكان . ويدعو جنبلاط الى عدم المراهنة على موضوع التنقيب عن الغاز وترك الأمور إلى حين استخراجه، ” لأننا بذلك نرتكب جريمة بحق الاجيال المقبلة” داعيا الى تشكيل صندوق سيادي للأجيال المقبلة من أجل محاصرة الدين العام.
وعند سؤاله عن احتمال توجهه الى صفوف المعارضة ، يقول “يا ريت نستطيع الإنضمام الى معارضة كما معارضة كمال جنبلاط ، رحم الله تلك الايام”.
ويشير الى دراسة أعدها الحزب الإشتراكي حول الكهرباء والجامعة اللبنانية ، ولكن لا يوجد هناك من يسمع . ويستخف جنبلاط بطرح المؤتمر التأسيسي ويقول ” إن إتفاق الطائف إحتاج الى توافق دولي عند إبرامه ، ونحن اليوم همنا إصلاح الكهرباء التي لا يمكن حلها بإستئجار السفن من تركيا ، ونحن نضيع الوقت اذا هربنا من محاربة الفساد وإصلاح الإدارة العامة “.
وعن العلاقة مع حزب الله قال إنها جيدة ، وهناك اتفاق بتحييد الخلاف، وعن الرئيس بري يقول “يا ريت في منو اتنين في هذا البلد”.
[email protected]

لمشاركة الرابط: